"ماسبيرو".. ضربات متتالية أفقدت رمز الإذاعة توازنه
حالة من الصمت تسيطر على أرجاء مبنى الإذاعة والتليفزيون "ماسبيرو"، خاصة في ظل الترقب لما سيحدث في الأيام القادمة وفي ظل احتجاجات العاملين خلال الفترة الماضية.
وطرح عدد من العاملين داخل "ماسبيرو" عددًا من
الأسئلة، منها "هل يتأرجح المبنى من رماد الهيكلة التعسفية، والتي بدأت تأخذ منعطفها
ما قبل الأخير، لاسيما وأن هناك الكثير من الأخبار التي انتشرت كالنار في الهشيم داخل
عدد من قطاعات "ماسبيرو"، تهمس إلى تسريح الكثير من العاملين بداخلها، وهو
أحد أسباب الاحتجاجات التي دارت في الأيام الأخيرة.
وقال عدد من العاملين بـ"ماسبيرو"، إن المسئولين
يتشاورون في اجتماعاتهم، ليحددوا مصير آلاف من العاملين بالمبنى العريق، دون الرجوع
إليهم في تحديد مصيرهم، موضحين أن الهيكلة، أصبحت قاب قوسين أو أدنى من اللكمة الأخيرة
التي قد تصيب اتحاد الإذاعة والتلفزيون، مؤكدين أنهم تحملوا الكثير من أجل الارتقاء
بالمبنى ولكن ما لم يتحملوه هو فصلهم تعسفيًا.
الاحتجاجات تجتاح "ماسبيرو"
شهد "ماسبيرو" يوم الأحد الماضي ثورة للعاملين
بداخله، لاسيما وأن أغلب القطاعات تعاني من مشاكل لا حصر لها.
البداية من قطاع الإنتاج، الذي نظم احتجاجًا كبيرًا أمام
مكتب حسين زين، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، لتعديل اللائحة المالية وتوحيدها ورفعها
إلى 100%، وذلك بدلًا من ال70%.
استمرت التظاهرة إلى أكثر من ساعة إلى أن علم باقي القطاعات
فقرر البعض منهم المشاركة واستغلال الفرصة للتعبير عما بداخلهم، فانضم إليهم قطاعات
الإذاعة والتلفزيون والهندسة الإذاعية، والتي تتطابق مطالبها مع قطاع الإنتاج، بجانب الاحتجاج على القرار الذي تم تطبيقه من 1 أكتوبر
الجاري، والذي ينص على حضور العاملين في القطاعات يوميًا لمدة 35 ساعة أسبوعيًا، وهو
ما لم يتقبله العاملين وطالبو بإعادة الأجازات.
تعامل حسين زين مع "ثورة" القطاعات
بعد أن تعالت الصيحات، قرر حسين زين رئيس الهيئة الوطنية
للإعلام، مقابلة عدد من العاملين كمندوبين عن باقي زملائهم، وذلك لمناقشة مطالبهم ثم
تم تفويض أحمد صقر المكلف برئاسة قطاع الإنتاج لإيجاد حلول والذي اجتمع بدورة مع عدد
من المسئولين من أجل تشغيل قطاع الإنتاج.
تعامل "زين" أشعل الاحتجاجات أكثر
بعد أن تدخل حسين زين، رئيس الهيئة لحل مشاكل العاملين نشبت
مظاهرة أخرى بعد ساعتين من قيام الأولى، ولكن هذه المرة لقطاع المتخصصة بالقناة التعليمية، وذلك بعد رفض وزارة التربية والتعليم إرسال المبلغ المخصص لـ"ماسبيرو"،
والبالغ 5 ملايين جنية سنويًا، خاصة وأن هناك معلومات تسربت للعاملين بأن هناك نية
لغلق القناة وتسريحهم، ولكن من الواضح أن زين لم يكترث للاحتجاجات وكأن شيئًا
لم يكن، رغم اجتماعه مع مندوبين عن العاملين الغاضبين.
أزمات ماسبيرو عرض مستمر بوادر الهيكلة
تمحورت الأحاديث حول "ماسبيرو"، من مطالبة الحكومة
والبرلمان بـ"الهيكلة"، إلى الحديث حول الخصخصة، والتي باتت الحل الأقوى
لمواجهة الأزمات المالية بالمبنى، والتي تعتبرها عبأ على كاحلها، حيث عقد اجتماع مؤخرًا
بلجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، برئاسة أسامة هيكل وبحضور حسين زين رئيس الهيئة
الوطنية للأعلام، لمناقشة الحديث حول خصخصة "ماسبيرو"، والسبل المتاحة لتقنين
ذلك، فيما أكد زين انه لم يستغنى عن أي موظف بالمبنى، قائلًا:"إنهم أمانة في رقبتي".
ودارت خلال الجلسة الكثير من المشادات، في ظل غياب الوزراء المعنيين عن المناقشة في أمور "ماسبيرو"، الذين لم يهتموا ايضاً رغم ان المبنى يعتبر قضية قوميه.
ولكن ما خرج إلى الإعلام من تصريحات، أن هيكل وزين، غير راغبين
في خصخصة المبنى، ويسعوا جاهدين للابتعاد عن تلك المحرقة التي قد تعصف بالكثير من العاملين
داخلة.
بداية النهاية كانت تفكيك "القطاعات"
اعترض عدد من العاملين في "ماسبيرو"، على تفكيك
القطاع الاقتصادي، بعد بلوغ شوقية عباس رئيسته إلى سن التقاعد.
وأكد بعض العاملين باتحاد الإذاعة والتلفزيون في تصريحات
خاصة لـ"المواطن"، أن إلغاء القطاع الاقتصادي هي خطوة من اجل تنفيذ
الهيكلة التعسفية، لاسيما وان تلك الخطوة ستتبعها عدد من القرارات الأخرى والتي سيتم
على أثرها تفكيك عدد من القطاعات الأخرى، وتسريح عامليها.
وأضافوا أن هناك حالة من الأستياء والخوف الشديد بين العاملين
في القطاعات المختلفة بـ"ماسبيرو" بسبب تلك الهيكلة التعسفية، وأن الهيكلة
التي خططها، رئيس مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون الأسبق عصام الأمير، هي الأفضل في
الوقت الحالي، ويجب اللجوء إليها لما تحمله من تقدم وتضمن تقليل عدد العاملين بنصاب
قانوني وليس تعسفي.
حقيقة بيع "ماسبيرو" في الخفاء
من الواضح أن هناك اتفاقًا تم في الخفاء، وهو ما أكده بعض
العاملين داخل مبنى إتحاد الإذاعة والتلفزيون، في تصريحات خاصة لـ"المواطن"،
حيث قال مصدر من داخل إحدى القطاعات إن خالد شبانة رئيس قناة "نايل لايف"،
و"نايل كوميدي"، والمسئول عن ملف تطوير المتخصصه، قد أشار خلال اجتماعه بالعاملين
بـ"النايل لايف"، بأنه كلف باختيار 15% إلى 25% فقط من العاملين بالقناة،
وذلك من أجل الأنضمام إلى الشركة المقرر أن تقام بديلًا للمتخصصة.
وهو ما اعتبره البعض معاكسًا تمامًا لتصريحات حسين زين، والتي
أكد خلالها بعدم إضرار أي عامل بـ"ماسبيرو"، ولكن من الواضح أن بوادر
"الهيكلة"، قد طرأت وبدأ تسريح العاملين "عنوة".
خلافات مكرم وزين المتتالية "بص العصفورة"
قال مصدر مطلع من داخل مبنى "ماسبيرو"، إن ما تم
في السابق من مناوشات بين مكرم محمد احمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وحسين
زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، على كرسي وزارة الإعلام في الدور التاسع، ما هي إلا
مهاترات يراد بها لفت الانتباه بعيدا عن مشروع "الهيكلة" وتسريح العاملين.
وطالب العاملين بالمبنى بتوخي الحذر، من المخططات التي تحاك
بمستقبلهم داخل المبنى، لاسيما وان الضربات أصبحت أقوى مما كانت عليه سابقًا.
اعتراف مكرم محمد احمد بـ"الهيكلة"
خرج رئيس المجلس الأعلى للإعلام مكرم محمد احمد عن الصمت
الذي خيم على الكثير من المسئولين داخل المبنى، وأكد أن "الهيكلة"، قادمة
لا محالة، ولكن المسألة في التوقيت، موضحًا أننا سنعمل عليها بمجرد وضع خريطة ورؤية
المجلس الأعلى والهيئة الوطنية للإعلام.