بدأ العد التنازلي لاختيار رئيس مصر 2018، ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، تطرح العديد من القضايا السياسية نفسها علي الساحة، تلك القضايا التي تم فتحها من قبل ولم يتم غلقها إلى الآن.

ولعل جميع المؤشرات تبيّن أن الرئيس السيسي هو الرئيس القادم، مع ضعف خصمه أمام الشعبية الساحقة التي اكتسبها السيسي خلال الفترة الماضية.

ملف سد النهضة..

يعتبر سد النهضة هو أبرز الملفات المطروحة أمام الرئيس، والذي حملها على عاتقه خلال الفترة الماضية ولم يغلق بعد.

فالرئيس السيسي خلال فترته الرئاسية قام بـ 4 زيارات لأثيوبيا لحل الأزمة، كما دشن قمة ثلاثية خلال الفترة الماضية، ففي 30 يناير 2015، زار الرئيس العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في إطار خطته لاستعادة دور مصر وتفعيل مكانتها في المنطقة الأفريقية وتبعها بزيارة أخرى في 30 يناير 2016، لحضور القمة 26 الأفريقية في إطار تأكيد استمرار تعاون مصر مع الدول الأفريقية، كما زارها في 29 يناير من العام الماضي، للمشاركة في الدورة رقم 28 لقمة رؤساء الدول والحكومات للاتحاد الأفريقي، وعُقدت هذه القمة تحت شعار موضوعها الأساسي"تسخير العائد الديموغرافي من خلال الاستثمار في الشباب".

وخلال كافة زياراته، يُشدد الرئيس دومًا على أهمية الأمن المائي لأكبر دولة عربية وهي مصر، من حيث عدد السكان وكونه جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، وتأتي آخر جهوده في الدعوة لإجتماع رباعى وزاري بين وزيري الخارجية والمخابرات أيضًا لحل الأزمة.

ملف الإرهاب..

خطى الجيش المصري خطوات واسعة في ذلك الملف، خاصة في منطقة سيناء، ولكن مصر لم تخلو من الهجمات الإرهابية منذ خلع المحظورة من الحكم، وشهد عام 2017 العديد من الحوادث الإرهابية، التي تعد الأعنف في تاريخ مصر، أبرزها الهجوم على مسجد الروضة الذي وقع في السابع والعشرين من نوفمبر 2017 والذي يمثل أعنف حادث إرهابي وقع في مصر.

لذا يقوم الرئيس السيسي خلال كافة لقائاته بالتحدث بلهجة صارمة للجماعة الإرهابية، كما يقوم بتعزيز الإمدادات العسكرية للجيش.

السيسي والإقتصاد..

عانت مصر مع الملف الاقتصادي لأعوام، وخاصة خلال فترة حكم الرئيس السيسي أن حجم المشكلات الاقتصادية أكبر من أن تُحَل َ في عام واحد، خاصة بعد معاناة شديدة، امتدت لأكثر من أربع سنوات متصلة، عاشت فيها البلادُ حالةً من الفوضى السياسية، والانفلات الأمني، ووقف الإنتاج، وزيادة المظاهرات والاعتصامات الفئوية، والإضراب عن العمل، منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011، التي أطاحت بنظام مبارك، بعد ثلاثة عقود، عانى خلالها معظم المصريين من ويلات الفقر والمرض والجهل.

ومن أبرز الجهود التي قام بها الرئيس، قانون بتطبيق الحد الأقصى للدخل، على نفسه، وعلى الجميع بلا استثناء، وتم تطبيقه بالفعل على الجميع، اعتبارًا من أول يوليو 2014، كما زاد الإحتياطي الأجنبي، فضلًا عن النجاح الكبير الذي حققه المؤتمر الاقتصادي لدعم الإستثمار.

وعلى الرغم من كافة الجهود التي قام بها الرئيس في هذا الملف، تبقى هناك العديد من التحديات، منها غلاء الأسعار بعد الفجوة التي أحدثها تعويم الجنيه بينه وبين الدولار، فضلاً عن المزيد من التعاون الاستثماري لحل أزمة البطالة.

السيسي وملف الصحة..

 لعل أبرز جهود السيسي في ملف الصحة يأتي في إنعاش قانون التأمين الصحى الشامل بعد 20 عاما من المناقشات، لتقضى بقانونها الجديد على سوء المنظومة الصحية في مصر ومعاناة المواطنين في الحصول على الخدمات الطبية بالمستشفيات الحكومية، وسط ارتفاع تكاليف المستشفيات الخاصة.

يأتي مشروع التأمين الصحي الذي وافق عليه البرلمان بمثابة رعاية صحية شاملة للمواطن، الذي يغطي علاج جميع الأمراض نظير اشتراكات شهرية يدفعها، ومساهمات منه نظير حصوله على الخدمة، ولكن المشروع تم تطبيقه في محافظات دون الأخرى لعدم استعداد كافة المستشفيات لتطبيق مثل تلك المشاريع الإصلاحية.

السيسي ومحدودي الدخل..

"أصبروا على مصر" و"بكرة تشوفوا مصر" هى أبرز العبارات التي يرددها الرئيس خلال خطاباته واعدًا محدودي الدخل، بغدٍ أفضل بعد عبور المشكلات الاقتصادية التي خلفتها مصر لأعوام.