بوابة "المواطن" تحذر .. المدرجات تئن والجمهور الأعمى عاد لنقطة الصفر
الأربعاء 07/مارس/2018 - 09:32 م
راجح الممدوح
طباعة
مشاكل جماهير الأولتراس أصبح المسلسل أو الفيلم الهابط في كرة القدم المصرية، بعد النداءات بعودة الجماهير وسعي الدولة، وكل مؤسساتها لتحقيق هذا الحلم منذ مذبحة بورسعيد الشهيرة في فبراير الأسود موسم 2012، والتي راح ضحيتها أكثر من 70 مشجعًا من جماهير النادي الأهلي المعروفة برابطة المشجعين الأولتراس، بسبب التعصب الأعمى وعدم الوعي وقلة الثقافة عن الأهداف السامية للعبة كرة القدم والروح الرياضية والتنافس الشريف .
أزمات ومشاكل الأولتراس لا تنتهي ومعاركهم ضد مؤسسات الدولة، باتت عائقًا لعودة الجماهير لملاعب كرة القدم في ظل تربص، واضح من قلة مأجورة عكرت من صفو العلاقة التي لم تكن يوماً علي مايرام .
الماضي الأليم لرابطة مشجعي الأولتراس بداية من اقتحامهم مقر النادي الأهلي وتعديهم علي مشجع زملكاوي وحرقه بالنار والشماريخ والتعدي على موظفي وعمال النادي الأهلي، وما حدث من تكسير وتحطيم داخل الصالة المغطاة بالقلعة الحمراء مرورًا من اقتحامهم مقر اتحاد الكرة، وإحراقه ونادي ضباط الشرطة وتحطيم سيارات الأعضاء وإحداث الشغب داخل مقر اتحاد الكرة واقتحام النادي الأهلي وملعب مختار التتش والتعدي علي لاعبي الفريق الأول والمدير الفني وقتها الهولندي مارتن يول واللاعبين وإحداث الشغب والهرج والمرج وإشاعة الفوضي داخل أروقة القلعة الحمراء كل هذا لم تنتبه له الدولة وكل مؤسساتها وأجهزة الأمن بعد مذبحة بورسعيد الدامية .
وما حدث في مذبحة الدفاع الجوي من عمليات التدافع البشري وسقوط ضحايا بسبب الأبواب الحديدية المغلقة التي راح ضحيتها عشرات الشباب فضلاً عن اقتحام الوايت نايتس رابطة مشجعي نادي الزمالك لمقر القلعة البيضاء وإحداث شغب وتلفيات ومطاردة الشخصيات الرياضية واللاعبين وسبهم واحداً تلو الآخر .
العداء النفسي لجماهير الأولتراس والوايت نايتس ضد مؤسسات الدولة وخاصة الشرطة والجيش نابع من حقد دفين ليس له أي مبرر سوي الإهانة وخاصة الرموز والقيادات لخروجهم الدائم عن السيطرة وعدم محاسبتهم أو عدم الإعتراف بالقانون وتطبيقه في دولة تريد بناء المؤسسات مرة أخرى بعد قيام ثورتين وتغيير أكثر من 7 حكومات وثلاثة رؤساء وأحداث أمنية وسياسية كادت أن تعصف بها .
هجرت جماهير كرة القدم المصرية الملاعب بسبب رعونة وتهور وعدائية روابط المشجعين الشباب الذين يميلون دائماً إلي كل أساليب العنف والدمار والتخريب وإهانة الرموز وتحدي القانون ومؤسسات الدولة وكياناتها فبكت الملاعب أنيناً وباتت المدرجات خاوية لا يسكنها سوي الفئران والحشرات الزائفة والطيور بعد أن هجرها أصحابها بفعل فاعل وقلة مأجورة نالت من شعبية اللعبة وقللت من مذاقها وحلاوتها بعد غياب جمهور اللعبة جمهور كرة القدم الحقيقي والعائلات والأسر التي كانت تذهب لملاعبنا في حقبة الثمانينيات والتسعينات وأوائل الألفية الثالثة .
جماهير وروابط المشجعين التي فضلت أن تحجب نفسها والآخرين عن الذهاب لملاعب كرة القدم المصرية بسبب التعصب الأعمي وخروجهم الزائد عن الحد والمألوف جعلهم المنبوذون في الشارع الرياضي المصري نظراً لتصرفاتهم الشاذة والغريبة وما حدث بالأمس خير دليل علي عدم وعي هؤلاء وثقافتهم وعدم إحساسهم بالمسئولية تجاه بلادهم واوطانهم وأنديتهم ومستقبلهم في مرحلة فارقة بالفعل في عمر الدولة المصرية الحديثة.