المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

"حادث الروضة" يحمل علامة "صنع في إسرائيل".. لم تنس حلم سيناء وتٌسخر "داعش" لمصلحتها

السبت 25/نوفمبر/2017 - 02:36 م
عواطف الوصيف
طباعة
"وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ".

هكذا أكد لنا الله تعالى في كتابه الكريم وعبر كلماته البينات، فمن يعمل على منع ذكر اسم الله، بل وسعى في خراب  الأماكن الذي يذكر فيه اسمه، لا يصح أن ندرجه ضمن المؤمنين، فمثل هؤلاء لهم في الدنيا خزي وفي الأخرة سيواجهون عذاب عظيم.

دور العبادة بين إسلامية ومسيحية:
لا تقتصر دور العبادة على التي تشهد صلاة للمسلمين فقط، فهناك أيضا دور أخرى وهى الكنائس، ولعل ما واجهته سيناء أمس من تفجير لمسجد الروضة، التابع لمن ينتمون للإتجاه الصوفي دليل على أن الإرهاب لا دين له، والأهم أن هناك دليل قوي على أن هؤلاء المتطرفين لا يقومون بمثل هذه التصرفات نصرة للإسلام كيفما يزعمون، وإنما من أجل مصالح شخصية تتعلق بهم في المقام الأول.

تغير في الاستراتيجية أم انتقام:
أعلن تنظيم "داعش"، مسئوليته عن الحادث الذي وقع بمسجد الروضة، وأسفر خلفه 305 من الشهداء علاوة على 128 مصابًا، لكن السؤال الآن هل هذه الخطوة، التي لا شك أنها نابعة عن الخسة والدونية، دليل على أن التنظيم قرر تغير استراتيجيته، باستهداف المساجد، أم أن الفروع الإقليمية التابعة لتنظيم "داعش"، قررت على شن عمليات انتقامية، جرّاء الخسائر الفادحة في سوريا والعراق.

الجهل أساس داعش:
أكدت خطوة مسجد الروضة، أن مسلحي "داعش"، يتمتعون بغباء وتعنت وجهل شديد، حيث أن السبب وراء تفجيرهم لهذا المسجد، هو أنهم يعتبرون ممثلي الصوفية، مجموعة من الكفرة، وهى نفس النظرة الغبية، التي يكنوها حيال الشيعة، ويستلزم الإشارة إلى مساعدة السكان للأجهزة الأمنية، ومدهم بالمعلومات اللازمة للوقوف ضد هؤلاء المسلحين، كانت سببًا في استهدافهم وإثارة الخوف في نفوسهم.

داعش صناعة أمريكية صهيونية:
لا شك أن تنظيم "داعش"، هو في حقيقة الأمر صناعة أمريكية صهيونية في المقام الأول، وإذا أمعنا التفكير ولو قليلا سنكتشف أن ذلك حقيقية.
حينما نجد استهداف "داعش" أكثر من مرة لسيناء، تلك البؤرة التي لم تتمكن إسرائيل من نسيانها، تلك البؤرة التي لا تزال تعتبرها ملكًا لها، وجزءًا من أرضها، ولا داع أن نتحدث عن كامب ديفيد، فهى بالنسبة لنا تختلف عن ما تمثله لهم.

كامب ديفيد وما تمثله لإسرائيل:
ليست القضية إثارة الغموض أو التساؤلات، أو التظاهر بالصياغة والدباجة، لكن لا شك أن المصريين وبالنسبة لـ"كامب ديفيد"، يعتبرونها خطوة هامة ومؤثرة في التاريخ العربي ككل، خطوة أضيفت لسجل انجازات الرئيس الراحل أنور السادات، لكنها وبالنسبة لإسرائيل، ليست أكثر من مجرد ستار تتخفى وراءه، لتظهر أنها متعاونة، وليس لها أهداف خفية، لكن ما في ضميرها لا يزال محفورًا داخلها.

داعش تخدم مصالح إسرائيل:
لابد من الإعتراف بأن، هذا التنظيم المسلح يخدم مصالح إسرائيل في المقام الأول، يحقق لها غايتها وتلك الأوهام التي تصدقها، ولنعرض معًا بعض التساؤلات، ما هو السر الذي يجعل "داعش" لا يستهدف هضبة الجولان المحتلة في سوريا ولو مرة واحدة، ويركز عملياته الإرهابية على المدنيين من العزل، ما الذي هذا التنظيم لم يتحرك ولو لبرهة، حينما وجهت إساءة للمسجد الأقصى أكثر من مرة من قبل اليهود، أليس من الأولى التوجه لحماية الأقصى والاستشهاد في سبيله وسبيل الدعوة والإسلام، ما هو السر الذي يجعل "داعش" لا يحاول مهاجمة تل أبيب ولو لمرة، أليس هذا هو الجهاد الحق؟، كل هذه التساؤلات عزيزي القاريء، نضيف عليها ما يحدث في سيناء واحدًا تلو الأخر، فهى بؤرة لم تتمكن إسرائيل من نسيانها، ولا تزال تريد السيطرة عليها، ولم تنس حلمها الذي حاربت من أجله في 67 و 73، وعلى الرغم من الإتفاقيات، إلا أن عيناها لا تزال تلمع وراء الحلم.

واشنطن تسمح الفرصة لداعش:
لنحلل النقاط معًا عزيزي القاريء، تعد العقيدة الإسلامية هي العدو الأول بالنسبة للولايات المتحدة، وهو ما بات واضحًا من خلال تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والخطوات التي أتبعها من منع المسلمين المتمركزين في بعض البلاد من دخول واشنطن، وهو ما يفسر كيف أصبحت الفرصة سانحة أمام "داعش"، لمهاجمة دور عبادة لإخواننا من المسيحيين لا لشيء سوى زرع كراهية للمسلمين، ولكنهم لن يفلحوا من إتمام ذلك، فهم ببساطة يحاربون عقيدتين سماويتين منزلين من عند الله عز وجل.

أهم مجازر داعش ضد دور العبادة مؤخرًا:
إن ما حدث في سيناء سيفتح سجل حافل، من المجازر الدموية، التي أرتكبت ضد دور العبادة، والسبب وراءها حالة، الاختلال العقلي والنفسي الذي قد يدفع إلى قتل عشرات المصلين داخل كنيسة كما حدث في ما عرف بـ"مذبحة تكساس"، وفيما يلي تسلسل زمني من الأحدث للأقدم يشير إلى أبشع الحوادث الدموية التي استهدفت دور العبادة، ويَظهر كيف تضاعفت في عام 2017 تحديدًا نتيجة حالة الانتقام التي سيطرت على التنظيم بعد هزائمه المتتالية.

29 يناير 2017، وجهت الشرطة الكندية إلى ألكسندر بيسونيت تهمة قتل 6 أشخاص وإصابة 17 آخرين بعد إطلاق نار بالمركز الإسلامي في كيبيك في كندا، عقب انتهاء صلاة العشاء.

9 أبريل 2017، مقتل 45 وإصابة 126 فى حادثين إرهابيين وقعا بالكنيسة المرقسية بالإسكندرية وكنيسة مارى جرجس بمدينة طنطا في مصر، وفق بيانات وزارة الصحة.

19 يونيو 2017، قتل شخص وأصيب 10 آخرون عندما دهس "يميني عنصري معاد للمسلمين والمهاجرين"، مجموعة من المصلين لدى خروجهم من صلاة التراويح في مسجد فنزبري بارك، أو المسجد الكبير في شمال لندن.

17 يوليو 2017، قتل 8 أشخاص، وأصيب 15 آخرون، في هجوم انتحاري نفذته امرأة داخل مسجد في مدينة مايدوغوري شمال شرقي نيجيريا، التي غالبًا ما تستهدفها هجمات جماعة "بوكو حرام".

6 أغسطس 2017، قتل 12 شخصًا على الأقل في هجوم على كنيسة سانت فيليب الكاثوليكية في أوزوبولو قرب مدينة أونيتشا في جنوب شرق نيجيريا برصاص مسلح، لاذ بالفرار.

6 أغسطس 2017، ألقى مجهول قنبلة فى مركز دار الفاروق الإسلامى فى بلومنجتون، بإحدى ضواحى مينيابوليس، أكبر مدن ولاية مينيسوتا الأمريكية، عندما كان أكثر من 10 أشخاص يتجمعون فى الداخل للصلاة، لكنه لم يسفر عن إصابات.

25 أغسطس 2017، هاجم انتحاري ومسلحون مسجدًا شيعيًا في كابول بأفغانستان، وقت صلاة الجمعة ما أدى إلى مقتل 30 شخصًا.

25 سبتمبر 2017، اعتقلت الشرطة الأمريكية مسلّحًا سوداني الجنسية، قتل امرأة وأصاب 7 آخرين، بعد أن أطلق النار عليهم داخل كنيسة بولاية تينيسي في الولايات المتحدة.

20 أكتوبر 2017، مقتل 72 شخصًا في تفجيرين منفصلين، استهدفا مسجدين، أحدهما للسُنة بولاية غور، وسط البلاد، وآخر للشيعة، غربي مدينه كابول.

6 نوفمبر 2017، قتل 26 شخصًا، على الأقل، في حادث إطلاق نار أثناء قداس في كنيسة في ولاية تكساس الأمريكية، ونفذه عسكري سابق في سلاح الجو الأمريكي، وقيل إنه هارب من مصحة نفسية منذ 2012.

21 نوفمبر 2017، قٌتل 50 شخصًا على الأقل، في هجوم انتحاري استهدف مسجدًا في موبي شمال شرق نيجيريا، معقل جماعة "بوكو حرام" الإرهابية، بحسب حصيلة أوردتها الشرطة.

29 يناير 2016، مقتل 5 أشخاص وإصابة 36 آخرين بينهم 3 رجال أمن، في هجوم مسلح بمسجد الإمام الرضا الذي يرتاده الشيعة، خلال صلاة الجمعة، بحي محاسن بمدينة المبرز في محافظة الأحساء السعودية.

26 يوليو 2016، ذُبح كاهن في هجوم شنه مسلحان مجهولان على كنيسة ببلدة "سانت إتيان دو روفراي" في منطقة نورماندي شمال فرنسا.

11 ديسمبر 2016، مقتل 29 شخصًا وإصابة 31 آخرين في تفجير نفذه إرهابي ينتمي لداعش، بالكاتدرائية المرقسية في العباسية بمدينة القاهرة، بعبوة ناسفة تزن 12 كيلوغرامًا.

22 مايو 2015، مقتل 22 شخصًا وإصابة 102 آخرين إثر تفجير مسجد الإمام علي الذي يرتاده الشيعة في بلدة القديح التابعة لمحافظة القطيف شرق السعودية أثناء صلاة الجمعة.

17 يونيو 2015، فتح شخص يدعى ديلان ستورم النار بكثافة على مرتادي كنيسة إيمانويل الأسقفية الميثودية الأفريقية في تشارلستون في كارولاينا الجنوبية، فقتل 9 أشخاص، في جريمة بدافع العنصرية ضد السود.

26 يونيو 2015، مقتل ما لا يقل عن 27 شخصًا، وجرح 227 آخرين، في تفجير نفذه "داعش"، بمسجد الإمام الصادق الذي يرتاده الشيعة في حي الصوابر في الكويت.

6 أغسطس 2015، مقتل 15 شخصًا معظمهم من رجال الأمن، في تفجير نفذه أحد عناصر داعش خلال صلاة الظهر، بمسجد قوات الطوارئ بالسعودية.

26 أكتوبر 2015، مقتل اثنين وإصابة 27 شخصًا، في تفجير نفذه أحد عناصر ولاية الحجاز الموالية لـ"داعش"، بمسجد المشهد الذي يعد ثاني أكبر مسجد للطائفة الإسماعيلية بمدينة نجران بالسعودية.

3 أغسطس 2013، مقتل 60 مصليًا في هجوم نفذه عناصر بوكو حرام، بمسجد بقرية كوندوجا بمدينة ميدوجوري عاصمة ولاية بورنو النيجيرية، في هجوم عزاه الخبراء إلى أنه يستهدف السكان الذين يساعدون السلطات في مواجهة التنظيم.

الخلاصة:
ننعي شهداءنا، شهداء الله الذين كتب لهم أن يلاقوا ربهم وهم يؤدون الفرض أطهار، شهداء الوطن الذين لقوا مصرعهم نتيجة الغدر، لكن ليس النعي والحزن فقط هم كل ما يمكننا القيام به، فلابد أن ننتبه إننا لا نواجه عدو غبي أو أحمق أو مجرد مجموعة ممن يعانون من الجهل والخلل النفسي، إننا في مواجهة فكر أمريكي صهيوني، يريد أن يسيطر، يريد أن يمحي الهوية لابد أن نتكاتف فمثل هذه الأفكار الصهيونية الأمريكية، لم يهزمها سوى إثبات أن أبناء الأوطان مسلمين ومسحيين يد واحدة.
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads