أسرار العلاقات بين جوبا والقاهرة.. ميلاد الإرتباط سبقت إنشاء دولة الجنوب
الأحد 17/ديسمبر/2017 - 06:51 م
سيد مصطفى
طباعة
لم يغفل أبناء وادي النيل أنهم في يوم من الأيام كانوا دولة واحدة، بالرغم من مرور السنوات وتعدد الانفصالات، فيما بين القاهرة والخرطوم وجوبا، وذلك ظهر في إحتواء مصر لإتفاق توحيد الحزب الحاكم لدولة الجنوب، وهي الحركة الشعبية بالقاهرة، لتنزع الستار عن العلاقات العميقة بين جوبا والقاهرة، وتفتح المجال للتساؤل حول إلى أي مدى وصلت تلك العلاقات.
قال عبد الرحمن البشاري، عضو الحركة الشعبية قطاع الشمال، أن الرئيس المصري السابق حسني مبارك، كان له دور كبير في دعم دولة جنوب السودان حتى نشأتها، وكان مستمر في الإتصال مع زعيم الحركة الشعبية الراحل، "جون جارنج"، بل كان جون جارنج يمكنه الإتصال بمبارك في أي وقت، وكان مبارك يستقبله شخصيًا في المطار.
وأكد البشاري في تصريحات خاصة لـ"المواطن"، أن مصر قدمت للحركة الشعبية قبل الإستقلال كل شيء من دعم سياسي واقتصادي، واحتواء للقيادات التابعة للحركة، حتى الدعم العسكري في بعض الأحيان.
قالت سيسيليا المذيعة بالتليفزيون الجنوب سوداني، أن هناك العديد من القيادات الجنوب سودانية من خريجي الجامعات المصرية، وعلى رأسهم دكتور جون جارنج مؤسس دولة جنوب السودان، وكل من وزير الدفاع ووزير الخارجية، ووزيرة الثقافة، ورئيس الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم.
وأكدت سيسيليا أن جرنج كان رسالة الدكتوراه التي حصل عليها عن قناة "جونجلي" التي يمكن أن تحفر في منطقة السدود، وستمد مصر بـ6% إضافية من مياه النيل، ولكنه أوقف المشروع لحين إستفتاء أهل المنطقة، ولضمان عدم حدوث ما حدث مع السودان من نكص للوعود عند إنشاء السد العالي.
وقالت نهلة أناريكو، الصحفية الجنوب سودانية، إن بين مصر وحكومة جنوب السودان روابط عميقة، خاصة في المجالين التعليمي والطبي، في المساعدات الطبية المصرية لا تتوقف في الوصول إلى جنوب السودان، وكان آخرها قافلة وصلت الأسبوع الماضي.
وأكدت أناريكو في تصريحات خاصة لـ" المواطن " أن العيادات والمستشفيات المصرية تتواجد بجنوب السودان، ومنها عيادات بشارع المطار بجوبا.
وبينت أناريكو، أن هناك مواد غذائية مصرية تصل لجنوب السودان، وكان منها مبادرة "من شعب لشعب"، وهي مبادرة شعبية كانت تستهدف إيصال مواد غذائية لشعب الجنوب، كما أنها ألحق بها العديد من الأطباء المصريين.
وأضافت أناريكو أن الجنوبيون يعاملون معاملة طيبة بمصر، وخاصة بالجمعات المصرية، مشيرة إلى وجود تجمع كبيير للجنوب سودانيين بمصر، ووجود روابط وتجمعات لهم فلكل قبيلة بجنوب السودان رابطة بالقاهرة.
وأوضحت سيسيليا أن كل قيادات دولة جنوب السودان يشعرون أن مصر بلدهم الثاني إن لم يكن الأول، لأن بعضهم قضى أكثر من 20 عام في حياته بشوارعها، ويعلمها جيدًا أكثر من جنوب السودان ذاتها، بحكم دراسته بها، وكلهمك يجيدون العربية، ومنهم من يجيد الشعر بالعربية كأتيم جرنج.
قال شوت ألير دينق نائب الملحق الثقافي لسفارة دولة جنوب السودان بالقاهرة، أن مصر تحتضن الطلاب الجنوب سودانيين، والذين وصل عددهم حاليًا لـ7ألف طالب جنوب سوداني يتعلمون بالقاهرة، 120 طالب بالدراسات العليا، والقاهرة تعطي منح لـ 1000-1200 طالب كل عام.
وأكد دينق أن الطلبة الجنوب سودانيين تعاملهم الحكومة المصرية في كثير من الإتجاهات كالطلبة المصريين، وهم لهم تجمعاتهم بالجامعات المصرية ويحيون الكثير من الفعاليات الجنوب سودانية بالفلكلور الوطني لدولة جنوب السودان، مثل قبول الدفعات الجديدة، وتخرج الدفعات، واليوم الوطني، كما أنهم يشاركوا المصريين إحتفالاتهم ويجلسون مع الطلبة المصريين في مدتهم الجامعية.
واضاف دينق أنه إتفق مع شركة إيبيكو المصرية على تدريب طلبة الصيدلة الجنوب سودانيين بمصر، أثتاء دراستهم، ليتم تأهيلهم ككوادر يتم الإستفادة بها فيما بعد في دولة جنوب السودان.
وأضافت سيسيليا أن مصر في عهد الرئيس السيسي تمد دولة جنوب السودان بكل ما تحتاجه، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدولة، مشيرة ‘لى أن مصر إتستضافت مسابقة ملكة جمال جنوب السودان، وسيحضر الختام نائب رئيس الجمهورية تعبان دينكا.
وقال "تام فيز" المستثمر الجنوب سوداني، أن الدواء المصري هو الدواء الأول بالأسواق الجنوب سودانية، وأنه بد|أ بالتعامل مع شركات الأدوية المصرية وخاصة شركتي "إيبيكو" و"ريفا" منذ عام 2012، وذلك لأن مصر وجنوب السودان بينهم تقارب في كل شيئ حتى في الأمراض والمناخ، والدواء المصري أثبت فعاليته في علاج الجنوب سودانيين.
وأكد فيز في تصريحات خاصة لـ" المواطن"أن شركات أدوية عالمية كبيرة خدعت الشعب الجنوب سوداني، لأنهم لم يجدوا المكتوب على العبوات متفق مع المواد بداخل الأدوية، عكس الدواء المصري ذو الفعالية العالية.
وأضاف فيز أنه جاء لمصر لتوقيع عقد توريد مع شركتي إيبيكو وريفا المصريتين، وإستحضاء أدوية للإلتهاب الكبدي الوبائي إيه وبي وسي، وبموجب العقد أصبح وكيل الشركتين في بعض الأدوية التي تعالج أمراض المواطن الجنوب سوداني، موضحًا أنه في المستقبل يمكن أن تفتح مصانع للأدوية المصرية لجنوب السودان.