الأهالي: نحلم بهواء نظيف ونقطة مياه للشرب
كارثة كبرى تدق ناقوس الخطر..على حياة الإنسان والنبات والحيوان في منطقة أبو زعبل، بسبب وجود مصنع يقتل الناس جهارًا نهارًا.." بوابة المواطن" تقتحم ابواب مصنع الموت، ويستمع لشكاوى الأهالى بمنطقة أبو زعبل لرصد حقيقة الخطر الداهم الذي يتربص بالمواطنين في عقر دارهم..
باتت كافة شكاوي المواطنين التي امتلأت بها صفحات الجرائد على مدار سنوات طويلة، وساعات البث التليفزيوني لسنوات، في طي النسيان، لا أحد يستجيب لها حتى وزارة البيئة تقف عاجزة تمامًا أمام مالكي " مصانع الموت".
" بوابة المواطن" رصدت معاناة قرية أبو زعبل، البلد الذي أشتهر بصفاء جوها ونقاء هوائها، لكن سرعان ما تحول هذا الصفاء إلي تلوث، والسبب تواجد مصانع تعمدت مخالفة كافة معايير البيئة، ومنهم بطل تقريرنا " مصنع أبو زعبل للأسمدة والمواد الكيماوية"، الذي يقع مباشرة على طريق "القاهرة – بلبيس" الزراعي، وعلى الضفة الأخرى المقابلة للمصنع تقع عزبة الباشا، ويتسبب المصنع من تٌزكم أنف كل المارين بالمنطقة بسبب الرائحة النفاذة، فضلا عن افتراش الأرض على جانبي الطريق بحبات صفراء من أثر السماد الذي ينتجه المصنع.
"المواطن" ذهبت إلى عزبة شكري التابعة للوحدة المحلية بأبو زعبل، والملاصقة لمصنع السماد للتعرف على معاناة الأهالي من جراء انبعاثات وأضرار تلك المصانع القاتلة عليهم.
وعلمنا من الاهالى أن المصنع ينتج الفوسفات والأسمدة أحادي سوبر فوسفات، فوسفات ثنائى الكالسيوم، وحمض الفوسفوريك، وحمض الكبريتيك، بالإضافة إلى كل هذا تصاعد الأدخنة والانبعاثات الضارة التى تغطي سماء المنطقة بأكملها، وذلك بدون أى فلاتر او إجراءات وقائية، هذا بخلاف صرف مخلفات المصنع التى تلقى فى ترعة الإسماعيلية فلم يكتفي القائمين على المصنع من التسبب في موت الإنسان فقط ولكن فهم يقضوا على حياة أى كائن حى موجود بالمنطقة.
وتوجهنا إلى الضفة الأخرى من ترعة الإسماعيلية وفي المكان المقابل للمبني الإداري لمصنع السماد هناك مصنع آخر لا يقل خطورة وتلوث عن مصنع الأسمدة ألا وهو "شركة الشبة المصرية" والتي حين تلتفت إليها تجد عددا من المداخن العالية يتصاعد منها دخان أبيض كثيف وملوث يستنشقه المواطنين المحيطين بالمصنع ويفتك بأجسادهم.
يقول "تامر أمين" أحد الأهالي أن كل أحلامهم هي استنشاق هواء نظيف ونقطة مياه صالحة للشرب وحياة كريمة ولكن لا أحد من المسئولين يستجيب لذلك، فالأشجار قد ماتت والحيوانات نفقت وأصبح دخان المصانع الأبيض المخلوط بالسواد هو عنوانهم، وأصبح المرض والالتهاب الرئوي وحساسية الصدر والربو هي الأمراض التي تسكن أجسادهم، وذلك لوجود مصنع أسمدة أبو زعبل بالقرب منهم.
ويضيف "سيد جاد الله" بأن هذا المصنع دمر حياة البشر ودمر الزراعة ويهدد نحو ما يقرب من مليون مواطن يعيشون بالقرى والعزب القريبة منه، مشيرًا بأن هذا المصنع يعد كارثة كبرى تتربص بالإنسان والنبات والحيوان في منطقة أبو زعبل والقرى التابعة لها.
وأوضح "رامي الشهاوي" بأن مصنع أسمدة أبو زعبل، ومصنع الشبة، لم تتخذ الحكومة أي إجراءات لوقف التلوث الناتج عنهما، علمًا بأن هذان المصنعان كانا سببًا رئيسيًا لإنتشار العديد من الأمراض الصدرية والفشل الكلوي بين الأهالي، فضلًا عن موت أشجار النخيل بجوار المصنع والتي لم تعد تثمر وحتى المحاصيل الزراعية التي يصلها دخان وسموم تلك المصانع أصبحت ثمارها تتساقط على الأرض، مضيفًا بأن اللون الأبيض أصبح يكسو كل المنطقة المحيطة بالأشجار والتي شاء حظها السئ أن تتواجد بجوار أسوار المصنع.
فيما إستغاث أهالي أبو زعبل والقرى المحيطة بها، برئيس الوزراء، ومحافظ القليوبية، بنقل تلك المصانع إلى خارج القرية حفاظًا على صحة المواطنين وأطفالهم التي تتعرض كل يوم للموت المفاجئ بسبب التلوث الناتج عن هذان المصنعان.
يذكر أن التقارير الرسمية قد كشفت بأن 80% من عمال شركة أبو زعبل للأسمدة والمواد الكيماوية يعانون من الفشل الكلوي وأن الضرر لم يقتصر على العمال فقط بل أمتد إلى سكان القرى القريبة من المصنع، وأن هذا المصنع تسبب في إتلاف المياه الجوفية للقرى المحيطة به لما فيه من مواسير داخلية تنقل التلوث إلى المياه الجوفية، بالإضافة إلى الأمراض الصدرية التي تسببها عوادم وأدخنة المصانع، كما يؤدي إلى تلوث المياه بترعة الإسماعيلية والتي تروي العديد من الأراضي الزراعية.
وكذلك مصنع الشبة المصرية والذي يقوم بتصريف الكبريت إلى ترعة الإسماعيلية، كما تسبب مصنع الشبة في تدمير عدد من الأراضي الزراعية الخصبة والتي تقدر بحوالي 1360 فدان، كما تسبب أيضًا في آنتشار الأمراض الجلدية وأمراض حساسية الصدر وإرتفاع نسبة الإصابة بسرطان الدم بين الأطفال بسبب الأدخنه السامة الناتجه عنه.