بدء استعدادات لغلق القاعدة العسكرية الأمريكية في قطر
الخميس 20/يوليو/2017 - 12:19 م
ترجمة: عواطف الوصيف
طباعة
كشفت تقارير إخبارية عن أن هناك بوادر حقيقية، لاحتمالية إغلاق القاعدة العسكرية الأمريكية في قطر.
ونشر المحلل الاستراتيجي الأمريكي، إليوت بيكر، تحليلًا في مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، أكد فيه أن الدوحة أظهرت تحديًا كبيرًا ضد واشنطن، موضحًا أن الولايات المتحدة ستحتاج إلى إتخاذ إجراءات أكثر جذرية، لتزيل القشة الأخيرة التي تدعم بها الإمارة الصغيرة لفترة طويلة.
وقال المحلل الأمريكي: "بعد أكثر من شهر من فرض السعودية والإمارات والبحرين ومصر حظرًا على قطر، لدعمها الإرهاب، لا تزال الدوحة تتفاخر بأنها لم تتأثر اقتصاديًا، وأنها تمتلك أصولًا تجعلها قادرة على مواجهة هذا النزاع".
وتابع: "أنشأت أمريكا خطوط شحن بديلة بعد إغلاق الحدود مع السعودية، واستمر وجود 10 آلاف جندي أمريكي في القاعدة الجوية الأمريكية، وهو ما يدعمها في مقاومة الضغوط الخارجية”، ومضى بقوله: "لكن في حقيقة الأمر الدوحة تتحدى حاليًا أمريكا أكثر من أي وقت مضى، وتحتاج الولايات المتحدة أن تتخذ إجراءات أكثر جذرية لإزالة الدعم عنها".
وأشار إلى أن إغلاق القاعدة العسكرية الأمريكية، سيكون أحد "التكتيكات" القليلة، أو "الورقة المهمة"، التي يمكن أن تستخدمها أمريكا للضغط على قطر، من أجل إصلاح طريقها ومسارها بشأن مكافحة الإرهاب.
وأضاف: "إغلاق الولايات المتحدة القاعدة العسكرية في قطر، سيكون رسالة قوية بأن أمريكا تتخذ مسارًا جديدًا لعلاقاتها في الشرق الأوسط، خاصة وأن تلك القاعدة تخدم حاليًا مصالح قطر أكثر من الأمريكان".
وأردف بيكر: "ترامب يحتاج لأن تكون رسالته واضحة لأبرز حلفائه في الشرق الأوسط، وهي المملكة العربية السعودية، بأنه سيكون صارمًا في مواجهة إيران، لن يسير على نهج سلفه أوباما في تحويل ظهره عن أنشطة المتطرفين".
واستطرد قائلًا: "إغلاق القاعدة العسكرية الأمريكية من أحد أكبر مشكلي الاضطرابات في المنطقة، وسيبعث رسالة واضحة بأن أمريكا تعيد تركيز طاقتها فعليا لمواجهة الدول الراعية للتطرف".
ونقل المحلل الأمريكي معلومات، تشير إلى أن أمريكا يمكن أن تكون قد بدأت فعليا في التخلي عن قطر، وربما إغلاق قاعدة “العديد” الجوية، مع الإشارة إلى أن أمريكا حاولت فعليًا قاعدة "العديد" إلى ما يشبه بالقاعدة الاستثمارية، التي يمكن استغلالها بصورة مختلفة عن الأغراض العسكرية، فيما تركز القوات الأخرى على مكافحة الإرهاب بصورة رئيسية.
ومضى بقوله: "أدركت الولايات المتحدة أيضًا أن القطريين لا يبذلون أي جهد، فيما يتعلق بالشركاء في مكافحة الإرهاب، بعدما تغاضوا عن تحويل الأموال إلى الجماعات المتطرفة".
وأشار إلى أن، واشنطن تمتلك على ما يبدو حاليًا أدلة كبيرة على تمويل قطر المباشر لبعض الجماعات الإرهابية، أما بالنسبة لإمكانية تعويض تلك القاعدة الاستراتيجية، في أي موقع آخر، أشار إلى أن، دولًا أخرى ترحب بإقامة القاعدة مثل: البحرين أو الإمارات.
وأشار "بيكر" إلى أن تعزيز الآلاف من الجنود الأتراك إلى قطر، ربما يكون هدفه الحقيقي هو ملء فراغ القاعدة العسكرية الأمريكية، التي يستعد جنودها للمغادرة".
واختتم المحلل الأمريكي "أليوت بيكر" حديثه قائلًا: "مع إدراك المسئولين القطريين أكثر فأكثر، أن واشنطن لا يمكنها التغاضي عن أفعال قطر، فإن بلدنا أخرى مثل تركيا باتت ترى فيها الدوحة، عكازًا جديدًا، يمكن أن يسندها لمواجهة أزمتها الحالية في المنطقة".