أم رمضان.. قصة شقاء يومية تبدأ من كيس مناديل
الإثنين 05/فبراير/2018 - 08:17 م
سارة منصور
طباعة
بائعة مناديل: لا أطلب من الدولة شيئا سوى الستر..
بالوجه أخاديد حفرها الزمن والشقاء.. واليد ذابلة ممتدة لطلب الرزق، هزيلة الجسم ضعيفة الرؤية، لا تطلب من الدنيا شيء سوى المأوى والطعام الذي تسعى إليه كل يوم بدلاً من مد يدها للغير.
خارج حدود المنطق تجلس هي، أمامها بضعة مناديل وكبريت وما شابه، تصبو لبضعة جنيهات تجمعها في اليوم إذا حن عليها المارة، وإذا لم يفعلوا تغادر كما أتت في انتظار يوم جديد ربما يحمل في طياته السعادة كما يربو الجميع.
تدعى "أم رمضان"، بائعة المناديل، تجلس أسفل سلالم مترو الجيزة لطلب الرزق، من الوهلة الأولى تشعر أنها في الثمانين من عمرها أو ربما التسعين، لتصدمك هي بأنها لم تبلغ الخمسين بعد، وأنها تجلس هنا منذ عشرون عامًا وأكثر.
من هنا التقطتها عدسة "بوابة المواطن"، لسؤالها عن السبب الذي جعلها تجلس في البرد في ساعات الصباح الأولى لتجيب "زوجي متوفي منذ زمن ولي منه ولد وبنت، ليس لنا سند إلا الله.. لا أهل ولا أقارب، ولم أطلب من الدولة معاشًا، بل كنت أخرج يوميًا منذ عشرين عاما بصحبة أطفالي لطلب الرزق المتمثل في بيع علب المناديل الموجودة أمامي، فإذا أتى الرزق غادرت وإذا لم يأتي أظل جالسة حتى أجمع قوت أطفالي ثم أذهب".
وعن السبب وراء عدم طلب المعاش تقوم بائعة المناديل: "حاولت أكثر من مرة أن أقدم لطلب المعاش، ولكن كثرة الأوراق المطلوبة مني جعلتني أتوقف لعدم امتلاكي الوقت لاستخراج كافة الأوراق المطلوبة"، مشيرة إلى أن نجلها هو فتى بالمرحلة الإعدادية يعمل بالإجازات ولا تطلب منه أكثر من ذلك لرغبتها في أن يضع اهتمامه بالدراسة.
واختتمت "أم رمضان" كلماتها قائلة: "أنا لا أطلب من الدولة شيئًا ولا حتى كشك لعدم قدرتى على حمايته من البلطجية.. كل ما أرجوه أن يصرف أنظار شواذ المراهقين عنى الذي لا يتركوني آتية أو ذاهبة إلا وسبوني وسخروا من هيئتي، داعية الله أن يحفظ لها أولادها وأن يرزقها قوت يومها دون عراقيل".
بالوجه أخاديد حفرها الزمن والشقاء.. واليد ذابلة ممتدة لطلب الرزق، هزيلة الجسم ضعيفة الرؤية، لا تطلب من الدنيا شيء سوى المأوى والطعام الذي تسعى إليه كل يوم بدلاً من مد يدها للغير.
خارج حدود المنطق تجلس هي، أمامها بضعة مناديل وكبريت وما شابه، تصبو لبضعة جنيهات تجمعها في اليوم إذا حن عليها المارة، وإذا لم يفعلوا تغادر كما أتت في انتظار يوم جديد ربما يحمل في طياته السعادة كما يربو الجميع.
تدعى "أم رمضان"، بائعة المناديل، تجلس أسفل سلالم مترو الجيزة لطلب الرزق، من الوهلة الأولى تشعر أنها في الثمانين من عمرها أو ربما التسعين، لتصدمك هي بأنها لم تبلغ الخمسين بعد، وأنها تجلس هنا منذ عشرون عامًا وأكثر.
من هنا التقطتها عدسة "بوابة المواطن"، لسؤالها عن السبب الذي جعلها تجلس في البرد في ساعات الصباح الأولى لتجيب "زوجي متوفي منذ زمن ولي منه ولد وبنت، ليس لنا سند إلا الله.. لا أهل ولا أقارب، ولم أطلب من الدولة معاشًا، بل كنت أخرج يوميًا منذ عشرين عاما بصحبة أطفالي لطلب الرزق المتمثل في بيع علب المناديل الموجودة أمامي، فإذا أتى الرزق غادرت وإذا لم يأتي أظل جالسة حتى أجمع قوت أطفالي ثم أذهب".
وعن السبب وراء عدم طلب المعاش تقوم بائعة المناديل: "حاولت أكثر من مرة أن أقدم لطلب المعاش، ولكن كثرة الأوراق المطلوبة مني جعلتني أتوقف لعدم امتلاكي الوقت لاستخراج كافة الأوراق المطلوبة"، مشيرة إلى أن نجلها هو فتى بالمرحلة الإعدادية يعمل بالإجازات ولا تطلب منه أكثر من ذلك لرغبتها في أن يضع اهتمامه بالدراسة.
واختتمت "أم رمضان" كلماتها قائلة: "أنا لا أطلب من الدولة شيئًا ولا حتى كشك لعدم قدرتى على حمايته من البلطجية.. كل ما أرجوه أن يصرف أنظار شواذ المراهقين عنى الذي لا يتركوني آتية أو ذاهبة إلا وسبوني وسخروا من هيئتي، داعية الله أن يحفظ لها أولادها وأن يرزقها قوت يومها دون عراقيل".