سوريا.. "جعبة أسرار".. وسيلة إيرانية لاستغلال لاجئي أفغانستان وشيعة باكستان لمصلحتها
الأحد 07/يناير/2018 - 06:59 م
عواطف الوصيف
طباعة
خرج عدد من المسئولين التابعين لإدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للإدلاء بتصريحات تفيد أن حوالى 80% من القوات الداعمة للرئيس السوري بشار الأسد هي قوات من خارج البلاد، مع التأكيد على أن المعدات التي يعتمدون عليها، ويتم تزويدهم بها قادمة من إيران.
إيران وعمليات التجنيد:
اهتمت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية، بالتصريحات التي خرج بها ممثلي الرئيس الأمريكي، لدرجة جعلتها تقوم بما يشبه الدراسة، لتعرف أن جزء كبير من المقاتلين، الذين يحاربون في صفوف الرئيس الأسد ليسوا فقط من شيعة لبنان أو العراق، فيوجد أعداداً كبيرة منهم، ينتمون لجنوب آسيا وخاصة من أفغانستان وباكستان، مما يضيف بعدا جديدا تماما إلى الأزمة السورية، والتي تدخل الآن سنتها السابعة.
سبب اعتماد الأسد على إيران:
ربما ينتاب مخيلتك عزيزي القاريء العديد من التساؤلات لمعرفة سر اعتماد الرئيس بشار الأسد على طهران، لكن الإجابة بسيطة وهي أن هذا النظام واجه الكثير من الإصابات في صفوف مقاتليه، فمنهم من قتل وهناك من أصيب بجراح جراء عمليات القتال، ولتعويض النقص الحاصل في المقاتلين، طلب النظام من إيران مساعدتها في تجنيد المقاتلين.
خفايا وأسرار:
تمكنت "ناشيونال انترست" الأمريكية، بإلقاء الضوء على تصريحات عدد من ممثلي إدارة الرئيس ترامب، أن تشعل مجموعة من الأفكار حول إيران، وربما أصبح من الضروري البحث بقلب جعبة سلسلة من الخفايا لمعرفة، كيف تمكن النفوذ الإيراني من التغلغل بهذه الطريقة في سوريا.
الفاطميون:
تعد إيران، قد تمكنت من استغلال طبيعة الصراع الطائفي في سوريا، لحشد الأفغان الذين يعيشون في إيران كلاجئين، خاصة وأنهم يشكلون حوالي ثلاثة ملايين نسمة، وهذه النسبة الكبيرة تنفذ فقط الأوامر التي تملى عليها، لأنهم في حقيقة الأمر ينتمون لوحدة عسكرية تعرف باسم "لواء الفاطميون"، والتي تقع تحت قيادة وسيطرة الحرس الثوري الإيراني، وبناءًا على أوامر إيران فإن هؤلاء المقاتلين خاضوا للعديد من المعارك الكبيرة في سوريا، في كل من حلب ودرعا ودمشق واللاذقية ومنطقة القلمون، وتشير بعض التقارير إلى أن المئات قد لقوا مصرعهم، ضمن معاركهم في سوريا.
دليل استغلال إيران للاجئين من الأفغان:
ربما تظن عزيزي القاريء أن جملة استغلال إيران للاجئين من الأفغان، مبالغ فيها أو ربما نوع من التجني عليها، ولكن حينما نجد أن مجموعة من اللاجئين لديها من الأفغان، أجبرتهم ظروف القتل على التحول لمرتزقة يقاتلون بدافع المال، وتساعدهم السلطات الإيرانية، على القيام بذلك بقلب دمشق لتحقيق مصالحها وأطماحها بعد تقديم وعود لهم منها تقديم تصاريح الإقامة بشكل قانوني لهم ولأسرهم، فهذا أكبر دليل على أنها استغلتهم، فقط من أجل أطماعهم الشخصية، دون الالتفات لما يمكن أن يحدث لهم، أو العواقب التي من الممكن أن يواجهونها.
الاستغلال باسم الإيمان:
لم يتوقف استغلال إيران للاجئين لديها من الأفغان إلى هذا الحد، فقد عملت السلطات الإيرانية على استغلالهم وإغرائهم للدفاع عن "الأضرحة المقدسة" تحت حجة أن على المؤمنين واجب ديني، لحماية الأضرحة الشيعية، بما في ذلك ضريح السيدة زينب الذي يحظى بشعبية بين صفوف الشيعة، وفي كثير من الحالات يبدو أن معايير التوظيف منخفضة جدا، حتى للمجرمين حصة في القوات المقاتلة، حيث يتم إرسالهم للقتال في الصفوف الأمامية في أغلب الأحيان.
الزينبيون:
لم يقتصر القتال في سوريا على الأفغان فقط ، فإن شيعة باكستان التابعين لوحدة خاصة تابعة لهم، تسمى باسم "لواء زينبيون" وهو ما يمثل تطوراً كبيراً في أعداد الباكستانيين الشيعة، وكانوا في البداية يقاتلوا ضمن ألوية أخرى بشكل دائم خصوصاً أنهم كانوا يفتقرون للأعداد والتدريب ليكونوا فعالين في ساحة المعركة، إلا أنه وبدءا من عام 2013، بدأت أعداد كبيرة من الشيعة الباكستانيين من قبيلة "توري" والذين ينتمون إلى منطقة "كورام" القبلية وعرق "هازاراس" من منطقة "كويتا"، يتوافدون بالتوافد إلى سوريا، تلك الوقائع، التي تزامنت في نفس الوقت تقريبا، مع انتشار مواقع وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، باللغة الأردية تشجع الشيعة الباكستانيين للانضمام للقتال في سوريا.
التهديد الذي يواجه باكستان وأفغانستان:
يتعرض كل من باكستان وأفغانستان ووفقا للعديد من التحليلات في مراكز الأبحاث والجامعات الغربية للتهديد الذي يشكله الجهاديون السنة المنتمين إلى تنظيمي داعش والقاعدة. إلا أن نمو الشبكة الجهادية الشيعية التي تعتمد على أوامر الإيرانيين والمدربة على الأسلحة والحركة التكتيكية وحتى حرب الدبابات يمثل تحدياً كبير بالنسبة للمجتمع الدولي، وعقبة كبرى أمام استقرار الشرق الأوسط.
القلق يحيط بأفغانستان وباكستان:
ربما يتم تدريب "ألوية فاطميون وزينبيون" على القتال فيما يتعلق بالقتال في سوريا، لكن هذا لا ينف أن هناك قلق متزايد من خطورة هؤلاء المسلحين على دولهم الأم في أفغانستان وباكستان، خطر يهدد بانتشار الفوضى ببلدانهم إلا إذا وجدنا إيران وقد قررت الاستفادة منهم وزجهم في أماكن أخرى، لكل تقاتل الجماعات المسلحة مثل العراق واليمن، حيث تسعى طهران لتوسيع نفوذها أمام السعودية في كفاح مستمر من أجل التفوق الإقليمي.
الخلاصة:
ربما يستلزم الإنتباه أنه و عندما يعود هؤلاء المقاتلون المدربون جيداً، مرة أخرى إلى دولهم الأصلية بعد أن تم تضليلهم من قبل إيران وأصبحوا بمثابة شبكة متجانسة إيدلوجياً من الناس، فسيتحولون إلى شبكات عبر وطنية، هدفها الوحيد، هو تعزيز الطموحات الإيرانية القديمة في جنوب آسيا"، وهو ما سيجعل واشنطن وحلفائها من الدول السنية في المنطقة تحاول أن يكون لها دور أكثر فعالية، ومواجهة متماسكة، لاحتواء شبكة التهديد الإيرانية على وجه الخصوص، بما فيها ثقافة الوحدات الشيعية المقاتلة العابرة للحدود.
إيران وعمليات التجنيد:
اهتمت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية، بالتصريحات التي خرج بها ممثلي الرئيس الأمريكي، لدرجة جعلتها تقوم بما يشبه الدراسة، لتعرف أن جزء كبير من المقاتلين، الذين يحاربون في صفوف الرئيس الأسد ليسوا فقط من شيعة لبنان أو العراق، فيوجد أعداداً كبيرة منهم، ينتمون لجنوب آسيا وخاصة من أفغانستان وباكستان، مما يضيف بعدا جديدا تماما إلى الأزمة السورية، والتي تدخل الآن سنتها السابعة.
سبب اعتماد الأسد على إيران:
ربما ينتاب مخيلتك عزيزي القاريء العديد من التساؤلات لمعرفة سر اعتماد الرئيس بشار الأسد على طهران، لكن الإجابة بسيطة وهي أن هذا النظام واجه الكثير من الإصابات في صفوف مقاتليه، فمنهم من قتل وهناك من أصيب بجراح جراء عمليات القتال، ولتعويض النقص الحاصل في المقاتلين، طلب النظام من إيران مساعدتها في تجنيد المقاتلين.
خفايا وأسرار:
تمكنت "ناشيونال انترست" الأمريكية، بإلقاء الضوء على تصريحات عدد من ممثلي إدارة الرئيس ترامب، أن تشعل مجموعة من الأفكار حول إيران، وربما أصبح من الضروري البحث بقلب جعبة سلسلة من الخفايا لمعرفة، كيف تمكن النفوذ الإيراني من التغلغل بهذه الطريقة في سوريا.
الفاطميون:
تعد إيران، قد تمكنت من استغلال طبيعة الصراع الطائفي في سوريا، لحشد الأفغان الذين يعيشون في إيران كلاجئين، خاصة وأنهم يشكلون حوالي ثلاثة ملايين نسمة، وهذه النسبة الكبيرة تنفذ فقط الأوامر التي تملى عليها، لأنهم في حقيقة الأمر ينتمون لوحدة عسكرية تعرف باسم "لواء الفاطميون"، والتي تقع تحت قيادة وسيطرة الحرس الثوري الإيراني، وبناءًا على أوامر إيران فإن هؤلاء المقاتلين خاضوا للعديد من المعارك الكبيرة في سوريا، في كل من حلب ودرعا ودمشق واللاذقية ومنطقة القلمون، وتشير بعض التقارير إلى أن المئات قد لقوا مصرعهم، ضمن معاركهم في سوريا.
دليل استغلال إيران للاجئين من الأفغان:
ربما تظن عزيزي القاريء أن جملة استغلال إيران للاجئين من الأفغان، مبالغ فيها أو ربما نوع من التجني عليها، ولكن حينما نجد أن مجموعة من اللاجئين لديها من الأفغان، أجبرتهم ظروف القتل على التحول لمرتزقة يقاتلون بدافع المال، وتساعدهم السلطات الإيرانية، على القيام بذلك بقلب دمشق لتحقيق مصالحها وأطماحها بعد تقديم وعود لهم منها تقديم تصاريح الإقامة بشكل قانوني لهم ولأسرهم، فهذا أكبر دليل على أنها استغلتهم، فقط من أجل أطماعهم الشخصية، دون الالتفات لما يمكن أن يحدث لهم، أو العواقب التي من الممكن أن يواجهونها.
الاستغلال باسم الإيمان:
لم يتوقف استغلال إيران للاجئين لديها من الأفغان إلى هذا الحد، فقد عملت السلطات الإيرانية على استغلالهم وإغرائهم للدفاع عن "الأضرحة المقدسة" تحت حجة أن على المؤمنين واجب ديني، لحماية الأضرحة الشيعية، بما في ذلك ضريح السيدة زينب الذي يحظى بشعبية بين صفوف الشيعة، وفي كثير من الحالات يبدو أن معايير التوظيف منخفضة جدا، حتى للمجرمين حصة في القوات المقاتلة، حيث يتم إرسالهم للقتال في الصفوف الأمامية في أغلب الأحيان.
الزينبيون:
لم يقتصر القتال في سوريا على الأفغان فقط ، فإن شيعة باكستان التابعين لوحدة خاصة تابعة لهم، تسمى باسم "لواء زينبيون" وهو ما يمثل تطوراً كبيراً في أعداد الباكستانيين الشيعة، وكانوا في البداية يقاتلوا ضمن ألوية أخرى بشكل دائم خصوصاً أنهم كانوا يفتقرون للأعداد والتدريب ليكونوا فعالين في ساحة المعركة، إلا أنه وبدءا من عام 2013، بدأت أعداد كبيرة من الشيعة الباكستانيين من قبيلة "توري" والذين ينتمون إلى منطقة "كورام" القبلية وعرق "هازاراس" من منطقة "كويتا"، يتوافدون بالتوافد إلى سوريا، تلك الوقائع، التي تزامنت في نفس الوقت تقريبا، مع انتشار مواقع وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، باللغة الأردية تشجع الشيعة الباكستانيين للانضمام للقتال في سوريا.
التهديد الذي يواجه باكستان وأفغانستان:
يتعرض كل من باكستان وأفغانستان ووفقا للعديد من التحليلات في مراكز الأبحاث والجامعات الغربية للتهديد الذي يشكله الجهاديون السنة المنتمين إلى تنظيمي داعش والقاعدة. إلا أن نمو الشبكة الجهادية الشيعية التي تعتمد على أوامر الإيرانيين والمدربة على الأسلحة والحركة التكتيكية وحتى حرب الدبابات يمثل تحدياً كبير بالنسبة للمجتمع الدولي، وعقبة كبرى أمام استقرار الشرق الأوسط.
القلق يحيط بأفغانستان وباكستان:
ربما يتم تدريب "ألوية فاطميون وزينبيون" على القتال فيما يتعلق بالقتال في سوريا، لكن هذا لا ينف أن هناك قلق متزايد من خطورة هؤلاء المسلحين على دولهم الأم في أفغانستان وباكستان، خطر يهدد بانتشار الفوضى ببلدانهم إلا إذا وجدنا إيران وقد قررت الاستفادة منهم وزجهم في أماكن أخرى، لكل تقاتل الجماعات المسلحة مثل العراق واليمن، حيث تسعى طهران لتوسيع نفوذها أمام السعودية في كفاح مستمر من أجل التفوق الإقليمي.
الخلاصة:
ربما يستلزم الإنتباه أنه و عندما يعود هؤلاء المقاتلون المدربون جيداً، مرة أخرى إلى دولهم الأصلية بعد أن تم تضليلهم من قبل إيران وأصبحوا بمثابة شبكة متجانسة إيدلوجياً من الناس، فسيتحولون إلى شبكات عبر وطنية، هدفها الوحيد، هو تعزيز الطموحات الإيرانية القديمة في جنوب آسيا"، وهو ما سيجعل واشنطن وحلفائها من الدول السنية في المنطقة تحاول أن يكون لها دور أكثر فعالية، ومواجهة متماسكة، لاحتواء شبكة التهديد الإيرانية على وجه الخصوص، بما فيها ثقافة الوحدات الشيعية المقاتلة العابرة للحدود.