"بوابة المواطن" تفتح الملف| الوفد يقود الحراك السياسي.. والمحافظين والمصريين الأحرار يعلنون العصيان

الخميس 08/فبراير/2018 - 06:11 م

اسراء امام

محاولة جديدة يقودها حزب الوفد لتوحيد القوى الحزبية تحت مظلة واحدة، لكن على ما يبدو أنها لن تكتمل في ظل إعلان الأحزاب واحد تلو الأخر رفض الاندماج، دافعين في ذلك بعدد من المبررات التي يغلب عليها طابع المصلحة الخاصة.

فلم تستجب الأحزاب للدعوة التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي في "منتدى شباب العالم"، الذي عُقد بداية نوفمبر الماضي في شرم الشيخ، بشأن الاندماج في محاولة لإصلاح المشهد المرتبك، واستمرت في ضبابية المشهد المسيطر على الحياة السياسية.

وحاليًا، دعا السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، جميع الأحزاب إلى عقد مؤتمر عاجل يوم السبت القادم، من أجل مبادرة دعم الأحزاب السياسية في مصر، ليرفض حزب "المصريين الأحرار" الدعوة، بالإضافة إلى عزوف حزب "المحافظين"عن فكرة الاندماج مع التحالف الذي يدعو إليه "الوفد".

معظم الأحزاب "كرتونية"..

قال ياسر قورة، مساعد رئيس حزب الوفد للشؤون البرلمانية والسياسية، إن تبنى الحزب الاندماج بين الأحزاب والقوى السياسية، يهدف إلى تدعيم النظام السياسي للدولة الذي يؤسس على التعددية الحزبية وأحزاب قوية بالفعل، مشيرًا إلى أنه لابد من تأسيس تشريعات تعطي فرصة أكبر لتمثيل الأحزاب بالمجالس النيابية والمحلية إلى جانب مساعي القوى الحزبية.

وأضاف "قورة"، في تصريحات خاصة لـ"بوابة المواطن"، أن الحديث عن وجود 104 حزب سياسي خداع للمواطن، لأن معظم تلك الأحزاب كرتونية تكتفي بمقراتها فقط ولا تمارس أي نشاط فعال في الحياة السياسية، موضحًا أن نجاح الفكرة قائم على توحد ايدلوجيات الأحزاب.

وتابع مساعد رئيس حزب الوفد، "عدد الأحزاب الممثلة تحت قبة البرلمان 19 حزب، والقليل منها له دور فعال، لذا أصبح الاندماج ضرورة لتنظيم المشهد السياسي".

لن ندخل في اندماجات مع "الوفد"..

أكد بلال حبش، عضو المكتب السياسي لحزب المصريين الأحرار، أن الدعوة التي يتبناها حزب الوفد للاندماج، جيدة بالنسبة للأحزاب الصغيرة الغير ممثلة بالبرلمان، فضلًا عن أنها تتفق مع مبادئ واتجاهات الحزب، مشيرًا إلى أن المصريين الأحرار لن يدخل في أي اندماجات مع الوفد لتعارض الايدلوجيات بين الحزبين.

وأضاف "حبش"، في تصريح خاص لـ"بوابة المواطن"، أن الأحزاب التي تواجه مشكلة في التنظيم والتواصل مع الشارع في حاجة ماسة إلى الاندماج، أما التي تملك هيئات برلمانية وممثلين في البرلمان وانتشار واسع في الشارع، لا تحتاج لذلك.

وطالب عضو المكتب السياسي بالمصريين الأحرار، الأحزاب بالتركيز على معركة الانتخابات الرئاسية وتأجيل دعوات الانضمام بعد انتهاء الماراثون الانتخابي، مشيرًا إلى دعم الحزب للفكرة، ولانضمام الأحزاب الصغيرة، ولكن في وقت آخر.

العمل السياسي المصري يتطلب خريطة محددة الملامح

قال مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربى للدراسات السياسية، إن العمل السياسي في مصر يحتاج إلى خريطة محددة الملامح يسير عليها الأحزاب، مضيفًا أن فكرة دمج الأحزاب في كيان واحد تتوقف على رغبة القيادات الحزبية، وإعلاء المصلحة العامة على المصالح الشخصية؛ لأن تعارض المصالح هو السبب في فشل كل الجهود السابقة.

ونوه "غباشي"، في تصريح خاص لـ"بوابة المواطن"، إلى أن الطابع الليبرالي هو المسيطر على الأحزاب حاليًا، في حين اختفى الاتجاه الاشتراكي، مشيرًا إلى أن اندماج الأحزاب يقوم على دمج البرامج من حيث الاتجاهات المشتركة، فضلًا عن وضع تصور للهيكل التنظيمي، لأن معظم الأحزاب تبحث عما يبرزها فقط، وجمعيها متعارضة وفقًا للمصالح التي يبحث عنها كلًا منهم.

ولفت نائب رئيس المركز العربى للدراسات السياسية، إلى أن الأحزاب منشغلة بشكل كبير بمشاكلها الداخلية وبالتنافس والصراع على الزعامة.