أساطير يونانية 1.. كرونوس يقتل أبيه أوروانوس ونبوءة تغير حاله
الإثنين 26/فبراير/2018 - 05:49 م
لمياء يسري.
طباعة
لم يختلف الإغريق عن باقي الحضارات القديمة، في تصوراتهم الخاصة بفهم الكون وأصله وبداية نشأة الإنسان على الأرض، فكانت لهم حكاياتهم المتداولة فيما بينهم لسنوات طويلة، حتى تم تدوينها شعرًا، بملحمتي الإلياذة والأوديسا.
وكان تصور الإغريق عن الكون يبدأ من الـ الخاؤوس chaos ، هذا الخاؤوس هو الأصل الذى أتى منه كل شيء، هو أصل جميع الأشياء والإنسان والكون بأكمله، وصفه الإغريق بأنه لا بداية له ولا نهاية، هذا الخاؤوس هو الواجد لكل شيء، موجود بذاته لا موجِد له، ، هو الفوضى الأولى التي حملت بداخلها كل شيء وبدأ بذلك النظام الكوني، ولا يمكن أن نتخيل هذا الخاؤوس كيف كان لأنه عصيّ على الإدراك.
ثم أتى من هذا الخاؤوس بطريقة ما غير معروفة، آلهة النور nyx نوكس، وإله الظلام Erebos إيروبوس، تزوج كل من الإلهين النور والظلام، ووضعت إلهة النور بيضة خرج منها إله الحب إيروس Eros، وجاء مع إله الحب الإلهة جايا Gaya الأرض ، والإله أورانوس Oranos إله السماء.
تزوجا الإثنين إلهة الأرض وإله السماء وأنجبوا ثلاثة أجيال من الأبناء، وكانت الأم حنونة على أبناءها، أما الأب ، فقد وضع بعض من أبنائه الممسوخين في باطن الأرض وظلامها، وترك الباقون على سطح الأرض، مما أزعج الأم، فأخذت تحرض أبناؤها ضد أبيهم، ولم يستجيب لها سوى كرونوس، الذي دبر لقتل أبيه أوروانوس، وبالفعل انتظر حتى جاء الوقت المناسب وطعن أبيه عدة طعنات، مات أورانوس ولكن بسبب دماؤه التي سالت على جسد زوجته جايا، أنجبت جايا جيلًا رابعًا من الأبناء وهم العمالقة.
الآن أصبح الحكم لكرونوس وتزوج كرونوس من شقيقته ريا، ولم يكن كرونوس أفضل حالًا من والده فكان ظالمًا متجبرًا، حتى أنه جاءت له نبوءة أخبرته أن أحد أبناءه سوف ينقلب عليه مثلما أنقلب هو على أبيه، وسيأخذ منه الحكم ويجلس على عرش السماء بدًلا منه، فأصابه الذعر و حاول تدبير حيلة يتفادى به هذا الانقلاب وينقذ بها عرش السماء.
ولكن هل استطاع أن ينقذ عرشه؟، هذا ما سنكمله في الغد...