طارق الخولي في حوار مثير لـ"بوابة المواطن": السيسي تَوصل لحلول جذرية في ملف سد النهضة.. ونسعى لحشد دولي ضد قطر
الخميس 15/فبراير/2018 - 09:45 ص
حوار: شروق أيمن _ عدسة: محمود الدايح
طباعة
*قوى إقليمية ووسائل إعلام مصرية ساعدت في زيادة التوتر بين مصر والسودان وإثيوبيا
*السيسي استطاع أن يتوصل إلى حلول جذرية في ملف سد النهضة *اختيار مصر ضمن اللجنة التنفيذية لاتحاد البرلمان الدولي "أعظم إنجازات" الدبلوماسية البرلمانية
*وقفة دولية ضد قطر باعتبارها دولة داعمة للإرهاب
مثال يُحتذى به في الوطنية، أحد كوادر ثورتي 25 يناير و30 يونيو، دائمًا ما يحرص على مصلحة وطنه ولا يعارض من أجل المعارضة، بل كان له هدف سامٍ تجاه وطنه مصر، للنهوض بها إلى مستقبل أفضل.
يعد البرلماني طارق الخولي، عضو لجنة العفو الرئاسي، أحد كوادر ثورتي مصر المجيدتين، والذي آثر السير في العمل السياسي من طرقه المشروعة وليس محاولة القفز على المناصب كما يسعى نشطاء السبوبة.
وعن أداء الرئيس السيسي، ودعوات مقاطعة الانتخابات، وأعمال لجنة العفو الرئاسي، تحدث طارق الخولي أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، وعضو لجنة العفو الرئاسي، في حوار مثير لـ"بوابة المواطن"، فإلى الجزء الأول من نص الحوار..
في البداية، ما تقييمك لزيارات الرئيس السيسي لعمان والإمارات وإثيوبيا في الفترة الأخيرة؟
زيارة إثيوبيا كانت لها أثار إيجابية كثيرة، رأينا التوترات التي حدثت خلال الفترة الماضية بين مصر والجانبين الإثيوبي والسوداني، وكان هناك تصعيد في بعض وسائل الإعلام، فضلًا عن وجود بعض الأطراف الإقليمية الدولية التي كانت تحاول أن تصعد بشكل أو بأخر.
أعتقد أن الزيارة الرئاسية أدت لإحباط كثير مما كان يحاك لتدمير ورفع حالة التوتر بين الجانب المصري والجانبين السوداني والإثيوبي، وكان هناك دفع في بعض وسائل الإعلام المصرية في إحداث توترات سياسية وامتدت إلى وجود توترات عسكرية، نحن رأينا ما نشر في بعض وسائل الإعلام من وجود حشد عسكري سوداني على الحدود مع إريتريا لصد ما تم الادعاء به عن وجود قوات مصرية هناك، وتلك محاولات للدفع نحو وجود توترات عسكرية.
الرئيس السيسي استطاع أن يفوت الفرصة على كل القوى الإقليمية والدولية المتربصة بالعلاقات المصرية الإثيوبية السودانية، وهذا يجدد الأمل في إمكانية وجود حل نهائي فيما يتعلق بملف سد النهضة بالحلول الدبلوماسية والسياسية، نحن نرى نتائج الزيارات تتبلور في اجتماع مرتقب بين وزراء الخارجية ورؤساء مخابرات كل من مصر وإثيوبيا في مسعى لوضع تصور للحل النهائي فيما يتعلق بهذه القضية.
أما زيارة عمان، فتأتي في إطار توطيد العلاقات المصرية العربية مع أشقائها، لاسيما أن عمان لها علاقات طويلة وممتدة مع مصر، كما تأتي الزيارة أيضًا لتدعيم العلاقات على المستوى السياسي والاقتصادي، وأعتقد أن هناك نتائج مهمة أسفر عنها هذا اللقاء التاريخي سواء كان في تدعيم الرؤى السياسية أو فيما يتعلق بالاتفاقيات الاقتصادية والتبادل التجاري وزيادة الاستثمارات بين الجانبين.
ملف سد النهضة.. الرئيس السيسي بعث رسالة للمصريين مضمونها "اطمنوا"، باعتقادك ما الذي تم بشأن هذا الملف؟
أعتقد أن الرئيس استطاع أن يتوصل إلى حلول جذرية فيما يتعلق بملف سد النهضة، وكان يبعث رسالة طمأنة لمواجهة عمليات التخويف التي تمت خلال الفترة الماضية من بعض وسائل الإعلام المصرية والعالمية، ورفع سقف التوترات، فتلك الرسالة مبعثها أنه توصل لحل سياسي ما، وهذا الحل وضع له سقف زمني محدد، ورسالة الطمأنة لأن هذا متعلق بالمياه ونهر النيل الذي يُعد الحياة بالنسبة للمصريين، وبالتالي عندما توصل الرئيس إلى حلول سياسية أعطى رسالة طمأنة للشعب لأن هذا أمر متعلق بحياة الشعب وبمصيره.
اهتم الرئيس في الفترة الأخيرة بزيارة دول الخليج وأفريقيا، ما الذي يسعى إليه من خلال هذا الاهتمام؟
أكثر الزيارات الخارجية التي تمت من الرئيس السيسي للخارج كانت للدول الأفريقية، وهذا يعطي رسالة أن مصر تحاول استعادة مكانتها في أفريقيا مرة أخرى، وبعد عدد من السنوات طال كان هناك إهمال مصري للعلاقات مع الجانب الإفريقي، ولكن من بعد تولي الرئيس السيسي كان هناك مسعى لاستعادة العلاقات المصرية الأفريقية إلى سابق عهدها، ولأن الغياب المصري عن الساحة الإفريقية أدى إلى الإضرار بالأمن القومي المصري.
وأعظم ما تبلور في التأكيد على فكرة الإضرار بالمصالح المصرية هو ملف سد النهضة، الذي أدى لسنوات من الإهمال في التعامل مع الملف الإفريقي، فمصر تعطى له أولوية كما تؤكد دائمًا على اعتزازها بالانتماء الإفريقي، حيث لأول مرة رئيس الجمهورية يحضر كل القمم الإفريقية بعد ما كان هناك غياب في الحضور على المستوى الرئاسي لكل القمم الإفريقية على مدار عشرات السنوات، وهذه دلالات تعطي انطباعا بأن جزءا من الاهتمام الشديد من الجانب المصري هي السياسيات الخارجية بإفريقيا.
وبالنسبة للجانب العربي أيضًا، مصر دائمًا ما تحرص على تواجد الرؤى السياسية وتدعيم العلاقات الاقتصادية مع الدول العربية، ورأينا وجود تنسيق مصري مع المجموعات العربية في المحافل الدولية في مختلف القضايا، فضلًا عن توحيد الرؤى العربية إزاء القضايا الرئيسية، وأكثر دلالات هذه العلاقات وتطوراتها هو ما تم في قرار القدس.
مصر تقدمت بقرار في الأمم المتحدة، وكان هناك دعم عربي كبير جدًا لهذا القرار، بالإضافة إلى مساندة الدور المصري في المحافل الدولية، والتنسيق الذي تم بين الرباعي العربي ومواجهة الدول الداعمة للإرهاب، وأيضًا كان هناك تنسيق على أعلى مستوى من الناحية السياسية والدبلوماسية لمواجهة الدول الداعمة للإرهاب خلال الفترة السابقة.
أعتقد أن الرئيس استطاع أن يتوصل إلى حلول جذرية فيما يتعلق بملف سد النهضة، وكان يبعث رسالة طمأنة لمواجهة عمليات التخويف التي تمت خلال الفترة الماضية من بعض وسائل الإعلام المصرية والعالمية، ورفع سقف التوترات، فتلك الرسالة مبعثها أنه توصل لحل سياسي ما، وهذا الحل وضع له سقف زمني محدد، ورسالة الطمأنة لأن هذا متعلق بالمياه ونهر النيل الذي يُعد الحياة بالنسبة للمصريين، وبالتالي عندما توصل الرئيس إلى حلول سياسية أعطى رسالة طمأنة للشعب لأن هذا أمر متعلق بحياة الشعب وبمصيره.
اهتم الرئيس في الفترة الأخيرة بزيارة دول الخليج وأفريقيا، ما الذي يسعى إليه من خلال هذا الاهتمام؟
أكثر الزيارات الخارجية التي تمت من الرئيس السيسي للخارج كانت للدول الأفريقية، وهذا يعطي رسالة أن مصر تحاول استعادة مكانتها في أفريقيا مرة أخرى، وبعد عدد من السنوات طال كان هناك إهمال مصري للعلاقات مع الجانب الإفريقي، ولكن من بعد تولي الرئيس السيسي كان هناك مسعى لاستعادة العلاقات المصرية الأفريقية إلى سابق عهدها، ولأن الغياب المصري عن الساحة الإفريقية أدى إلى الإضرار بالأمن القومي المصري.
وأعظم ما تبلور في التأكيد على فكرة الإضرار بالمصالح المصرية هو ملف سد النهضة، الذي أدى لسنوات من الإهمال في التعامل مع الملف الإفريقي، فمصر تعطى له أولوية كما تؤكد دائمًا على اعتزازها بالانتماء الإفريقي، حيث لأول مرة رئيس الجمهورية يحضر كل القمم الإفريقية بعد ما كان هناك غياب في الحضور على المستوى الرئاسي لكل القمم الإفريقية على مدار عشرات السنوات، وهذه دلالات تعطي انطباعا بأن جزءا من الاهتمام الشديد من الجانب المصري هي السياسيات الخارجية بإفريقيا.
وبالنسبة للجانب العربي أيضًا، مصر دائمًا ما تحرص على تواجد الرؤى السياسية وتدعيم العلاقات الاقتصادية مع الدول العربية، ورأينا وجود تنسيق مصري مع المجموعات العربية في المحافل الدولية في مختلف القضايا، فضلًا عن توحيد الرؤى العربية إزاء القضايا الرئيسية، وأكثر دلالات هذه العلاقات وتطوراتها هو ما تم في قرار القدس.
مصر تقدمت بقرار في الأمم المتحدة، وكان هناك دعم عربي كبير جدًا لهذا القرار، بالإضافة إلى مساندة الدور المصري في المحافل الدولية، والتنسيق الذي تم بين الرباعي العربي ومواجهة الدول الداعمة للإرهاب، وأيضًا كان هناك تنسيق على أعلى مستوى من الناحية السياسية والدبلوماسية لمواجهة الدول الداعمة للإرهاب خلال الفترة السابقة.
مصر استعادت عضويتها في البرلمان الدولي، كيف سنستفيد من هذا؟
مصر ليس فقط استعادت عضويتها في اتحاد البرلمان الدولي، هذا تم عام 2016 مع بدايات البرلمان الحالي، لكن مصر الآن عضو في اللجنة التنفيذية للاتحاد، وهي اللجنة العليا التي تنظم جداول ولائحة الاتحاد، والذي يُعد من أعظم الانجازات التي تمت على مستوى الدبلوماسية البرلمانية، مصر تعطي أهمية قصوى في عملها في الاتحاد، وتشارك في كل أنشطته، فضلًا عن دورها الرئيسي والفعال في وضع بنود اجتماعات الجمعية العامة للاتحاد، وفعلنا دورنا بشكل كبير واستطعنا أن نحرز كثيرا من المكتسبات من خلال عضويتنا في الاتحاد ونشاطنا في داخله.
هل من الممكن أن تفيد العضوية هذا في حل الأزمة القطرية؟
سيكون هناك وقفة دولية ضد قطر باعتبارها دولة داعمة للإرهاب، وبالتأكيد هذه إحدى الساحات المهمة، لأننا نتحدث عن تجمع لكل برلمانات دول العالم، فهذه البرلمانات كثير منها له تأثير في السياسة الدولية والسياسة الداخلية لدولهم، وبالتالي هذا منبر في غاية الأهمية نستطيع من خلاله تدعيم السياسة المصرية والقدرة على مواجهة الدول الداعمة للإرهاب ومواجهة القرار الأمريكي المتعلق بالقدس، كلها قضايا نستطيع أن ندعم وجهة النظر المصرية فيها من خلال هذا المحفل.
ما رأيك في تعامل الدول الغربية مع الأزمة القطرية؟
التعامل لم يكن بقدر الحسم المطلوب، وكان متعلق بأنه في كل الأوقات السابقة كانت قطر تستخدم بعض الأطراف الإقليمية والدولية لدعم الإرهاب، والاستخدام السياسي له، وكانت تلعب دورا وسيطا بين الجماعات المتطرفة وبين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وعدد من الدول الإقليمية الأخرى، فبالتالي هناك بعض الدول في الغرب متورطة مع قطر في استخدام الإرهاب، وبالتالي هذا يوضح لماذا ليس لديهم موقف حاسم، لأنهم بشكل أو بآخر تورطوا في أوقات ما مع قطر في مسألة دعم الإرهاب واستخدامه، فهذا السبب من عدم وجود موقف حاسم منهم، لكن هنا يأتي السؤال، هل مازالت دول الغرب تدعم قطر؟، كثير من دول الغرب تخلى عن فكرة الاستخدام السياسي للإرهاب ودويلة قطر وكثير منهم أدرك تمامًا أن استخدام الإرهاب فكرة في منتهى الخطورة، وتؤدي إلى إضرار الأمن القومي.
مصر ليس فقط استعادت عضويتها في اتحاد البرلمان الدولي، هذا تم عام 2016 مع بدايات البرلمان الحالي، لكن مصر الآن عضو في اللجنة التنفيذية للاتحاد، وهي اللجنة العليا التي تنظم جداول ولائحة الاتحاد، والذي يُعد من أعظم الانجازات التي تمت على مستوى الدبلوماسية البرلمانية، مصر تعطي أهمية قصوى في عملها في الاتحاد، وتشارك في كل أنشطته، فضلًا عن دورها الرئيسي والفعال في وضع بنود اجتماعات الجمعية العامة للاتحاد، وفعلنا دورنا بشكل كبير واستطعنا أن نحرز كثيرا من المكتسبات من خلال عضويتنا في الاتحاد ونشاطنا في داخله.
هل من الممكن أن تفيد العضوية هذا في حل الأزمة القطرية؟
سيكون هناك وقفة دولية ضد قطر باعتبارها دولة داعمة للإرهاب، وبالتأكيد هذه إحدى الساحات المهمة، لأننا نتحدث عن تجمع لكل برلمانات دول العالم، فهذه البرلمانات كثير منها له تأثير في السياسة الدولية والسياسة الداخلية لدولهم، وبالتالي هذا منبر في غاية الأهمية نستطيع من خلاله تدعيم السياسة المصرية والقدرة على مواجهة الدول الداعمة للإرهاب ومواجهة القرار الأمريكي المتعلق بالقدس، كلها قضايا نستطيع أن ندعم وجهة النظر المصرية فيها من خلال هذا المحفل.
ما رأيك في تعامل الدول الغربية مع الأزمة القطرية؟
التعامل لم يكن بقدر الحسم المطلوب، وكان متعلق بأنه في كل الأوقات السابقة كانت قطر تستخدم بعض الأطراف الإقليمية والدولية لدعم الإرهاب، والاستخدام السياسي له، وكانت تلعب دورا وسيطا بين الجماعات المتطرفة وبين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وعدد من الدول الإقليمية الأخرى، فبالتالي هناك بعض الدول في الغرب متورطة مع قطر في استخدام الإرهاب، وبالتالي هذا يوضح لماذا ليس لديهم موقف حاسم، لأنهم بشكل أو بآخر تورطوا في أوقات ما مع قطر في مسألة دعم الإرهاب واستخدامه، فهذا السبب من عدم وجود موقف حاسم منهم، لكن هنا يأتي السؤال، هل مازالت دول الغرب تدعم قطر؟، كثير من دول الغرب تخلى عن فكرة الاستخدام السياسي للإرهاب ودويلة قطر وكثير منهم أدرك تمامًا أن استخدام الإرهاب فكرة في منتهى الخطورة، وتؤدي إلى إضرار الأمن القومي.