"عظيمة يا مصر" على الطريقة العبرية.. إسرائيل تتغنى بهجوم الروضة قبل وقوعه بشهر
الإثنين 27/نوفمبر/2017 - 06:53 م
عواطف الوصيف
طباعة
لا تزال حادثة مسجد الروضة، فاجعة تفطر قلوبنا وعلى قدر الحزن الذي لا يمس ذوي الضحايا فقط، بل يمس كل مصري مسلم كان أو مسيحي، بقدر الفرحة والسعادة لأن الله تعالى كتب لمئات المصريين أن يلاقوه شهداء أبرار، كانوا يسعون للوقوف بين يديه، وكتبت لهم هذه المكانة العالية، وهم في أقرب ما يكونوا إلى الله وهم ساجدون، وللعلم فقد طهرت دمائهم تراب أرض قد طهرها دماء أجدادهم من قبل، وهم يضحون لخروج محتل من مصر، ويعلوا اسم مصر فوق أرض سيناء عاليا.
تغنى المطرب الإسرائيلي "موشيه حبوشة" بالأغنية الوطنية "عظيمة يامصر"، وكأن القاتل يغني للمقتول قبل قتله، في إشارة لايفهم منها إلا التهديد والوعيد لمصر الأم، التي دافعت وناضلت من أجل أبنائها العرب، فكانت الجبل الذي استصعب على الإسرائيليين صعوده، فقرت إسرائيل النيل من العزيمة المصرية بعد حربها الضروس ضد الإرهاب، الذي استطاعت مصر أن تقهره بكل ماتحمله الكلمة من معنى.
لن ننسى أو نلهى..
الفرحة بأن مئات المصريين، لن تلههنا أو تنسينا واقع الكارثة، ولن تجعلنا عاجزين عن التفكير في كل الأبعاد والنقاط، ولتكن رسالتنا لأعداءنا، أننا لن نترك ثأر إخواننا يضيع هباءا، ولن تخيل علينا كل ألاعيبكم.
قد تنفع الذكرى..
بالتأكيد هناك من الذكريات، التي عند إعادة مرورها على وريقات عقولنا مجددا، تثار بداخلنا سلسلة من الآلام، ولا أريد أن أؤلمك عزيزي القاريء المصري، لكن قد تنفع الذكرى، وتساعد على ربط العديد من النقاط لتكوين شبكة متداخلة من علامات الاستفهام، لابد من الإجابة عليها، لتتضح المعالم، وهي تذكر وقت هذه الكارثة، الجمعة العشرون من نوفمبر 2017، والسؤال ليس مطروح عليك عزيزي القاريء، وإنما لتطرحه على عدو لا يزال حلم سيناء يحوم حول رأسه، ويتلألأ في عينيه.
عظيمة يامصر..
لسنا في حاجة أن يثبت لنا أحدكم مصر عظيمة، ولسنا نحن أيضا المصريون أن نثبت عظامة بلادنا، فيكفينا شرفا، أن الله قدرها من فوق سبع سموات، وذكرها في القرآن أكثر من مرة، لكننا الآن بحاجة إلى التطرق لأغنية عظيمة مصر، لكن بعيون اخرى.
لبنان تتشرف بمصر..
"عظيمة يامصر ياأرض المحن يامهد الحضارة يابحر الكرم"، هكذا تغني الفنان الكبير، وديع الصافي، واحد من أبرز نجوم لبنان، والوطن العربي، فنان أثرى سمعنا بصوته، فقد اختارت بيروت مطرب أصبح سفيرا لها في العديد من بلدان المنطقة، لكي تتشرف بمصر على صوته، لكننا وحينما نجد عدونا وعدو الأمة العربية، إسرائيل تتغنى بهذه الأغنية الرائعة، قبل شهر واحد من تفجيرات مسجد الروضة بسيناء، فلابد أن ننتبه.
ثلاث معايير..
مثلما تشرفت لبنان بمصر، وغنت لها، لا شك إننا نتشرف أيضا بصوت الفنان وديع الصافي يغني لبلادنا ليكون ذلك أقوى رمزا للوحدة العربية، لكن هناك ثلاث معايير، لندرسهم معا، أولا لقد اختارت إسرائيل، واحدا من أشهر فنانيها وللعلم واحدا من أصحاب أجمل الأصوات، موشيه حبوشة، ليغني هذه الأغنية، ثانيا تم غناء هذه الأغنية على ألتين من أشهر الآلات الشرقية في مصر والوطن العربي، بل وأجملهم لما يضيفونه من نغمات عذبة، وهما العود والدف، ثالثا، إختيار شاب صغير يعزف على الدف، ولنقيم كل واحدا على حدة.
تقييم بسيط..
إختيار إسرائيل لـ"موشيه حبوشة"، تريد به أن تقول أنها تتشرف بمصر على صوت واحدا من أجمل وأفضل وأشهر وأعذب فنانيها، والعزف على العود والدف، تريد أن تقول أنها تحترم تقاليدنا وأفكارنا حتى في أبسط الأشياء آلاتنا الشرقية الجميلة التي تميزنا، أما الثالثة فهو " موشيه پورات"، ذلك الشاب الصغير، وكأنها تحاكي مصر، بعد منتدى "ملتقى شباب العالم" الذي ترأسته مصر في أرض السلام، "شرم الشيخ" يؤكد أن هؤلاء هم مشعلي راية السلام وهم الأمل، فقد اختارت شاب بالفعل موهوب، لكي يعزف على ماذا، على الدف، وأغنية "عظيمة يامصر"، وذلك قبل الحادثة أو بالأحرى الفاجعة، بشهر واحد فقط، ربما الأم عزيزي القاريء عرفت لماذا قلنا، ربما تنفع الذكرى؟.
داعش تعترف..
لقد اعترفت "داعش" بأنها هي التي ارتكبت تلك الجريمة، بات ذلك واضحا بعد أن أعلن فرعها، ويلات سيناء مسئوليته عنه عبر أحد وسائله الإعلامية، لكن تنظيم "داعش" يتكون من قادة ومجموعة من الشباب، هؤلاء المغيبين الذين يظنون أنهم يجاهدون في سبيل الله، وسيمنحون الجنة نظير ما يقومون به، بل ويعتقدون أنهم يسفكون دماء الكفرة وكل ذلك بسبب جهلهم وقلة خبرتهم ووعيهم، أما الركن الرئيسي فهو القادة، هؤلاء الذين أصل الصناعة الصهيو أمريكي، تعاون أمريكي صهيوني، لتشكيل قادة خرجوا من عنق فكرهم الوحشي لتشكيل تنظيم يجتذب الجهلاء من الشباب لتنفيذ مخططات تصب في مصلحة واشنطن وإسرائيل في المقام الأول.
سيناء الحلم..
لا تزال سيناء حلم إسرائيل الذي تريد أن تفرض سيطرتها عليه، فهي بؤرة لم تتمكن إسرائيل من نسيانها ، ولم تنس حلمها الذي حاربت من أجله في 67 و 73، وعلى الرغم من الاتفاقيات، إلا أن عيناها لا تزال تلمع وراء الحلم.
الخلاصة..
لا نحاول إلقاء الاتهامات، لكن فيديو "عظيمة يامصر"، على لسان إسرائيل لابد أن يطرح العديد من التساؤلات، ما هو السر وراء حرص ممثلي الكيان الصهيوني، للتغني بهذه الأغنية بالتحديد أنغام آلاتنا الشرقية الجميلة التي تمثلنا، وبصوت واحد من أعذب الأصوات في إسرائيل، وبرفقة أحد شبابها، والأهم أن كل ذلك قبل شهر واحد مما حدث في سيناء، بمسجد الروضة؟، ترى هل كان مخططا رسم بدقة قبل فترة، وقررت إسرائيل أن تنشر هذه الأغنية في هذا التوقيت بالذات، لتبعد عنها أي شبهة ممكنة من أنها أرادت تدمير سمعة مصر بأنها قادرة على حماية سيناء، التي هي في الأساس حلمها القديم الذي يزال يراودها، لا نلق إتهامات، ولن نجاوب، وتذكر عزيزي القارئ نحن ندعوك للتفكير، لتكن أسئلتك موجهة منك أنت لعدوك وعدو أخيك العربي "إسرائيل".