حوار.. السفير حمدي صالح لـ"المواطن": القاهرة كشفت الجميع في مجلس الأمن.. وهذه أسباب القرار المصري
الأحد 17/ديسمبر/2017 - 09:43 م
أحمد زكي
طباعة
أثار القرار الذي تقدمت به مصر إلى مجلس الأمن الدولي بشأن وضع مدينة القدس في ضوء القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل موجة كبيرة من التساؤلات، حول جدوى القرار المصري، وهل من الممكن أن يحقق أهدافه، أم أن الأمر لن يسير كما تريد القاهرة.
بوابة المواطن الإخبارية حاورت السفير حمدي صالح مساعد وزير الخارجية الأسبق، للإجابة عن التساؤلات التي تشغل بال المواطن العادي فضلًا عن المتابع للشأن الدبلوماسي المصري، وكان لنا هذا الحوار..
كيف ترى التحرك الدبلوماسي المصري في القرار الذي تقدمت به لمجس الأمن؟
القرار بلا شك تحرك ايجابي، يخدم السياسة العامة المصرية والعربية، ويعتبر ضمن الجهود المصرية لحماية مدينة القدس، وسوف يكون له مردود إيجابي على القضية بشكل عام.
هل تستطيع مصر تحقيق تقدم ملموس من القرار ؟
مصر تقدمت بمشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي، يهدف إلى رفض أي قرار فردي أحادي بشأن وضع القدس، والدبلوماسية المصرية حققت هدفها من مشروع القرار الذي تقدمت به إلى مجلس الأمن، حتى من قبل التقدم به، فمصر دولة محورية تشكل قوة كبيرة لا يستهان بها على المستويين العالمي والإقليمي، ولذلك لا تتخذ خطوة عشوائية، ولكن الخطوة مدروسة ومخطط لها.
ما هي الجدوى المرجوة من وراء القرار؟
القرار في المقام الأول يهدف إلى تحقيق 3 أهداف أساسية، حتى وإن لم تتم الموافقة عليه، فالدبلوماسية المصرية تهدف من وراء القرار، أولًا لتسجيل الموقف المصري بشكل علني أمام الجميع لمنع المزايدات، وكذلك لحشد الدعم العالمي وراء قضية القدس وعروبتها، وهو ما يتحقق بمجرد طرح القرار للتصويت.
أما الهدف الثالث من القرار يتم أثناء عملية التصويت عليه، فحينها تتحدد جميع المواقف ويتضح من يوافق على القرار المصري والعربي بشأن القدس، وكذلك الدول التي تمتنع عن التصويت وتتخذ موقفًا سلبيًا، أو الدول الرافضة للقرار والتي تدعم وجهة النظر الأمريكية والإسرائيلية.
كيف تقيم الرد المصري عمومًا على قضية القدس؟
التحرك المصري رصين ومحسوب، ولأن مصر دولة كبيرة وذات ثقل فهي لا تتحرك بشكل عشوائي ولا مندفع أو متهور، ولكن يجب أولًا أن نفرق بين 3 مستويات من التحرك ضد القرار، فالمستوى الأول هو المستوى الشعبي وتجسد في التظاهرات التي خرجت في أنحاء مصر تندد بالقرار، أما المستوى الثاني فهو المستوى الشعبي الرسمي واللمثل في مجلس النواب الذي رفض القرار بشكل قاطع، والمستوى الأخير هو موقف الدولة الرسمي، والذي تجلي في التحركات الدبلوماسية المصرية التي سعت لإفشال القرار والحفاظ على الحقوق العربية في القدس.
كما أن مصر كانت تنادي دومًا بالوحدة بين الدول العربية، وكذلك بين الفصائل الفلسطينية على الأرض وبشكل كامل يضمن توحيد الجهود للوصول إلى الهدف، وذلك نابع من رؤية وطنية تستند إلى أن الوحدة هي السبيل الوحيد لمواجهة أية أخطار خارجية.