بعد استقالة الحريري.. إسرائيل تصطاد في الماء العكر.. والنفوذ الإيراني في لبنان يتعاظم
يبدو أن الخطاب الذي أدلاه، رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، لم يثير حالة من البلبلة، والقلق، في لبنان فقط، ومحاولة، أصحاب القرار هناك، لمعرفة السبب وراء اتخاذه مثل هذه الخطوة لقد اهتمت إسرائيل، هي الأخرى بنفس الأمر وبشكل ملحوظ، وهو ما بات ملحوظا في اثنين من أهم الصحف العبرية في تل أبيب، "هارتس وتايمز أوف إسرائيل".
الاستعداد للحرب
بعد قراءة كل من "هارتس وتايمز أوف إسرائيل"، وطريقة كل منهما في تناول هذه القضية ومحاورها، يمكن القول أن إسرائيل بدأت تعد العدة من أجل شن حرب على جنوب لبنان، وهو ما يثير حالة من القلق على المدنين في لبنان.
هارتس الإسرائيلية
أكدت "هارتس" الإسرائيلية، نقطة خطيرة، فهي تؤكد أنه وبعد أن انتهي "سعد الحريري"، من خطابه الذي ألقاه من الرياض، وأعلن فيه عن استقالته، ووجه من خلاله انتقادا واتهامات مباشرة لكل من "إيران وحزب الله"، تلقت تل أبيب إشارات واضحة بأن عليها الاستعداد لشن الحرب على جنوب لبنان.
سبب نبوءة "هارتس"
وفقا لما ذكر، ترى الصحيفة العبرية، أن توجيه الحريري، خطاب مثل الذي سمع بالأمس وتوجيه الانتقادات والإتهامات لكل من إيران وحزب الله، وقرار إعلان الاستقالة من منصبه وهو في السعودية، يعد دليلا صارخا على أن النفوذ الإيراني في لبنان "تعاظم"، وبات خارج عن نطاق السيطرة، وهو ما جعلها تتنبأ وربما يمكننا القول بأنها على يقين من أن إسرائيل تنوي القيام بحرب قريبة، على جنوب لبنان، للتخلص من هذا النفوذ.
رؤية عبرية
أعربت "هارتس"، عن رؤيتها، حول استقالة الحريري، فهي ترى أن رسالته هي بمثابة دليل على أن المملكة السعودية، قد تخلت عن دعمها للنظام اللبناني، الذي وصفته الصحيفة، بأنه متعدد الطوائف والذي تم الإتفاق عليه أثناء الحرب الأهلية، ومضت قائلة :"يبدو أن الرياض بدأت بصورة جلية من الخوف من تغلغل حزب الله في المجتمع اللبناني بقوة، وأنه باتت تخل بموازين القوى في لبنان".
لبنان ووكلاء إيران
اهتمت "تايمز أوف إسرائيل"، بخطاب الحريري وما ورد فيه، وعملت على نشر تقريرا، قالت فيه ما معناه أنه وبعد أستقالة رئيس الوزراء، أصبحت لبنان تعج بوكلاء إيران، والأزمة الحقيقية، تكمن فيما قالته الصحيفة وهو، قيادات الجيش الإسرائيلي باتت موقنة الآن أن "حزب الله" دانت له السيطرة شبه الكاملة على لبنان، وهو ما دفع شخصية سياسية بارزة مثل سعد الحريري لتقديم استقالته، وإعرابه عن خشيته من تعرضه لعملية اغتيال كالتي تعرض لها والده رئيس الوزراء الأسبق، رفيق الحريري، منوهة أن قرار الحريري، ربما بناء على معلومات استخباراتية غربية تم تقديمها إلى رئيس الوزراء اللبناني.
سبب كونها أزمة
حينما يعتقد قيادات الجيش الإسرائيلي، أن السبب وراء استقالة الحريري هو أن حزب الله أصبح لهم السيطرة الكاملة على لبنان، فنحن بالفعل بصدد أزمة حقيقية، لانه وبهذه الطريقة، تنوي إسرائيل ضرب جنوب لبنان للتخلص من نفوذ حزب الله ونفوذها كيفما تظن وهو ما سيدفع ثمنه الأبرياء.
أمر ملكي
ما يجعل الأمور تزداد تعقيدا، وتثير حالة من القلق، هو الأمر الذي وجهته البحرين لرعاياها في لبنان، بضرورة تركها على الفور، مما يوحى أن هناك خطر بالفعل، يهدد لبنان، ويوحي باندلاع حرب قريبة، ستشن على سماء لبنان.
إسرائيل تدق الطبول
هل تتذكر عزيزي القاريء في السطور الأولى؟، تنبوءات هارتس حول الإشارات التي تلقتها تل أبيب، لإعلان الحرب على لبنان؟، يبدو أن ما قالته للأسف صحيح، فقد بدأت إسرائيل خطواتها، التي تعد بمثابة دق لطبول الحرب، ضد لبنان، حيث بدأ طيرانها الحربية بجولاتها فوق سماء لبنان والكارثة تكمن أكثر فيما قاله وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان.
تصريحات الدفاع الإسرائيلية
يرى وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أن استقالة الحريري من منصبه كرئيس للوزراء, وإتهاماته لإيران وحزب الله، يعد دليلا قويا على أن كل منهما، قد زاد نفوذهما وبشكل ملحوظ في لبنان، وأكد أن الحريري يريد أن يلفت نظر العالم أجمع إلى أن إيران أصبحت ذات خطورة، وأنه لابد من مهاجمتها، والتصدي لها، ويدلل على رؤيته تلك من خلال ما قاله الحريري، من أنه يخشى من تعرضه لمحاولة إغتيال.
الخلاصة
أعلن الحريري رغبته في ترك منصبه، وجه استقالة ولا يزال البت فيها جاريا، وجه رسالته عن طريق المملكة السعودية، ربما تكون النتيجة أن يعود مرة أخرى لمنصبه كرئيس للوزراء وينسى كل ما قاله، والسؤال الأن هل ما قاله صحيح، هل بالفعل هناك خوف من لبنان وإيران، لا أحد يدري، المحصلة النهائية، هو ما قررته إسرائيل وبدأت في إتخاذ خطواته بالفعل، ولن يدفع ثمنه سوى الأبرياء من اللبنانيين، ناهيك على اللاجئين السوريين، الذين أرادوا الإحتماء من حربهم ضد "داعش" والخوف من أن يواجهوا حرب اخرى أشنع، ليكون مصيرهم دائما إما القتل أو التشريد، وما نسأل الله به الأن أن يجنب الأبرياء ما لا يحمد عقباه، من حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.