أيامًا معدودات ونستقبل عيد الأضحى المبارك، وكما نعلم أن هذا العيد يتم فية التضحية بالذبائح تعبدًا واستجابةً لأمر الله تعالى وأمر رسوله "عليه الصلاة والسلام".

فالأضحية هي ما يُذبح من بهيمة الأنعام في أيام الأضحى تقربًا إلى الله عز وجل، ولكن في ظل هذا العيد يقوم الكثير من الناس بذبح الأضحية ثم ترك ما يخرج من ذبيحته على الأرض من دماء وأمعاء وغير ذلك، مما يضر بالكثير من الناس ويؤذيهم.

ولذلك وردت عدة شكاوى إلى موقع "المواطن" من مثل هذه الأفعال، فيقول محمد اسماعيل البالغ من العمر 26 عام، والمقيم في المحلة: "مع إن العيد فرحة ونظل ننتظره بالشهور إلا أننا نتضرر من قدومه بسبب إهمال الكثير من المضحين حيث أنهم يقومو بالذبح في الشارع تاركين لنا الرائحة الكريهة والمنظر المقزز غير مراعين للآخرين، وهذا بدوره يسبب لنا الضرر النفسي".

وقالت سماح عبد المجيد المقيمة في منطقة العتبة: "أعيش في منزل أهالي، وصاحب المنزل كل عام يضحي تذكية عن نفسه، ولكن نحن من يتحمل عبء رائحة الدماء المتروكة في الشمس وباقي أمعاء هذه الأضحية، بل في بعض الأيام كنا نقوم بتنظيف هذه الأشياء لأنه لا يستجيب لشكوتنا، وهذا بالطبع يؤثر على أطفالنا كما أنه يحمل الأمراض والحشرات والذباب الكثيف، فنصيحة أقدمها لكل من يضحي، لابد من التنظيف بعد الانتهاء من الذبح حتى لا تضر غيرك من الناس لأن الله تعالى كما أمر بالأضحية أمر أيضًا بكف الضرر عن الآخرين".

وأكمل عصام فؤاد: "لا أخرج أول أيام العيد بسبب رائحة الشوارع التي يملئها رائحة الدماء، وسافرت فترة إلى خارج مصر بإحدى الدول العربية، ومع انهم كانوا يذبحون الأضاحي أيضًا، إلا أننى لم أشم أى رائحة كريهة على الإطلاق، لأنهم يهتمون بالنظافة بشكل كبير حتى لا يضرون الآخرين أو يسببون لهم أي أذى، لكن نحن في مصر نعاني من الكثير من الإهمال في هذا الموضوع بشكل خاص، حيث لا يهتم أحد بعد الانتهاء من ذبح أضحيته بتنظيف المكان الذي يذبح فية ولا أن يزيل الأمعاء وكل ما تم إخراجه من الأضحية، فالشوارع ليس ملك احد ليس ساحة لفعل هذه الاشياء".

وفي نفس السياق، صرح القيادي السلفي سامح حمودة لـ "المواطن"، أن ترك مخلفات الأضاحي في الشوارع مخالف للشرع، فترك الدماء والأمعاء وباقي المخلفات في الشوارع بعد الذبح فيه تلويث للطريق العام، وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بإماطة الأذى عن الطريق، وقال الإمام النووي في بيان المراد بإماطة الأذى: "أي تنحيته وإبعاده، والمراد بالأذى كل ما يؤذي من حجر أو مدر أو شوك أو غيره".

وأضاف أن الذبح أمام المنازل مظهر من مظاهر الفرحة والبهجة، ولكن علينا تنظيف الشوارع تمامًا من أي أذى، وإزالة آثار الدماء وغيرها، ولا يصح تلويث الجدران والمرافق بالدماء، فالدم المسفوح نجس بإجماع العلماء.