صور| وكيل أوقاف الإسكندرية: لابد من ترسيخ القيم الإنسانية في نفوس الشباب
الأربعاء 07/مارس/2018 - 01:47 م
محمد جمعة
طباعة
ألقى الشيخ محمد العجمي وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، محاضرة دينية اليوم الأربعاء، بمجمع مدارس الإقبال القومية بأبيس تحت عنوان "القيم الإنسانية فى الإسلام"، إستكمالًا للدور الوطني الذي تقوم به وزارة الأوقاف برعاية الأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في غرس القيم الإنسانية والمجتمعية فى نفوس النشىء وتربيتهم على حب الوطن والانتماء إليه والمساهمة فى خلق جيل جديد بالأمل والعمل والتخطيط الواعى للمستقبل.
وأكد العجمي على أن قيم القرآن الكريم، والحديث النبوي على أن لكل مجتمع من المجتمعات الإنسانية نمطًا من أنماط التربية التي تلائم أوضاعه الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية وبالتالي فإن التربية لا تستطيع تحقيق أهدافها ما لم تكن نابعة من واقع المجتمع، والمجتمع الإسلامي يتميز عن غيره من المجتمعات بأنه مجتمع يقوم على عقيدة منظمة لسلوك الإنسان مع خالقه وسلوكه مع نفسه.
وأوضح العجمي أهمية الحديث عن القيم وتعزيزها في المجتمع لان التربية الحديثة تواجه قضية هامة وخطيرة وهي قضية تعليم القيم، فهناك العديـد مـن الآراء والندوات التي تتطلب الاهتمام بمنظومة القيم باعتبارها أساس وجوهر الوجود الإنسانى ولان الماديات والرفاهية سيطرت، على حياة الأفراد فأصبحت توجه ممارسـتهم اليومية مما أدى إلي تفشي العديد من الظواهر السلبية في المجتمع، فنحن اليوم بحاجـة إلـي الاهتمام بتعديل السلوك الأخلاقي وترسيخ معايير وقيم الاحترام والفضيلة والرقابة الذاتية لدى الإنسان.
وأضاف أن المؤسسات التربوية من (أسرة ومدرسة ومسجد وجامعة وأندية ومكتبة واعلام وغير ذلك ) هي القادرة على تعليم القيم الايجابية وترسيخها وتعزيزها في اذهان الناشئة وتطبيقها على ارض الواقع من خلال القدوة لان تعليم القِيَم فريضة ينبغي الاهتمام بها، ومسؤولية يتحمَّلها الجميعُ دون استثناء، فهي تُعتبَر أكبرَ تَحدٍّ نُواجِهه لمدى قُدْرتنا على تربية أطفالنا، ليكونوا أفرادًا صالحين في ذواتهم وأفكارهم ومشاعرهم، ووجوب الحِفاظ على النَّشء من الذَّوبان في ما يُسمَّى بالعولمة والانسلاخ من الانتماء إلى كِيانهم ومجتمعهم.
وبين العجمى دور المؤسسات التربوية في تعزيز القيم في المجتمع قائلا الأسرةفالأسرة هي الوحدة الاجتماعية الأولى التي يتفاعل معها الطفل ويكتسب من خلالها العديد من الاتجاهات والميول، والقيم الدينية، وسائر العادات والتقاليد وأنماط السلوك الاجتماعي فالأسرة ليست وسيلة لاكتساب القيم الروحية والأخلاقية فحسب ولكنها المصدر الذي يكتسب الطفل من خلاله الكثير من العادات والميول، والاتجاهات، ومعايير السلوك ذلك أن الأبوين (هما دعامة الأسرة وهي أولى لبنات المجتمع الذي يتكون من مجموع الأسر، لذلك فقد حرص الإسلام على أن تشمل المحبة والرحمة أساس الأسرة).
والمسجد بدور بارز في تنمية القيم الإسلامية ( فالمسجد يعمل على تأكيد القيم المركزية المستمدة من الدين الإسلامي الحنيف والتي تعتبر أساسية لاستقرار المجتمع وتماسكه وتقدمه، وأئمة المساجد وخطباؤها من خلال خطبة الجمعة، والمناسبات الدينية والندوات والحلقات النقاشية، التي تعقد بالمسجد يدعون الناس إلى إقامة الفرائض والتمسك بالقيم الدينية والعمل الصالح لخدمة المجتمع والتقرب من الله سبحانه وتعالى).
والمدرسة هي المؤسسة الاجتماعية التي أوكل المجتمع إليها مهمة تشكيل الأجيال من خلال وسائطها المتعددة من معلم، وكتاب مدرسي وجو اجتماعي داخلها (فالمدرسة تعد أهم المؤسسات التربوية عناية بالقيم، حيث تهتم المناهج بما فيها من دروس وأنشطة متعددة بإيصال القيم وتوصيلها إلى التلاميذ. ويكون التأثير أقوى كلما كانت الأساليب ناجحة وطرق التدريس قائمة على أسس سليمة وحديثة يقوم بها معلمون حكماء ومربون ناجحون يعرفون كيف ينمون القيم ويعززونها في نفوس الناشئة ).