ما بين اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بالشباب ووعود الحكومة ورجال الأعمال يحلم عدد من الشباب بأن يكونوا من أصحاب المشروعات الناجحة، حيث يطالب الرئيس الحكومة بالاهتمام بمشروعات الشباب من خلال مؤتمرات الشباب التي يستضيف فيها عدد من أصحاب المشروعات الشبابية، ويناقشهم ويستمع لهم ما يعكس مدى اهتمام الرئيس بتلك المشروعات، إلا أننا مازلنا ننتظر التنفيذ الحقيقي علي أرض الواقع.

بالرغم من وعود الحكومة إلا أن هناك العديد من الشباب من أصحاب الأفكار الحقيقة والمشروعات التي تحتاج دعم الحكومة والرئيس لتحقيق تنمية حقيقية تعاني من تجاهل الحكومة، حيث كشف عدد من أصحاب المشروعات الشبابية والخبراء عن عدد من المعوقات التي تقف في وجه المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، كما يستعرض الخبراء طرق حل تلك المعوقات.

دراسات وتوجيهات الدولة للمشروعات

من جانبه قال حسن الحنفي، رئيس جمعية التنمية التكنولوجية بالمنصورة، إن مشروعات الشباب بحاجة إلى إعداد دراسات مستمرة من جانب الحكومة، مع توفير نماذج للعديد من المشروعات بالأماكن التي تتناسب مع كل مشروع علي حدة، من خلال الدراسات والبحوث التي تقوم بها الحكومة لتوفيرها لرواد الأعمال من الشباب.

وأكد الحنفي، أن مثل تلك الأعمال تساهم بشكل كبير علي الارتقاء بمشروعات الشباب، مع الاستفادة من التمويلات المقدمة، والتي تحتاج تيسيرات من جانب الحكومة، لأن المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر في بدايتها تحتاج لدعم كبير، ولا تحتاج إلى عقبات تمنع مسارها.

وأشار الحفني، إلي أن التمويلات التي تقدم لمثل تلك النوعية من المشروعات تعد قليلة للغاية، وبحاجة لتفعيل مبادرات لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، خاصة بعد قرار وزير الصناعة والتجارة تعريف المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر، وهو الأمر الذي يساهم في دفع عجلة التنمية خلال المرحلة المقبلة.


مشروعات التخرج بوابة لتطوير الاقتصاد

وفي سياق آخر، قال هشام يحيي، الخبير الاقتصادي، إن مشروعات التخرج التي يقوم بها العديد من الشباب داخل الجامعات المختلفة، تعد بوابة حقيقية لتطوير الاقتصاد، وعدم الاستفادة منها يعتبر كارثة.

وأضاف "يحيى" إلي أن الاستفادة من البحوث والدراسات ومشروعات التخرج واحدة من أسباب النجاح الاقتصادي، خلال المراحل القادمة، حيث أنها تمتلك العديد من الأفكار التمييزية التقدمية التي تساهم في الارتقاء بالمستوى الاقتصادي، إلا أنها تحتاج للمساندة والدعم الحقيقي، فغالبا يوجد العديد من الشباب من أصحاب المشروعات الكثيرة من خلال مشروعات التخرج، ولو تم تذليل العقبات وتمويلها بشكل سليم، ودراستها دراسة موضوعية، لن تتعرض أزمات اقتصادية، ولن يعاني الاقتصاد.

تأخر صرف المستحقات أضاع مشروعات

من جانبه قال محمد عبد الرحمن، أحد أصحاب المشروعات التي تم إغلاقها، أنا مهندس مقاولات حاولت استغلال خبرتي في العمل مع عدد من شركات المقاولات، لكي أقوم بعمل شركة مقاولات تقوم بالعديد من التصميمات في منطقة التجمع الخامس، إلا أنني وجدت واقعا مؤلما، فكان لدي أكثر من 250 ألف جنيه ضاعوا بسبب تلك الشركة.

ويقول محمد، في البداية كان الأمر يسير بخطي ثابتة وكنت أحقق نجاحات وتعدت أموال الشركة أكثر من 400 ألف جنيه، إلا أني منذ أن تعاملت مع عدد من المقاولين الذي يتعاملون مع الدولة وجدت إهمالا شديدا، كما أنني وجدت مطالبا كثيرا لكي يتم تسليم العمل، وليس تلك المشكلة وحسب، ولكن ارتفاع الأسعار وتحمل الشركات فاتورة ارتفاع الأسعار ومع تأخر المقاولين في صرف المستحقات، دفع بالشركة للاقتراض لكي تقوم بسداد الذين يعملون مع الشركة وهو الأمر الذي رفع الديون وتسبب في خسارة الشركة والأموال.
وأضاف عبدالرحمن، أن أصحاب المشروعات الشبابية لا يحتاجون سوى الصدق في التعامل وصرف المستخلصات في المواعيد الحقيقة.

تفعيل مبادرة الرئيس ودعم رجال الأعمال

وفي سياق آخر، قال أحمد نوح، رئيس لجنة البنوك والتأمين باتحاد المستثمرين، أن المشروعات الشبابية تعد عصب للاقتصاد القومي والارتقاء بها يرفع من القوة الاقتصادية لمصر خلال السنوات المقبلة.

وأضاف نوح، أن القوة التمويلية هي التي تقف في وجه مشروعات الشباب، وهي بحاجة للدعم والمساندة، ومبادرة الرئيس التي تم الإعلان عنها بتوفير 200 مليار جنيه للمشروعات الصغيرة بفائدة نحو 5 إلى 7% يجب تفعيلها، حيث أنها تلك المشروعات ينقصها التمويل، ومساندة الدولة لها يفتح الباب أمام تنمية حقيقية للاقتصاد المصري خلال المرحلة المقبلة.

وطالب نوح، رجال الأعمال مساندة مشروعات الشباب وتبنيها، من خلال مشاركة الشباب في المشروعات المكملة لمشروعاتهم، مما يوفر عليهم الكثير من الوقت والجهد، فبدلا من استيراد مكملات التصنيع من الخارج يتبنى عدد من رجال الأعمال فئات من الشباب لعمل الصناعات التكاملية لهم، ما يدفع مشروعاتهم إلي الأمام، ويحافظ للدولة علي الاحتياطي النقدي.

رجال أعمال ومشروعات

ففي محافظة الإسكندرية وعلى مزلقان العالمين واجه أحمد سليم أحد الشباب الطموح والمالك لشركة Easy 2 have، مشكلة مع بعض المسئولين.

حيث يروي سليم، "اتبعت كل الإجراءات القانونية في ترخيص مكان علي مزلقان العالمين لعمل اعلانات لشركتي لتحقيق مبيعات عالية للشركة، وأخذت المكان عن طريق مزايدة علنية خاضعة لقانون المناقصات والمزايدات المصري، وبعد مانجحت فكرت المزلقان وحققت صدى، فوجئت وبدون أي سند قانوني صدور قرار إزالة الإعلان من قبل أحد وزراء الحكومة الحالية وتمكين رجل أعمال شهير من الإعلان على نفس "الشاسيه الحديد" الخاص بشركة easy 2 have، ويتابع قامت شركة easy 2 have برفع قضية في مجلس الدولة وتحدد لها جلسة يوم 2972017، إلا أن قام الوزير ضرب بالقضية والجلسة عرض الحائط وباعت حملة بدون اى إنذار أو إخطار أو حتى سند قانوني علشان يشيلوا الإعلان ولا فارق معاه إن الموضوع قدام القضاء ومصمم، كما تم تعليق إعلان لأحد رجال الأعمال".

وأضاف "نتمنى أن الوزير يشرحلنا أو يقولنا سبب مقنع ليه هو عاوز يزيل الإعلان اللي هو وجوده قانوني مائة في المائة، ورجاء من سيادة الأب الروحي لكل شباب مصر السيد رئيس الجمهورية التدخل لحل المسألة دى أو حتى يخليهم يوضحوا لنا ليه هياخدوا أكل عيش شاب ويبقى معرض لأنه يخسر كل حاجه ويدخل السجن لانه لسه حتى ما دفعش تمن الشاسيه ويدوه لرجل الأعمال".

وفي سياق أخر يقول محمد أحمد من محافظة القاهرة، أحد الشباب الذين يمتلكون مشروع خاص، ونظرا لقربها من احدي الشركات الكبري داخل المحافظة، كان المصير الهدم، نظرا لأن رجل الأعمال الذي يمتلك تلك الشركة لها علاقات بمسئولة الوحدة المحلية، وعلي الرغم من عدم المخالفة ووجود التصاريح اللازمة للمشروع، إلا أن المشروع كان مصيره الرحيل بين طيات النسيان، تقدمنا بالعديد من الشكاوى والقضايا ضد رجل الأعمال، إلا أنه نظرا تواطؤ المسئولين معه، لم نستطع ولم نقدر أن نفعل شئ.