غزل المحلة "فارس فقد جواده".. من التاريخ الكبير إلى الواقع المؤلم والمرير
الثلاثاء 31/أكتوبر/2017 - 11:19 ص
أحمد البرديني
طباعة
"أرجنتين مصر- زعيم الفلاحين- بعبع - الكبار" كلها ألقاب ومسميات أطلقها متابعي كرة القدم علي واحد من أعرق وأكبر الأندية ليس في الدلتا ووجه بحري فقط، بل في تاريخ الكرة المصرية بوجه عام.
يمتلك غزل المحلة، تاريخ طويل من الإنجازات، والألقاب، التي جعلت الفريق واحد من كبار الكرة المصرية علي مر السنين، فهمها مرت وتعاقبت الأيام يبقي التاريخ شاهدا علي ما سطره أبناء الغربية من إنجازات محليا ودوليا.
غزل المحلة، الذي يقبع في قلعة الصناعة بمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، تم تأسيسه عام 1936، بعد إنشاء شركة مصر للغزل والنسيج، علي يد الاقتصادي الكبير طلعت حرب، وبدأ نشاط كرة القدم بالنادي من خلال بعض العمال الإنجليز بالشركة بجانب العمال المصريين، عن طريق دوري الشركات وبدأ النادي في ممارسة الكرة بشكل احترافي بعد عام 1947 وهو العام الذي أنشئ فيه استاد شركة غزل المحلة.
غزل المحلة ولد كبيرا
قدم غزل المحلة نفسه الكرة المصرية بصورة قوية حينما نجح في الحصول علي لقب الدوري المصري للمرة الأولى في تاريخه موسم 73/72 تحت القيادة الفنية للكابتن احمد حمادة، وبمشاركة لاعبين كبار امثال السياجي وعماشة وعبدالرحيم خليل وعبدالدايم وعبدالستار علي، واستمر التألق بعدها حينما وصل الفريق إلي نهائي دوري الأبطال الإفريقي ولكن شاءت الأقدار أن يخسر نهائي البطولة أمام فريق كارا برازفيل الكونغولي بمجموع المباراتين، و شارك بعدها في نفس البطولة ولكنه خرج من الدور قبل النهائي واستكمل الفريق سلسلة نجاحه بالحصول علي مركز الوصيف عام 75/76 ثم المركز الثالث خمس مرات اعوام 1978/1979، 1987/1988، 1988/1989، 1991/1992، 1992/1993 في الدوري المصري الممتاز, وتعد هذه الحقبة من الزمن هي الأفضل في تاريخ نادي عزل المحلة.
توالت النجاحات والانجازات ل "زعيم الفلاحين" علي المستوى المحلي واستطاع الوصول إلى نهائي كأس مصر 6 مرات الان التوفيق لم يحالفه للفوز بالبطولة الأقدم و الأعرق في تاريخ مصر.
وفي عام 2001 سجل المحلة انجاز بأسمه كأول فريق يلعب بطولة السوبر المصري مع نادي الزمالك، وشارك المحلة في هذه المباراة بديلا للنادي الأهلي الذي كان لديه ارتباطات أفريقية فأضطر للاعتذار عن المشاركة في المباراة، واستطاع الزمالك حسم اللقب لصالحه بعد الفوز بهدفين مقابل هدف للمحلة سجله محمد العتراوي.
أبرز مدربي غزل المحلة عبر العصور
تعاقب علي تدريب غزل المحلة، عدد كبير من المدربين أبرزهم أحمد حمادة، صاحب الإنجاز الأكبر للفريق ،وهو الحصول علي بطولة الدوري المصري موسم 73/72، كما وصل إلي نهائي دوري الأبطال الإفريقي ولكن لم يحالفه التوفيق للفوز باللقب ، وجاء من بعده الكابتن محمد الشناوي وحقق انجازات عديدة أبرزها وصافة كأس مصر، و المركز الثاني والثالث في الدوري، ومحمد صلاح الذي حصل علي المركز الخامس في الدوري عام 2003 وفاروق جعفر الذي قاد الفريق الوصول إلى نهائي كأس مصر.
وهناك أيضا إبراهيم يوسف وشريف الخشاب ومحمد فايز وأحمد حسن، وهؤلاء المدربين لهم طبيعة خاصة باعتبارهم أبناء النادي، حيث كان يطلق عليهم رجال المهام الصعبة أو المنقذين ودائما ما كان يلجأ إليهم مجلس إدارة غزل المحلة حينما يسوء وضع الفريق أو تتذبذب النتائج.
أبناء غزل المحلة أعمدة في الكرة المصرية
ويعتبر الصخرة وائل جمعة، ابن نادي غزل المحلة، واحد من أبرز من مثل مصر في خط الدفاع عبر التاريخ إضافة إلي محمود فتح الله، الذي نشأ وترعرع في المحلة ثم انتقل إلي نادي الزمالك، ولحق به محمد عبدالشافى الجناح الايسر لمنتخب مصر، وغيرهم الكثيرون أمثال عبدالحميد شبانة وأحمد دروجبا، الذين لعبوا بقميص الأهلي، وغزل المحلة، كما شارك اللاعب أحمد مجدي في أولمبياد لندن، حينما كان لاعبا في صفوف غزل المحلة، ولا أحد ينسي أحمد المحمدي الجناح الأيمن الذي نشأ وتربى داخل جدران غزل المحلة، ثم انتقل لإنبي وتألق مع منتخب مصر ليحترف في الدوري الانجليزي ويحقق تاريخ كبير هناك.
التاريخ مضئ والواقع مؤلم
وبالرغم من هذا التاريخ الكبير الحافل بالبطولات والانجازات أصبح الفريق الان في وضع لا يحسد عليه، فبعدما كان قاهرا للكبار وقاذفا للرعب في قلوب منافسيه اصبح يلعب وسط صغار الأندية في المظاليم، ومنذ بداية الألفية الجديدة ويعاني غزل المحلة من حالة من عدم الاستقرار الفني والإداري اثرت بشكل ملحوظ علي فريق الكرة وخصوصا من بعد عام 2006 الذي حصل فيه فريق غزل المحلة علي المركز السادس في بطولة الدوري المصري تحت قيادة المدير الفني ابراهيم يوسف.
وفي اخر اربع سنوات نري ان غزل المحلة يصعد ثم يهبط ثم يصعد ويهبط من جديد وهذا الوضع اغضب جماهيره الكبيرة الذين ارجعوا ذلك للتخبط الاداري وعدم وجود تخطيط واهتمام بكرة القدم من جانب مسئولو الفريق والشركة.
وقد أرجع عدد كبير من قدامي اللاعبين لغزل المحلة سبب التدهور والانهيار إلي وجود نظام الاحتراف في الكرة المصرية الذي أصبحت فيه الأموال هي الهدف الأسمى لجميع اللاعبين و إدارات الأندية التي تبحث عن الأموال من أجل الإنفاق علي مستحقات اللاعبين الآخرين، وفي حين يري البعض الآخر أن الانهيار الاقتصادي بشركة مصر للغزل والنسيج أحد أهم الأسباب فلم تعد الميزانية المخصصة لكرة القدم بنفس الوضع في السابق إلي جانب أن قطاع الناشئين لا يوجد به خطة وسياسة محكمة حتي يفرز مواهب للفريق الأول قادرة على العودة بغزل المحلة إلي أمجاده.
تعددت الأسباب وفي النهاية الضحية هو اسم كبير وعريق في كرة القدم المصرية... لكن تري هل هذا الجيل الحالي من اللاعبين قادر علي الصعود بالفريق إلي دوري الأضواء والشهرة علي الأقل مؤقتا ومن ثم التكاتف بين الجميع حتي يعود الفريق إلي ما كان عليه في الماضي.
يمتلك غزل المحلة، تاريخ طويل من الإنجازات، والألقاب، التي جعلت الفريق واحد من كبار الكرة المصرية علي مر السنين، فهمها مرت وتعاقبت الأيام يبقي التاريخ شاهدا علي ما سطره أبناء الغربية من إنجازات محليا ودوليا.
غزل المحلة، الذي يقبع في قلعة الصناعة بمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، تم تأسيسه عام 1936، بعد إنشاء شركة مصر للغزل والنسيج، علي يد الاقتصادي الكبير طلعت حرب، وبدأ نشاط كرة القدم بالنادي من خلال بعض العمال الإنجليز بالشركة بجانب العمال المصريين، عن طريق دوري الشركات وبدأ النادي في ممارسة الكرة بشكل احترافي بعد عام 1947 وهو العام الذي أنشئ فيه استاد شركة غزل المحلة.
غزل المحلة ولد كبيرا
قدم غزل المحلة نفسه الكرة المصرية بصورة قوية حينما نجح في الحصول علي لقب الدوري المصري للمرة الأولى في تاريخه موسم 73/72 تحت القيادة الفنية للكابتن احمد حمادة، وبمشاركة لاعبين كبار امثال السياجي وعماشة وعبدالرحيم خليل وعبدالدايم وعبدالستار علي، واستمر التألق بعدها حينما وصل الفريق إلي نهائي دوري الأبطال الإفريقي ولكن شاءت الأقدار أن يخسر نهائي البطولة أمام فريق كارا برازفيل الكونغولي بمجموع المباراتين، و شارك بعدها في نفس البطولة ولكنه خرج من الدور قبل النهائي واستكمل الفريق سلسلة نجاحه بالحصول علي مركز الوصيف عام 75/76 ثم المركز الثالث خمس مرات اعوام 1978/1979، 1987/1988، 1988/1989، 1991/1992، 1992/1993 في الدوري المصري الممتاز, وتعد هذه الحقبة من الزمن هي الأفضل في تاريخ نادي عزل المحلة.
توالت النجاحات والانجازات ل "زعيم الفلاحين" علي المستوى المحلي واستطاع الوصول إلى نهائي كأس مصر 6 مرات الان التوفيق لم يحالفه للفوز بالبطولة الأقدم و الأعرق في تاريخ مصر.
وفي عام 2001 سجل المحلة انجاز بأسمه كأول فريق يلعب بطولة السوبر المصري مع نادي الزمالك، وشارك المحلة في هذه المباراة بديلا للنادي الأهلي الذي كان لديه ارتباطات أفريقية فأضطر للاعتذار عن المشاركة في المباراة، واستطاع الزمالك حسم اللقب لصالحه بعد الفوز بهدفين مقابل هدف للمحلة سجله محمد العتراوي.
أبرز مدربي غزل المحلة عبر العصور
تعاقب علي تدريب غزل المحلة، عدد كبير من المدربين أبرزهم أحمد حمادة، صاحب الإنجاز الأكبر للفريق ،وهو الحصول علي بطولة الدوري المصري موسم 73/72، كما وصل إلي نهائي دوري الأبطال الإفريقي ولكن لم يحالفه التوفيق للفوز باللقب ، وجاء من بعده الكابتن محمد الشناوي وحقق انجازات عديدة أبرزها وصافة كأس مصر، و المركز الثاني والثالث في الدوري، ومحمد صلاح الذي حصل علي المركز الخامس في الدوري عام 2003 وفاروق جعفر الذي قاد الفريق الوصول إلى نهائي كأس مصر.
وهناك أيضا إبراهيم يوسف وشريف الخشاب ومحمد فايز وأحمد حسن، وهؤلاء المدربين لهم طبيعة خاصة باعتبارهم أبناء النادي، حيث كان يطلق عليهم رجال المهام الصعبة أو المنقذين ودائما ما كان يلجأ إليهم مجلس إدارة غزل المحلة حينما يسوء وضع الفريق أو تتذبذب النتائج.
أبناء غزل المحلة أعمدة في الكرة المصرية
ويعتبر الصخرة وائل جمعة، ابن نادي غزل المحلة، واحد من أبرز من مثل مصر في خط الدفاع عبر التاريخ إضافة إلي محمود فتح الله، الذي نشأ وترعرع في المحلة ثم انتقل إلي نادي الزمالك، ولحق به محمد عبدالشافى الجناح الايسر لمنتخب مصر، وغيرهم الكثيرون أمثال عبدالحميد شبانة وأحمد دروجبا، الذين لعبوا بقميص الأهلي، وغزل المحلة، كما شارك اللاعب أحمد مجدي في أولمبياد لندن، حينما كان لاعبا في صفوف غزل المحلة، ولا أحد ينسي أحمد المحمدي الجناح الأيمن الذي نشأ وتربى داخل جدران غزل المحلة، ثم انتقل لإنبي وتألق مع منتخب مصر ليحترف في الدوري الانجليزي ويحقق تاريخ كبير هناك.
التاريخ مضئ والواقع مؤلم
وبالرغم من هذا التاريخ الكبير الحافل بالبطولات والانجازات أصبح الفريق الان في وضع لا يحسد عليه، فبعدما كان قاهرا للكبار وقاذفا للرعب في قلوب منافسيه اصبح يلعب وسط صغار الأندية في المظاليم، ومنذ بداية الألفية الجديدة ويعاني غزل المحلة من حالة من عدم الاستقرار الفني والإداري اثرت بشكل ملحوظ علي فريق الكرة وخصوصا من بعد عام 2006 الذي حصل فيه فريق غزل المحلة علي المركز السادس في بطولة الدوري المصري تحت قيادة المدير الفني ابراهيم يوسف.
وفي اخر اربع سنوات نري ان غزل المحلة يصعد ثم يهبط ثم يصعد ويهبط من جديد وهذا الوضع اغضب جماهيره الكبيرة الذين ارجعوا ذلك للتخبط الاداري وعدم وجود تخطيط واهتمام بكرة القدم من جانب مسئولو الفريق والشركة.
وقد أرجع عدد كبير من قدامي اللاعبين لغزل المحلة سبب التدهور والانهيار إلي وجود نظام الاحتراف في الكرة المصرية الذي أصبحت فيه الأموال هي الهدف الأسمى لجميع اللاعبين و إدارات الأندية التي تبحث عن الأموال من أجل الإنفاق علي مستحقات اللاعبين الآخرين، وفي حين يري البعض الآخر أن الانهيار الاقتصادي بشركة مصر للغزل والنسيج أحد أهم الأسباب فلم تعد الميزانية المخصصة لكرة القدم بنفس الوضع في السابق إلي جانب أن قطاع الناشئين لا يوجد به خطة وسياسة محكمة حتي يفرز مواهب للفريق الأول قادرة على العودة بغزل المحلة إلي أمجاده.
تعددت الأسباب وفي النهاية الضحية هو اسم كبير وعريق في كرة القدم المصرية... لكن تري هل هذا الجيل الحالي من اللاعبين قادر علي الصعود بالفريق إلي دوري الأضواء والشهرة علي الأقل مؤقتا ومن ثم التكاتف بين الجميع حتي يعود الفريق إلي ما كان عليه في الماضي.