"أنصفه اليهود وهدمته الحكومة".. أهالي الدرب الأحمر يتحدثون عن ضريح النبي "بنيامين" بين الأطلال
الإثنين 31/يوليو/2017 - 11:32 ص
سارة صقر
طباعة
كعادة جميع المسئولين نُدين ونشجُب ونقوم بزيارة أمام وسائل الإعلام، والنهاية يبقى الوضع على ما هو عليه، ففي الوقت الذي تصرخ فيه أهالي الدرب الأحمر معلنين عن استغاثتهم لنجدة ما تبقى من حطام آثار "القاهرة القديمة"، يتراشق المسئولون داخل وزارتي الآثار والأوقاف، الاتهامات فيما بينهم.
"الدرب الأحمر" الحي الذي تمتزج فيه الآثار الإسلامية والمسيحية واليهودية، لتعزف مقطوعة موسيقية تحكي فيها عن عصور مرت على هذا الدرب العتيق، فبينما تتجه محررة "المواطن" باحثة عن المساجد التي غمرها الإهمال، لتقودها الصدفة للوصول إلى مشهد عظيم، في الوقت الذي نبحث فيه عن المفهوم الأمثل للوطنية وتجفيف منابع الفكر المتطرف.
"مسجد الدعاء"، الذي لم يبقى منه سوى الأطلال وحكايات الأهالي التي تترحم على آثار مصر، يقع في إحدى الحواري الجانبية المتفرعة من شوارع الدرب الأحمر، تسمى بــ"حيضان الموصلي".
فما أن تطأ قدماك حارة "حيضان الموصلي"، حتى تقع عينيك على مسجد الدعاء الذي سقطت جدرانه وأعمدته، تحيط به البيوت القديمة الآيلة للسقوط برائحتها التي تملؤها الرطوبة والتي تمتزج برائحة الأتربة والحطام.
تاريخ المسجد
يرجع تاريخ إنشاء "مسجد الدعاء" إلى أواخر القرن السابع عشر، حيث بناه عبد الله محمد سلام القصراوي، من أمراء المماليك وتم ترميمه في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني طبقًا لما هو مدون على الباب الجانبي للمسجد.
كما أن مساحة المسجد صغيرة لا تزيد عن 17 متر طولًا و12 متر عرضًا، وتوجد مجموعة من المقامات على جانبيه من الجهتين الشرقية والغربية كل مجموعة منها مكونة من ثلاثة مقامات، ويضم المسجد خمسة أضرحة أهمها ينسب إلى بنيامين، شقيق سيدنا يوسف الصديق عليه السلام، ومقام سيدي محمد شهاب الدين، فضلا عن مقام الخربوطلي باشا رحمه الله، والشيخ محمد شهاب الدين رضي الله عنه.
حقيقة وجود ضريح النبي بنيامين شقيق يوسف الصديق
يقع داخل مسجد "الدعاء" مقام دون عليه "هذا مقام سيدي بنيامين شقيق سيدنا يوسف رضي الله عنه"، ويعتقد الأهالي أن شقيق النبي يوسف بن يعقوب، أول أنبياء بني إسرائيل، والذي أوى إلى أخيه يوسف، عندما أصبح الأخير عزيز مصر قد دفن في هذا المكان قبل أن يبنى عليه المسجد.
الأمر الذي عرض هذا المقام، لأعمال تنقيب غير قانونية عام 1994، حيث عثر باحثون سابقون على مقام آخر، ليس به جثمان، وقيل إنه للنبي يوسف، قبل أن يأخذه النبي موسى عليهما السلام، عند الخروج من مصر فرارًا من الفرعون، وهي المعلومة المدونة على لوح حجري باللغة الفرعونية القديمة، فوق مقام بنيامين.
والجدير بالذكر أن قصر يوسف الصديق، الذي حكم منه مصر، كان يقع في الموقع الذي شغلته، كنيسة العذراء المغيثة الأثرية، ومقر دير الأمير تادرس حاليًا، وكان يعرف من قبل بقصر الروم، ومنه سميت الحارة التي يطل عليها، بحارة الروم؛ نسبة إلى الغرباء الإسرائيليين.
وكان هذا القصر ملجأ لاختباء المسيحيين المضطهدين فى زمن الاضطهاد المسيحي لإيوائهم وحمايتهم من إيذاء اليهود والرومان وأن كثيرًا من علماء الآثار دونوا هذه المعلومات عن هذه الأماكن، بل إن روايات أثرية وأهلية أكدت أن بعض أحجار قصر يوسف عليه السلام كانت مختومة باسمه "زافينى" واسم يوسف أيضًا ومازالت في مكانها ضمن أحجار أساسات هذه الكنيسة الأثرية.
غلق المسجد
وكانت لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب قد اجتمعت في مارس الماضي، لمناقشة طلب الإحاطة المقدم من النائب الدكتور أسامة العبد، رئيس اللجنة، بشأن الإهمال الشديد والقصور في ترميم مسجد الدعاء.
كما نظم وفد من لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، برئاسة الدكتور أسامة العبد، زيارة ميدانية للمسجد، للوقوف على حالة الإهمال الشديد في المسجد على أرض الواقع.
وفي نهاية المطاف تم إغلاق المسجد لترميمه وإصلاحه، وأغلق المقام بالقفل وأقفلت أبوابه أمام الزائرين والمصلين، بعدما كان قبلة للمصلين في منطقة الدرب الأحمر.
أبواب المسجد حبيسة الأقفال
ويقول الحاج إبراهيم، صاحب عربة الفول التي تقف أمام باب "مسجد الدعاء" لـ"المواطن"، أن المسجد مغلق منذ عام 2009، حيث سقط سقف المسجد وجدرانه، لافتًا إلى أن الوزارة لم تحرك ساكنًا تجاه المسجد الذي يمث قيمة كبيرة في تاريخ مصر.
ويضيف الحاج إبراهيم، أنه تم تنظيم عدة زيارات إلى المسجد في شهر مارس الماضي، ولكنها لم تقوم بترميم المسجد، واستمرت أبواب المسجد حبيسة الأقفال التي ملئتها الصدأ.
المقاومة الشعبية للحملة الفرنسية
ومن جانبه صرح الحاج حسين صاحب محل بقالة أمام الباب الرئيسي للمسجد لـ"المواطن"، أن سبب تسمية المسجد بــ"الدعاء" عندما جاءت الحملة الفرنسية على مصر، تجمع علماء ودعاة الأزهر الشريف داخل المسجد مع الأهالي للإتفاق على خطط لمواجهة الفرنسيين.
ويقول الحاج حسين صاحب الوجه البشوش، أنه من مواليد عام 1951، وتربى وترعرع في هذا الحي، مشيرًا إلى أنه كان يوميًا يصلي داخل المسجد، ويسمع القصص والروايات حول المسجد وارتباطه بعلماء الأزهر الشريف في الأوقات الصعبة، لافتًا إلى الشيخ إسماعيل الذي بنى كُتاب لتعليم الأطفال وتحفيظهم القرآن الكريم.
"الدرب الأحمر" الحي الذي تمتزج فيه الآثار الإسلامية والمسيحية واليهودية، لتعزف مقطوعة موسيقية تحكي فيها عن عصور مرت على هذا الدرب العتيق، فبينما تتجه محررة "المواطن" باحثة عن المساجد التي غمرها الإهمال، لتقودها الصدفة للوصول إلى مشهد عظيم، في الوقت الذي نبحث فيه عن المفهوم الأمثل للوطنية وتجفيف منابع الفكر المتطرف.
"مسجد الدعاء"، الذي لم يبقى منه سوى الأطلال وحكايات الأهالي التي تترحم على آثار مصر، يقع في إحدى الحواري الجانبية المتفرعة من شوارع الدرب الأحمر، تسمى بــ"حيضان الموصلي".
فما أن تطأ قدماك حارة "حيضان الموصلي"، حتى تقع عينيك على مسجد الدعاء الذي سقطت جدرانه وأعمدته، تحيط به البيوت القديمة الآيلة للسقوط برائحتها التي تملؤها الرطوبة والتي تمتزج برائحة الأتربة والحطام.
تاريخ المسجد
يرجع تاريخ إنشاء "مسجد الدعاء" إلى أواخر القرن السابع عشر، حيث بناه عبد الله محمد سلام القصراوي، من أمراء المماليك وتم ترميمه في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني طبقًا لما هو مدون على الباب الجانبي للمسجد.
كما أن مساحة المسجد صغيرة لا تزيد عن 17 متر طولًا و12 متر عرضًا، وتوجد مجموعة من المقامات على جانبيه من الجهتين الشرقية والغربية كل مجموعة منها مكونة من ثلاثة مقامات، ويضم المسجد خمسة أضرحة أهمها ينسب إلى بنيامين، شقيق سيدنا يوسف الصديق عليه السلام، ومقام سيدي محمد شهاب الدين، فضلا عن مقام الخربوطلي باشا رحمه الله، والشيخ محمد شهاب الدين رضي الله عنه.
حقيقة وجود ضريح النبي بنيامين شقيق يوسف الصديق
يقع داخل مسجد "الدعاء" مقام دون عليه "هذا مقام سيدي بنيامين شقيق سيدنا يوسف رضي الله عنه"، ويعتقد الأهالي أن شقيق النبي يوسف بن يعقوب، أول أنبياء بني إسرائيل، والذي أوى إلى أخيه يوسف، عندما أصبح الأخير عزيز مصر قد دفن في هذا المكان قبل أن يبنى عليه المسجد.
الأمر الذي عرض هذا المقام، لأعمال تنقيب غير قانونية عام 1994، حيث عثر باحثون سابقون على مقام آخر، ليس به جثمان، وقيل إنه للنبي يوسف، قبل أن يأخذه النبي موسى عليهما السلام، عند الخروج من مصر فرارًا من الفرعون، وهي المعلومة المدونة على لوح حجري باللغة الفرعونية القديمة، فوق مقام بنيامين.
والجدير بالذكر أن قصر يوسف الصديق، الذي حكم منه مصر، كان يقع في الموقع الذي شغلته، كنيسة العذراء المغيثة الأثرية، ومقر دير الأمير تادرس حاليًا، وكان يعرف من قبل بقصر الروم، ومنه سميت الحارة التي يطل عليها، بحارة الروم؛ نسبة إلى الغرباء الإسرائيليين.
وكان هذا القصر ملجأ لاختباء المسيحيين المضطهدين فى زمن الاضطهاد المسيحي لإيوائهم وحمايتهم من إيذاء اليهود والرومان وأن كثيرًا من علماء الآثار دونوا هذه المعلومات عن هذه الأماكن، بل إن روايات أثرية وأهلية أكدت أن بعض أحجار قصر يوسف عليه السلام كانت مختومة باسمه "زافينى" واسم يوسف أيضًا ومازالت في مكانها ضمن أحجار أساسات هذه الكنيسة الأثرية.
غلق المسجد
وكانت لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب قد اجتمعت في مارس الماضي، لمناقشة طلب الإحاطة المقدم من النائب الدكتور أسامة العبد، رئيس اللجنة، بشأن الإهمال الشديد والقصور في ترميم مسجد الدعاء.
كما نظم وفد من لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، برئاسة الدكتور أسامة العبد، زيارة ميدانية للمسجد، للوقوف على حالة الإهمال الشديد في المسجد على أرض الواقع.
وفي نهاية المطاف تم إغلاق المسجد لترميمه وإصلاحه، وأغلق المقام بالقفل وأقفلت أبوابه أمام الزائرين والمصلين، بعدما كان قبلة للمصلين في منطقة الدرب الأحمر.
أبواب المسجد حبيسة الأقفال
ويقول الحاج إبراهيم، صاحب عربة الفول التي تقف أمام باب "مسجد الدعاء" لـ"المواطن"، أن المسجد مغلق منذ عام 2009، حيث سقط سقف المسجد وجدرانه، لافتًا إلى أن الوزارة لم تحرك ساكنًا تجاه المسجد الذي يمث قيمة كبيرة في تاريخ مصر.
ويضيف الحاج إبراهيم، أنه تم تنظيم عدة زيارات إلى المسجد في شهر مارس الماضي، ولكنها لم تقوم بترميم المسجد، واستمرت أبواب المسجد حبيسة الأقفال التي ملئتها الصدأ.
المقاومة الشعبية للحملة الفرنسية
ومن جانبه صرح الحاج حسين صاحب محل بقالة أمام الباب الرئيسي للمسجد لـ"المواطن"، أن سبب تسمية المسجد بــ"الدعاء" عندما جاءت الحملة الفرنسية على مصر، تجمع علماء ودعاة الأزهر الشريف داخل المسجد مع الأهالي للإتفاق على خطط لمواجهة الفرنسيين.
ويقول الحاج حسين صاحب الوجه البشوش، أنه من مواليد عام 1951، وتربى وترعرع في هذا الحي، مشيرًا إلى أنه كان يوميًا يصلي داخل المسجد، ويسمع القصص والروايات حول المسجد وارتباطه بعلماء الأزهر الشريف في الأوقات الصعبة، لافتًا إلى الشيخ إسماعيل الذي بنى كُتاب لتعليم الأطفال وتحفيظهم القرآن الكريم.