في حواره لـ"المواطن" اللواء سيد الجابري: هؤلاء هم "الطابور الخامس".. واحذروا من "جذور العشب"
الثلاثاء 12/ديسمبر/2017 - 04:56 م
أحمد زكي
طباعة
"نظرية المؤامرة".. يؤيديها البعض.. وينكرها البعض الآخر.. ولكنها تظل دومًا هاجسًا يؤرق الجميع في الوطن العربي عامة، ومصر خاصة، لانها إن صحت نكون كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال حتى لا ترى الصياد المتربص بها، ولكنها لا تعلم أنه سيفتك بها يومًا ما.
بوابة المواطن الإخبارية أجرت حوارًا مع اللواء سيد الجابري، الخبير الاستراتيجي، ورئيس حزب المصري، للوقوف على ما يطرحه من آراء حول تلك النظرية، وهل هي حقيقية، أم أن ما يحدث الآن على أرض الواقع مجرد مصادفات مع تنظيرات سياسية كتبها سياسيون من زمان فات، وكان لنا الحوار التالي..
هل مصر مستهدفة وتتعرض لمؤامرة كبرى؟
- مصر مستهدفة دومًا، ليست من الآن فقط، ولكنها التخطيط الاستراتيجي المخطط لها يعلم جيدًا أن مصر عصية على المؤامرات، ولكنه لا يكل ولا يمل من التفكير في هذا الاتجاه، طمعًا في النيل من مصر والمصريين، لأن الجميع يعلم إن مصر إن سقطت فسوف يسقط معها العالم العربي أجمع.
ما هي أبرز أوجه المؤامرة التي تتعرض لها مصر؟
- الدلائل والشواهد على تعرض مصر للمؤامرة كثيرة جدًا وكبيرة، ولعل أبرز الأحداث التي تعطينا دلائل على تلك المؤامرة، ما يعرف اصطلاحًا بالربيع العربي، الذي تم التخطيط له بعناية داخل أجهزة مخابرات معادية لمصر وللعروبة وللإسلام عامة.
كيف تحولت 25 يناير إلى مؤامرة؟
- المتتبع للمسار السياسي والتحولات التي مرت بها مصر والوطن العربي يعلم جيدًا أن النتائج التي آلت إليها الأمور ما بعد يناير وحتى الآن، نتائج كارثية وصلت إلى الإعلان عن القدس عاصمة للدولة العبرية والقادم أسوء بكثير إن لم ننتبه لما يحدث جيدًا ونتخذ ما يلزم لمواجهته.
هل هناك دلالات أخرى على نظرية المؤامرة على أرض الواقع؟
- التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي، فهو صنيعة القوى الاستعمارية الكبرى، ومدعوم من الولايات المتحدة وحلف الناتو، وقبل الحديث عن هذه التنظيمات يحق لنا أن نتساءل أين هذه التنظيمات التي لطالما تغنت بالقدس والعروبة من قرار ترامب لن تجد لها أي مردود على قرار الرئيس الأمريكي ترامب في نقل السفارة إلى القدس.
التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش وجماعة الإخوان المحظورة لن تعترض على القرار الأمريكي لأن مركز دعم هذه التنظيمات يوجد هناك في واشنطن وليس في عقول هؤلاء، فتنظيم "داعش" الإرهابي أساس تكوينه كان في سجن "بوكا" في العراق، خلال الفترة ما بين عامي 2004 و2009، حيث قامت الولايات المتحدة بتدريب وتسليح ما يزيد على 25 ألف مقاتل كانوا نواة للتنظيم الجديد.
والآن على أرض الواقع هذه التنظيمات من يتتبع خطواتها يجدها تخدم السياسة الأمريكية فقط، فالآن هم يحاولون زعزعة الاستقرار في البلد الوحيد المتماسك بين الدول العربية، وهي مصر من خلال عمليات قذرة هدفها واضح ومعروف ولا يخفى على أحد أن هدفها القضاء على أي دولة عربية قوية.
هل هذه المؤامرة خارجية فقط أم لها عناصر داخل مصر؟
- لا توجد مؤامرة يتم تنفيذها من الخارج فقط، ولكن ليس الجميع على مستوى واحد، فطبقًا لنظرية "جذور العشب" فإن هناك 3 مستويات من العملاء الذين تم تجنيدهم أو الذين يخدمون تلك المؤامرة من الداخل، فالمستوى الأول هم ما يعرف بـ"الطابور الخامس" وهؤلاء أشخاص يعملون في الخفاء، ومنهم أشخاص وصلوا إلى مراكز صنع القرار، ومناصب حساسة في الدولة المصرية، والآن الدولة المصرية تعمل على تطهير ما تبقى منهم ولكن بترتيب ونظام دقيق حتى لا يثير الأمر بلبلة عامة، لأنهم شخصيات لا يمكن أن تشك أنهم أعداء للدولة.
أما النوع الثاني فهم مجندون للعمل لصالح الأعداء ولكن دون علمهم أنهم يخدمون مصالح خارجية، وهؤلاء أقول لهم راجعوا أنفسكم ومواقفكم وعودوا إلى حضن الوطن، ولا تجعلوا أنفسكم معاول هدم، وكونوا واثقين في قيادة هذا البلد، وفي الرئيس السيسي بحكمته المعهودة، وفي الجيش المصري العظيم.
والنوع الأخير طبقًا لنظرية جذور العشب هم حزب أعداء النجاح، أو حاسدون لأي تقدم يحدث على أرض الواقع، فيحاولون تشويه ما يحدث من انجازات والتقليل منها، وهؤلاء أنا أسميهم "عواجيز الفرح" الذين لا يعجبهم أي شئ مهما كان.
من وجهة نظرك.. كيف يمكن مواجهة تلك المؤامرة؟
- مقاومة تلك المؤامرة بدأ بالفعل.. بدأ في 30 يونيو حين خرج الشعب يرفض المؤامرة، حين لفظ الإخوان وتنظيمهم خارج أرض الوطن، بدأ بالجيش حين انحاز للشعب، حينها بدأت مصر في مقاومة هذه المؤامرات، والآن نرى ثمار ذلك، حين ننظر إلى دول أخرى مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا، أين هم الآن، ونستطيع بكل سهولة أن نؤكد ان مصر محروسة بجيشها وأجهزتها وقيادتها وشعبها.