بعد تحريم داعية سلفي لـ "الشات" بين الرجل والمرأة.. الأزهر: حلال ولكن..!
الثلاثاء 23/يناير/2018 - 07:32 م
عبده أحمد عطا
طباعة
ما بين الحين والآخر، يثير بعض مشايخ السلفية الفتن داخل المجتمع المصري، مستهدفين من وراء ذلك تشكيك الناس فى عقائدهم، من خلال نشر انحرافاتهم الفكرية التي تحرم ما أحله الله، والتي كان آخرها تحريم الداعية السلفي سامح عبد الحميد، مراسلة المرأة للرجل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفع بعض الإعلاميين إلى استضافته ومناقشته في هذا الرأي في حضور عدد من أصحاب الآراء المعتدلة، مثل الدكتورة عبير سليمان، رئيس مؤسسة التميز ضد المرأة.
واستند الداعية السلفي فى تحليل فتواه إلى المنطق قائلاً "الحديث بين الرجل والمرأة ليس في الشأن العام، كالسياسة أو أمور الدين، بل في الحياة اليومية للرجل والمرأة"، مفسرًا ذلك بقوله "انتي عملتي ايه النهارده في البيت، روحتي فين وجيتي منين" على حد قوله.
لم يقتصر الداعية السلفي فى فتواه المبنية على الأوهام والتخمينات إلى هذا الحد، بل تطرق إلى أشياء أخرى تعد هي الأكثر غرابة، وهو ضغط المرأة على علامات الإعجاب المدونة أسفل المنشور، لا سيما لو كانت التي تضغط على هذه العلامات إمرأة، مفسرًا ذلك قائلًا: "الراجل بيفكر أنها طالما حطت لايك أو كومنت على البوست يبقى بتحبه ومن هنا تيجي المشكلة".
فى السياق ذاته، علق الدكتور أحمد عيد، أستاذ الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، على فتوى تحريم "الشات" قائلاً " الفيسبوك والماسنجر والشات أدوات حديثه، الكل يتواصل من خلالها لكن فى حدود المعاملات، وتحريمها ليس صحيح لأنه لا يوجد نص صريح يقول ذلك".
وأكد "عيد" لـ "بوابة المواطن الإخبارية"، أن أي شيء في الكون يمكن توظيفه فى الإطار المخصص له توظيفا صحيحيًا، إذا أراد الشخص ذلك، ولا يمكن لنا أن نشدد على الناس ونقول لهم هذا حلال وذاك حرام".
وأعرب "عيد" عن أسفه من مثل هذه التصريحات الذي يعتبرها مثيرة للرأي العام، ومضيعة لوقت الناس، مطالبا الداعية السلفي، بأن يستغل هذا الوقت فى أمر يفيد الناس طالما يريد أن ينصحهم ويرشدهم إلى الطريق الصحيح، بدل من التشديد عليهم على حد قوله.
وفى السياق ذاته أكدت الدكتورة هناء السيد، أستاذ الإعلام جامعة المنوفية، أن المرأة على وعي بما يجري حولها وليست بصدد فتوي كهذه، مشيرة إلى أن هذا الكلام عبثي ما انزل الله به من سلطان، مطالبة القنوات الفضائية بعدم استضافة هؤلاء الناس لعدم تشتيت الناس، وإشغالهم بأمور لا تغني ولا تسمن من جوع.
وأكدت أستاذ الإعلام، أن التعارف بين الشاب والفتاة إذا كان فى حدود الإحترام والأخلاق فلا بأس، مستشهده بحالات بشباب قاموا بالزواج عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدة علي أن هناك أيضا علاقات خارج إطار النسق الإجتماعي، وهذا لا نشجعه.
ومن جانبه أصدرت دار الإفتاء المصرية، فتوي تبيح تحدث الرجل مع المرأة فى الضرورات، وبعد العادات والتقاليد المتعارف عليها، إلا أنها أكدت على أن هناك بعض المواقع المخصصة لإقامة علاقات غير شرعية بين الشباب والفتيات، فحرمت التواصل خلال هذه المواقع صيانة لهم من الوقوع فيما حرم الله.