أزمة التوريد.. مزارعو قصب السكر ممتنعين والوزارة والنواب يقومون بدور الوسيط
الإثنين 01/يناير/2018 - 09:05 م
إبراهيم أحمد
طباعة
مازلت أزمة توريد قصب السكر تلقى بظلالها على المشهد السياسي في مصر بعد أن رفض المزارعين توريد محاصيلهم لصالح شركات إنتاج السكر، بسبب المقابل المادي، خاصة وأنهم يرغبون في زيادة سعر الانتاج، مما دع مجلس الشعب للتدجل لحل تلك الأزمة، خاصة وأن قصب السكر من أهم المحاصيل الاستراتيجية التى تهم كل مواطن مصر.
وعود وزارة الزراعة
البداية كانت من وزارة الزراعة التى أكدت للمزارعين قبل بدء جني المحصولة أنها تعمل على زيادة سعر الطن إلى 750 جنيها حتى يتناسب مع أرتفاع موجة الأسعار، خاصة وأن سعر الطن في العام الماضي كان بـ 500 جنية، مما منح المزارعين الأمل في تحقيق عائد من هذا المحصول حيث أنه يعتبر من المحاصيل الأشاسة والمكلفة، خاصة بعد تعويم الجنية نظرًا لأرتفاع أسعار المبيدات والأسمدة، فضلًا عن أرتفاع أسعار الغاز الذي يستخدم في ري الأرض، إضافة إلى تكاليف الجني ونقل المحاصيل من الأرض حتي القطارات التي تقوم بتوريد المحصول.
صدمة المواطن
بعد أن منحهم الحكومة الأمل بتصريحات وزير الزراعة، استفاق المزارعين على وهم، بعد أن رفض شركات إنتاج السكر رفع أسعار القصب إلى 1000 جنية فى الطن، مما جعل المزارعين يتفقوا بعدم توريد القصب هذا العام قبل رفع سعره من 800 إلى 1000 جنيه فى الحد الأدنى ورفع الفلاحين مذكر استرشادية إلى مجلس الوزراء ولجنة الزراعة بمجلس النواب لرفع سعر طن القصب إلى ألف جنيه.
وفي هذا السياق يقول أحمد علي صاحب 25 عام أن عدم رفع أسعار توريد قطب السكر يعد ظالم جدا للفلاح، خاصة وأن الفدان يأتي بـ 30 طن فقط خلال المحصول وهو ما لم يتناسب مع كمية الانفاقات عليه خلال فترة الزراعة، خاصة وأنه يحتاج إلى أيدي عمال كثيرة، إضافة إلى مبيدات غالية الثمن، فضلا عن الأسمدة التي يحتاجها.
وأضاف أن غلاء الأسعار يمنع الفلاح من شراء بعض المبيدات وهو ما يؤثر بالسلب على المحصول وعلى الكمية التي يأتي بها، مشيرا إلى أن استمرار الوضع سيجعل المزارعين تهجر أراضيهم بالسفر إلى الخارج.
ويرى رجب الصل، أحد كبار المزارعين بقنا، أن عدم أرتفاع أسعار طن قصب السكر أصاب المزارعين بصدمة كبيرة، خاصة وأن الجميع كان يعقد أمال كبيرة على هذا المحصول، مضيفًا إلى أن كل المبيدات والأسمدة أرتع سعار إلى خمسة أضعاف فين حين أن الشركات ترفض زيادة أسعار الطن إلى ألف جنيه.
أما حسين متولى، فيقول المزارعون ينتظرون الموسم من العام غلى الآخر، خاصة وأن الجميع يؤجل الزيجات طول العام إلى ما بعد جني المحصول، فضلا عن أشياء أخرى كثير، وتساءل بعد ضرب المحصول ماذا يفعل الفلاح؟
الوزارة تدخل وسيط
بعد أن أمتنع المزارعين من توريد القطب هرولت الوزارة لتكون بمثابة الوسيط لحل تلك الأزمة، حيث يقول الدكتور حامد عبدالدايم، المتحدث الرسمي لوزارة الزراعة، بأن الوازة تدخلت من أجل حل هذه الأزمة وتعمل الأن على حلها، مؤكدا أن يتم الآن بحث رفع أسعار توريد قصب السكر والبنجر من المزارعين لصالح شركات إنتاج السكر خلال الساعات المقبلة.
وأضاف أنهم تم رفع مناقشة الأمر مع مجلس الشعب للوصول لحل يرضي جميع الأطراف خاصة وأن مصانع إنتاج السكر عرضت 700 جنيه للطن، بما يتناسب مع تكلف عند التسويق.
أجتماع موسع لحل الأزمة
عقد الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، اجتماعًا مغلقًا، مساء اليوم، بحضور كلا، المهندس مصطفى مدبولى، القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء، والنائب محمد السويدى، رئيس ائتلاف دعم مصر، والنائب هشام الشعينى، رئيس لجنة الزراعة والرى بمجلس النواب، وعلى المصيلحى، وزير التموين، وعبد المنعم البنا، وزير الزراعة، لبحث زيادة أسعار توريد قصب السكر ومحصول البنجر.
ومن جانبة أكد هشام الشعيني، رئيس لجنة الزراعة والري في مجلس النواب، أن الحكومة جادة في رفع سعر توريد طن قصب السكر والبنجر للوقوف إلى جانب الفلاح، مؤكدا أن اجتماع البرلمان والحكومة، كان بمثابة استكمال المفاوضات السابقة.