المواطن

عاجل
صور .. «محافظ القاهرة» يشارك فى جلسة المجلس العلمى لأكاديمية السادات الإتحاد الدولي لشباب الأقباط في روما يهنّى غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث لمناسبة الذكرى التاسعة عشر لجلوسه على عرش الكرسي البطريركيّ الأورشليمي تحرك سريع وموجة بحر السبب..محافظ البحر الأحمر يطمئن على السياح والمواطنين المصريين في حادث غرق مركب مرسى علم شباب الصحفيين تعلق على اختيارات الهيئات الصحفية والإعلامية الجديدة طواله: «الشوربجي» لمواصلة النجاحات.. و "سلامة" يمتلك رؤية ثاقبة لجنة الحكام تحسم الجدل حول إيقاف محمد معروف بعد مباراة الأهلي والاتحاد صور.. لعمله المخلص .. «تربية الأزهر» تكرم أحد العاملين بالكلية لبلوغه سن المعاش تعرف علي طلبات أكرم توفيق لتجديد عقدة مع الأهلي لزمالك يكشف موقف إصابة محمد صبحي قبل مواجهة بلاك بولز بالكونفدرالية صور ..«حمدي علي» يحصل على الدكتوراه في الإعلام حول «فاعلية التسويق الإلكتروني لوكالات الإعلان في تحقيق القدرة التنافسية للشركات» تعيين مريم عامر منيب مشرفه بنقابة المهن الموسيقية
رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

قصة "أوفيد" قائد ثورة العشاق في روما

الأربعاء 14/فبراير/2018 - 05:17 م
لمياء يسري
طباعة
"ثورة العاشقين".. ربما أثار هذا المصطلح لديك الفضول والاستغراب.. ولعلها المرة الأولى التي ترى فيها كلمة الثورة مقرونة بأي فكرة آخرى غير السياسة، لا تنزعج عزيزي القارئ، فأنت لست وحدك من مر بتلك التجربة، فمثلك كثيرون لا يعلمون أن الباحثين اصطلحوا تسمية ما فعله الرومان في عهد الإمبراطور أوغسطس، بثورة العاشقين، لتصبح هي الثورة الأولى والفريدة من نوعها، فهي ليست مرتبطة بالسياسة كما هو معروف عن الثورات، بل إن أصحابها كانوا من الكارهين للسياسة والمناصب، ورغبوا أساسًا في عيش حياة مليئة بالمتعة والحرية والحب، دون قيود أو رقابة فتعالى نتعرف على تلك القصة.

اعتلى الإمبراطور أوغسطس الحكم في روما، بعد انتصاره في معركة أكتيوم البحرية، ضد أوكتافيوس وكليوباترا، وظل أوغسطس يحكم الإمبراطورية الرومانية 40 عامًا حتى وفاته 14 ميلادية، وأراد أوغسطس بعد أن استقر على العرش أن يقيم إمبراطورية خالية من الترف أو الرفاهية، أو ربما أراد أن يصنع من الإمبراطورية "يوتوبيا" أو المدينة الفاضلة الخاصة به كما يراها.

لكن الإمبراطور الروماني لم يكن يعلم أن "يوتوبيا" تنافي طبيعة الحياة التي نعيشها، لذلك لم ولن تكون هناك مدينة فاضلة يوما ما، وكل ما نستطيع فعله هو أن نقلل الجانب الأسود المظلم من الحياة، ولكن أوغسطس استطاع تحقيق العديد من الانجازات الاقتصادية، والاجتماعية، وفي مجال العمران، وأراد أن يضع نظام أخلاقي يتبعه الأفراد كي يدعم به انجازاته ويحميها من الهدم، فوضع عدة قوانين لينظم العلاقات الإنسانية في مجتمعه كالزواج والميراث، بعقوبات شديدة على الانحرافات الأخلاقية، وكان القانون يشجع على زيادة النسل، وأعطى امتيازات للأم التي تلد ثلاثة أبناء.

وبعد فترة نجحت قوانين أوغسطس في تنظيم حياة الناس الاجتماعية، بعدما استقطب العديد من الشعراء والأدباء والفنانين، لتأييد قوانينه، والكتابة عن هذه القوانين وعن شخصه، حتى يتحمس الناس ويطيعوه، وأصبح الكتاب والمؤلفين تحت إمرة الإمبراطور، إلى الحد الذي جعل الشاعر الروماني جوفنال، يترك المدينة ويعيش في الريف حتى يبتعد عن الشعراء الذين تعج بهم روما.

وكان الإمبراطور شديد القلق من شدة الرخاء الذي وصلت إليه إمبراطوريته، أو يحدث هذا الفراغ في حياة الناس جانبًا سيئًا، فطلب من الشعراء أن يؤلفوا أعمالًا تنبه الناس إلى معاني الإنتاج والعمل، وعلى رأس هؤلاء الشاعر فرجل، فكتب ( الزراعيات) وهي قصيدة عن الريف والطبيعة وأهمية الزراعة في حياة الإنسان، كما كتب (الإنيادة) لكي يعيد إلى ذاكرة الرومان أمجاد الماضي وأنهم أصحاب حضارة عظيمة.

ولكن ظهر العديد من سكان الإمبراطورية، الذين يرون الحياة من منظور آخر تمامًا غير ما يروج له في جنبات الإمبراطورية شرقًا وغربًا، وأن هذا الالتزام والتشدد في الحياة يجعلها حياة شاقة ومملة ولا تحتمل، فتوسع أصحاب هذا الاتجاه في الانغماس في متع الحياة من حفلات وإقامة علاقات عاطفية، وجعلوا من أحداث حياتهم لحظات مليئة بالملذات، ووجدوا في الشاعر أوفيد بطل خاص لهم، إذ كتب العديد من الأشعار التي يدعو فيها للحب والاستمتاع بالحياة، دون أي قيود، فكتب "التحولات metamorphoses"، وصاغ من خلالها كل المشاعر والصراعات في حياة الإنسان، كما كتب "فن الهوى" وهو محاولة جريئة عن فن العشق ومعارك الحب، فكتب فيه للرجل كيف يسيطر على المرأة ويغيرها، وللمرأة كيف تفوز بقلب رجلها وتحافظ عليه.

وازداد أنصار أوفيد مع الوقت، وارتفعت أعداد المتغنيين بأشعاره، وعاشوا كما أراد الكاتب لهم أن يعيشوا باحثين عن متع الحياة في كل مكان، ومن أشهر من تحمست له كانت حفيدة الإمبراطور "يوليا"، حتى انزعجت القيادة السياسية فتم نفي أوفيد بسبب تأثيره الكبير على الناس الذين وجدوا في أشعاره متنفسًا جيدًا من صرامة الإمبراطورية التي تمنع عنهم التمتع بمباهج الحياة، ودفع أوفيد الثمن بنفيه الذي دخله وهو في عمر الواحد والخمسين، وظل فيه حتى وفاته وهو في الثانية والستين من عمره. بعد أن قاد الناس إلى الاستمتاع بالحياة وكان داعمًا قويا بأشعاره الحرة المنطلقة التي تحمل الرغبة في الحياة والاستمتاع بكل ما فيها من جمال.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads