أسرار علاقة أكراد شمال سوريا وواشنطن.. ماذا يريد كل طرف من الآخر؟
الإثنين 18/ديسمبر/2017 - 12:05 ص
سيد مصطفى
طباعة
لم تلبث أن إصطدمت المحاولات التركية اللاهثة لإقتحام المدن والبلدات الكردية في سوريا برفض عنيف من واشنطن، التي أصرت على مساعدة قوات سوريا الديمقراطية وامدادها بالسلاح لمحاربة داعش، واعتبارهم ذراعها الطويلة في سوريا، لتفجر السؤال الأهم عن ماذا تريد واشنطن من كرد سوريا، وماذا يريد الكرد من البيت الأبيض.
قال إبراهيم كابان، المحلل والباحث الكردي، ورئيس موقع الجيو إستراتيجي، إن السياسة الأمريكية تعتمد على طريقتين في التعامل مع الأحداث، هي قول شئ وفعل آخر.
وأكد" كابان" في تصريحات خاصة لـ"المواطن"، أنه ليس هناك اعتراف سياسي رسمي، ولكن يوميا تزود قوات سوريا الديمقراطية بأسلحة ثقيلة وكأنها ستحارب العالم بأكمله، رغم أن الحرب مع الداعش شارفت على النهاية، ومع ذلك تزودهم بالأسلحة.
وأضاف أنه لهذا السبب يجن جنون تركيا، مضيفًا أن إدارة أردوغان تسأل لمن ستستخدم كل هذه الأسلحة، فتجاوب الإدارة الأمريكية بأن هذه الأسلحة ستحمي فيدرالية شمال سوريا، لهذا يقول المسؤولين الأمريكيين: "اننا تحولنا الى مرحلة جديدة ستكون أولوياتنا تمكين حماية فدرالية شمال سوريا".
قالت لامار أركندي، الصحفية الكردية، إن أمريكا لا تحمي الشعوب، وإنما تحمي مصالحها فقط التي وجدتها في مناطق الأكراد في سوريا، وذلك لأن أكبر مخزون للنفط في سوريا في آبار موجودة بديرالزور والرقة.
وأضافت "أركندي" في تصريحات خاصة لـ"المواطن"، أن الآبار النفطية تتواجد في الشمال الشرقي تحديدًا في قرى تشوك والسويدية ورميلان، وهي تابعة لمحافظة الحسكة التي تحتوي على جبل كوكب التي تتبع سلسلة جبال سنجار في العراق، والتي تعتبر الموطن الأساسي للايزدي، أما بالنسبة للمخزون الأكبر في مدينة كوباني والتي كانت محتلة من تنظيم داعش، وحررها الأكراد بدعم من التحالف وعلى رأسها أمريكا.
وأكدت أن واشنطن أنشأت قواعد عسكرية في تلك المناطق الإستراتيجية مثل كوباني، ورميلان، والحسكة، وهي 5 قواعد موزعة على طول الشمال السوري، أكبرها في رميلان ومجهزة.
قال مصطفى عبدي، الإعلامي الكردي، إن قوات التحالف الدولي قالتها بوضوح أنها ستبقى في سوريا لدعم قوات سوريا الديمقراطية حتى انتهاء التسوية السورية عبر محادثات "جنيف"، وأنها لن تتركهم يواجهون ثلاث دول بجيوشها وميليشياتها -تركية، ايران، النظام السوري- وأن الخطوة التالية ومابعد داعش ستركز على الجانب الأمني وعودة الاستقرار وقضايا التنمية والخدمات وإعادة الإعمار.
وأكد "عبدي" في تصريحات خاصة لـ"المواطن"، أن التحالف الدولي يعمل وفق الاستراتيجية المحددة أنه لا مكان للنظام وحلفائه في مناطق نفوذ قسد، واستمرار العمل المشترك في مكافحة الإرهاب، والمنطقة ستكون تحت حماية قسد والتحالف الدولي.
وأضاف أن التحالف ولاول مرة تحدث عن عفرين؛ وانه ابلغ تركية أردوغان بمخاطر ومغبة أي خطوة لإثارة حرب على الأكراد فيها؛ شركاء التحالف والقوة الرئيسية على الارض، وانه ملتزم بحرب القاعدة وبقية الميليشيات الشبيهة وهي رسالة واضحة ان المسرحية التركية في إدلب لا تعنيهم.
وأشار إلى أن التصريحات تتوالى وهي ليست منفصلة عن المواقف الروسية، لاسيما بعد تشكيل غرفة تنسيق بينها وي ب ك في ديرالزور؛ وغرفة تنسيق ثانية بين الجيش العراقي وقسد؛ والاتفاق الأخير له أهمية بالغة.