رئيس معهد "ITI": عشق التكنولوجيا ودعم الأسرة سر النجاح والحديث عن سيطرة الذكور بقطاع المعلومات يعيدنا للخلف
السبت 07/أكتوبر/2017 - 04:39 ص
وائل الطوخى
طباعة
لم يعد هناك عمل لم تقتحمه المرأة إلا أثبتت جدارتها فيه،وأعلنت للجميع أنها قادرة على تخطى أى صعاب به، بل والتعامل معه بكفاءة تعادل الرجال،من هذه المجالات هو مجال التكنولوجيا الذى يعد أحدث التخصصات فى عالمنا المعاصر
حيث تميزت قصص اقتحام المرأة المصرية لقطاع التكنولوجيا بالشجاعة والجرأة فضلا عن تحدى المجتمع ويظهر جل تلك القصص فى تولى الدكتور هبة صالح رئاسة معهد تكنولوجيا المعلومات التابع لوزارة الاتصالات.
كانت صالح نموذج قوى لقبول التحدى فى وقت صعب،فبالرغم من توليها منصب مدير معهد تكنولوجيا المعلومات فى سن صغيرة 43 عاما إلا إنها تصف بداية عملها:"لم أنتظر العمل الحكومى، فحبى لمجال التكنولوجيا دفعنى بمجرد التخرج إلى العمل فى القطاع الخاص فى مجال البرمجيات، لفترة طويلة قبل أنضم إلى المعهد"
اختيار التحدى الأصعب هو ما فعلته صالح عندما قررت الالتحاق بهندسة اتصالات القاهرة فى وقت لم تكن الهندسة وخصوصا مجال الاتصالات شائعا كما هو الآن، تقول صالح:"لا أنكر عشقى لمجال التكنولوجيا بالمعنى الحرفى للكلمة، وهو ما جعلنى أتمسك بالعمل فى مجال البرمجيات والعمل الشبكى لمدة لا تقل عن خمس سنوات قبل أن أجد أى وظيفة وهو ما كان صعبا فى وقتها، قررت بعدها الانضمام لمعهد تكنولوجيا المعلومات، لابدأ مرحلة جديدة وهى تحضير رسالة الماجستير وواصلت الدراسة فى المعهد، وبعد أنهاء رسالة الماجستير انضممت إلى المعهد كأستاذ مساعد".
عندما تتحدث صالح عن اقتحام المرأة لمجال التكنولوجيا، فهى تبتسم فالمرأة استطاعت خلال العقدين الماضيين أثبات جدارتها بالوصول إلى أبعد المناصب القيادية فى قطاع التكنولوجيا ومنافسة الرجال بل والتفوق عليهم قائلة "اعرف نماذج نسائية أصبحت تتكسب الكثير من الأموال من خلال العمل بتكنولوجيا المعلومات خصوصا من النساء، وأقرب مثال طالبة من طلابى بالمعهد التى تعمل من المنزل وتربح اجرا ماليا كبير نظير عملها فى مجال التكنولوجيا والبرمجيات".
بالرغم من الجمع بين العمل الخاص لفترة من الفترات والعمل الأكاديمى فى القطاع التكنولوجى إلا إن ذلك لم يكن كافيا بالنسبة لصالح التى قررت مواصلة دراستها والحصول على درجة الدكتوراه فى مجال يعتبر الأصعب وهو"أطر النمذجة والمحاكاة لعلوم التدريب".
رحلة صالح التى انتهت بتولى منصب مدير معهد تكنولوجيا المعلومات، جعلها ترفض أى حديث عن وجود صعوبات يواجه عمل المرأة فى قطاع التكنولوجيا،قائلة:"هى مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة،فقد تمكنت من التغلب على كل الصعوبات والمعوقات التى واجهتنى من خلال التفكير العلمى والمنطقى".
لا تنكر صالح أن دور أسرتها الكبير فى حياتها من خلال الدعم الذى مازالوا يقدموه لهاحتى الآن،قائلة:"أسرتى تدعمنى كثيرا منذ أعلنوا موافقتهم على حصولى على البكالوريس حتى مساندتهم لى خلال رحلة انضمامى لمعهد تكنولوجيا المعلومات،وتحضير رسالة الماجستير والدكتوراه، أما أكثر من يمكن تقديم الشكر له فهو زوجى الذى أدين له بالفضل فى كل ما أنا فيه، بسبب تفهمه لطبيعة عملى خاصة أنه يعمل أيضا فى مجال التكنولوجيا".