المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

صوت "الألعاب النارية" يشتعل.. الرقابة غائبة.. والتكلفة 700 مليون دولار سنويًا

الأحد 09/يوليو/2017 - 03:24 م
مى مصطقى
طباعة
تعد الألعاب النارية إحدى وسائل الفرح في الاحتفالات العامة والخاصة في مصر، فنجدها في الأعراس، الأعياد، الاحتفالات، مباراة كرة قدم، رأس السنة، والمظاهرات، وغير ذلك من المناسبات المتنوعة المختلفة.

ظهرت الشماريخ والألعاب النارية لأول مرة في الصين قبل نحو ألفي عام من الآن، عندما قام أحد الطهاة بخلط الفحم مع الكبريت مع قليل من الملح الصخري، وضغط الخليط في أنابيب البامبو، فانفجرت محدثة أشكالًا جذابة، وأصبحت أكثر انتشارًا في العالم، لكن
من المؤسف أن العديد من المناسبات كانت تنتهى بكارثة وضحايا ومصابين بسبب هذه الألعاب.

وتنتشر هذه المواد بصورة مبالغ فيها، حتى إنها أصبحت في متناول الجميع صغارًا وكبارًا، وهو ما يعادل ربحها أرباح تجارة المخدرات حيث يصل المكسب فيها إلى 300%.

وجاءت تقديرات خبراء الغرفة التجارية وخبراء الاقتصاد، تؤكد أن حجم الواردات من الألعاب النارية يبلغ 700 مليون دولار سنويًا، وهو الأقرب للحقيقة، بينما قدر البعض  حجم هذه التجارة بـ 24 مليار جنيه سنويًا، وهي تعد جزءً من قيمة الاستيراد الذي وصل إلى 100 مليار دولار تقريبًا، حسب تصريح رئيس شعبة المستوردين بالغرفة التجارية أحمد شيحة، بينما قدر منتدى الدراسات الاقتصادية حجم السلع الاستفزازية التي تستوردها مصر سنويًا  60 مليار دولار، في الوقت الذي تُعاني منه مصر بشدة من نقص العملة الصعبة.

تنتشر هذه الألعاب بمناطق الموسكي ودرب البرابرة في ورش ومصانع تحت بير السلم، وهو ما يساهم في زيادة مشكلة الدولار وارتفاعه في الأسواق، كما أن انخفاض قيمة الجنيه المصري يزيد من سعر هذه الألعاب، وبالرغم من هذه الزيادة لم يقل الطلب عليها، وبرغم حظر تجارة كل الألعاب النارية، فإنها مازالت تحقق إيرادات فلكية وهو معدل لا تحققه إيرادات الكثير من المنتجات الاقتصادية المهمة، بل والغريب أن هذه الألعاب النارية تباع داخل محال تجهيزات الحفلات وأعياد الميلاد.  

والجدير بالذكر أن الألعاب النارية ممنوعة من التداول بهذا الشكل بل أنه لايسمح لها بالدخول من الجمارك ومع ذلك يتم تهريبها لداخل البلاد، وهناك العديد من الدول قامت بمنع استيراد مثل هذه السلع وتجريم مستخدميها بالعقوبة والحبس حفاظًا على مواطنيها من جانب، وتقديرًا منهم في دعم الاحتياطي الأجنبي لبلادهم بينما في مصر مُنع استيرادها فقط دون معاقبة أو القبض على بائعيها، هذا في الوقت الذي زاد ضررها بالاقتصاد والأمن الداخلي على حد سواء.

وقال الباشا إدريس، عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية بالقاهرة، إن استيراد وتهريب دخول الألعاب النارية يضر بالاقتصاد المصري بشكل كبير، خصوصًا في ظل شح العملة الأجنبية وصعوبة الحصول عليها للمستوردين لاستيراد السلع الضرورية، كما أن استيراد الألعاب النارية يضغط على الاحتياطي النقدي الأجنبي، مشيرًا إلى أنه تم منع استيراد الألعاب النارية، لكنها تدخل من خلال عمليات التهريب والطرق غير المشروعة والتي يجب تشديد الرقابة عليها.

وأكد "إدريس" أن المستوردين حققوا مكاسب وأرباح على حساب الاقتصاد المصري فى تهريب العملة الأجنبية ودخول مثل هذه الأنواع التي تضر بالمستهلك، موضحًا أنه في الفترة الأخيرة تزايد دخول شحنات المفرقعات والألعاب النارية المهربة عبر منفذي بورسعيد والعين السخنة الجمركيين، تحت بند لعب أطفال فهناك نحو 1500 مستورد وهم في تزايد مستمر.

ومن أشهر هذه الألعاب الخطرة "صاروخ الكاتيوشا" وهو شكل مصغر للصاروخ الحقيقي ويباع بسعر ‏15‏ جنيه، وصاروخ "أرض جو" بـ7‏ جنيهات بالإضافة إلى صاروخ على شكل أصبع "الديناميت" بسعر ‏10‏ جنيهات وعلبة أمشاط بسعر 5 جنيهات، أما أسعار البمب فتتراوح بين‏ 2.5 و3.5 جنيه حسب النوع والحجم ويتم تصنيعه في بعض مصانع "بير السلم"، لكن يُعاني هذا العام حالة من الكساد بسبب الصواريخ المستوردة من الصين.

وفي تصريح سابق لعلي شكري، نائب رئيس الغرفة التجارية بالقاهرة، أكد أن استيراد الألعاب النارية تزايد بشدة في عهد الإخوان وتم تخزينها للاستفادة من فروق الأسعار، مشيرًا إلى أنه على الرغم من وجود قانون يمنع تداولها فليست هناك عقوبة محددة لها ومن الممكن أن يعاقب مستخدمها بجنحة الإزعاج لأن الألعاب النارية لا تندرج تحت بند المتفجرات.

كيفية صنع الألعاب نارية..
تُصنع الألعاب الناريّة بالعديد من الأشكال والأنواع، حيث تكون جميعها موضوعة داخل غلاف أسطوانيّ الشكل مع صمّام لحفظها، وذلك للتأكّد من عدم انفجارها إلّا بعد فتح هذا الصمام، فيتم استخدام الكثير من المواد المتفجّرة فيها بنسب مختلفة، ومن أهمّها بودرة البارود، وهي عبارة عن خليط من الملح الصخريّ مع الكبريت والفحم، بالإضافة إلى مزج بعض من الموادّ الكيميائيّة المتفجّرة والعناصر: كالألمنيوم، والحديد، والزنك، والتي تعطيها الألوان، والشرارات المتلألئة، والإضاءات والأشكال المختلفة، كالأشكال الورديّة.
توضعُ جميع هذه المواد في الورق المقوّى الأسطوانيّ الشكل، كما تثبّت فتيلة في الورق ظاهرٌ جزءٌ منها لإشعالها حتى تصل الحرارة عبرَها إلى المواد المتفجّرة الموجودة في الأسطوانة.

تعتمدُ صناعة المتفجّرات على انحلال نترات البوتاسيوم بالحرارة، الأمر الذي يؤدّي تولدّ غاز الأكسجين المسبّب لصوت الانفجار، وكذلك انحلال خامس أكسيد الفسفور الذي يُولد الأكسجين، فعند اشتعال هذه المادّة تجتمعُ الغازات وتنفجر بشكلٍ مفاجىء.

مخاطر الألعاب النارية..
1- أضرار صحية
إن الشرر أو الضوء والحرارة الناجمة عن استخدام المفرقعات كل ذلك يعد سببًا رئيسيًا للإضرار بالجسم وخاصة منطقة العين الحساسة، والرماد الناتج عن عملية الاحتراق يضر بالجلد والعين إذا ما تعرض له الطفل بشكل مباشر، حيث تصاب العين بحروق بالجفن والملتحمة وتمزق في الجفن أو دخول أجسام غريبة في العين أو انفصال في الشبكية وقد يؤدي الأمر إلى فقدان كلي للعين.

كما تعتبر الألعاب النارية من أسباب التلوث الكيميائي والفيزيائي وكلاهما أخطر من الآخر، فالرائحة المنبعثة من احتراق هذه الألعاب تؤدي إلى العديد من الأضرار الجسيمة، هذا بالإضافة إلى الأضرار الكارثية التي قد تنتج عن انفجار الألعاب النارية إذا كانت مخزنة بطريقة خاطئة.

كما أن استخدام الألعاب النارية أصبحت عادة سلوكية سيئة عند بعض الأطفال تلحق الأذى بالآخرين وتعكر جو حياتهم مما يقوض راحة الناس وسكينتهم ويثير الرعب والفوضى في الشوارع والأسواق وخاصة في الأماكن المزدحمة، كما تؤدي إلى ترهيب الأطفال النائمون الذين يستيقظون على أصوات هذه المفرقعات التي تسبب لهم الهلع والخوف والانزعاج وبالتالي تترك آثار نفسية عليهم.

2- تبذير مالي..
إن استهلاك آلاف الأطنان من الألعاب النارية والمفرقعات في المناسبات وبدون مناسبات وترويجها المتواصل في الأسواق يؤدي إلى استهلاك وتبذير كميات كبيرة من دخل الأسر التي تعاني في الأصل من ضائقة مالية وبالتالي يؤدي إلى تأثير سلبي على الاقتصاد الوطني وفي المقابل يجني ثمار تسويق وترويج هذه الألعاب المحفوفة بالمخاطر الاقتصاد الإسرائيلي الذي هو المستفيد الأول من ذلك.

بالإضافة إلى ضعاف النفوس من التجار الذين همهم الأول تحصيل الربح والحصول على الأموال دون أدنى اهتمام بالأضرار التي قد تخلفها هذه المفرقعات النارية سواء على مستوى الصحة أو البيئة أو المجتمع أو على صعيد الاقتصاد الوطني.

3- الفزع والأصوات العالية
ربما يسلم الأشخاص البعيدون عن الألعاب النارية من نسبة كبيرة من مخاطر الألعاب النارية، إذا استثنينا إمكانية وصول بعض هذه الألعاب لمسافات طويلة، خاصة الصواريخ، إلا أن هؤلاء الأشخاص البعيدين عن الألعاب النارية قد لا يسلمون من الفزع والأصوات العالية لها.

وكثيرًا ما تتسبب هذه الألعاب للأطفال بالرهاب والخوف الشديد، بسبب الصوت المدوي الذي يحدث عندما يلقي أحد الأطفال لعبته النارية بطريقة مفاجئة على أصدقائه، فيصيبهم بنوع من الفزع والأذى النفسي، وإيذاء السمع بشكل مباشر من هذ الصوت المباغت.

4- الغازات الملوثة
الدخان الذي يخرج من الألعاب النارية يؤدي إلى تلوث البيئة، ويؤثر على صدور الأطفال حين استنشاقه، ما قد يسبب حالات اختناق بحال كان الانفجار في مكان مغلق.

5- الحرائق
تتسبب الألعاب النارية بحال انفجارها في الأماكن المغلقة، كالبيوت والغرف الصغيرة، الحرائق، خاصة إذا ما انفجرت بجانب مواد قابلة للاشتعال، إذ إن هذه المتفجرات تعتمد على الحرارة بشكل أساسي في اشتعالها، كما يؤدي اشتعالها إلى نشر حرارية عالية، لتصبح إمكانية أن تحترق بعض الملابس والأثاث بجانبها احتمالًا قائمًا.

الحدّ من انتشار الألعاب النارية..
- توجيه الأهل لأبنائهم حولَ مخاطر استخدام الألعاب الناريّة من جميع النواحي
- اتخاذ إجراءات رادعة وصارمة بحقّ التجار الذين يقومون بالترويج وبيع هذه الألعاب
- مُصادرة جميع الكميّات الموجودة في الأسواق، وفرض غرامة ماليّة على بائعها ومشتريها
- دور وسائل الإعلام بالتوجيه حول المخاطر الناتجة من استخدام الألعاب الناريّة
- تنظيم محاضرات لتعريف المواطنين بماهيّة الألعاب الناريّة ومخاطرها

الوقاية من خطر الألعاب النارية..
- عدم وضع الألعاب الناريّة في جيوب الملابس
- ارتداء القفازات عند استخدام مثل هذه الألعاب، خوفًا من انفجارها في اليدين بالخطأ
- الابتعاد عنها عند إشعالها، فمن الممكن أن تصيبَ الشخص بالشرار الذي ينتج عنها
- عدم استخدام الألعاب الناريّة في الأماكن المكتظّة بالسكان
- عدم اللعب بها مع الأصدقاء، كتوجيهها عليهم وهي مشتعلة
- عدم محاولة إشعال الألعاب الناريّة المُستخدَمة من قبل
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads