في ذكرى عيد الأم| "الإلهة الأم الكبرى".. بداية الكون والإنسان
الخميس 22/مارس/2018 - 08:23 م
لمياء يسري
طباعة
لم يكن الإنسان قبل الرسالات السماوية، يعيش بلا دين، أو عقيدة، بل عرفت الحضارات القديمة آلهة وديانات وعقائد استمرت آلاف السنين، بل كان لها عمر أطول بكثير من عمر الديانات الرسالية "اليهودية والمسيحية والإسلام".
ولم تكن هذه الديانات مجرد تصورات متفرقة أو أفكار هائمة عن الكون والإنسان وبداية الحياة، بل بنوا المعابد، وعرفوا الصلاة والصوم، والتراتيل، والأضحية، واستمعوا إلى العظات من كهنة الدين.
لقد نظم القدماء أفكارهم عن كل شيء من حولهم في هذا الكون، وأول ما تفكروا فيه كانت البدايات، من أين جاء هذا الكون وكيف ظهر الإنسان على الأرض، ومن أين للأرض أن تخرج نباتها وللسماء أن تمطر علينا بماء يحينا ؟.
ومن خلال السؤال والتأمل في الكون المادي الملموس، ظهر الربط في الأذهان بين فكرة الولادة والحياة كما أشارت الدراسات التاريخية عن تلك الفترة، إن الأرض إحدى قوى الطبيعة تخرج من باطنها الزرع الذي يأكله الإنسان، والسماء تخرج من باطنها ماء يروي الأرض و الإنسان والكائنات الحية، والأنثى تلك الإنسان الذي ميزته الطبيعة بالقدرة على تكوين وخلق إنسان جديد في أحشائها، تلك القدرة العجيبة على الخلق، فكانت المجتمعات الأولى أنثوية، في الدين والأسرة، وبذلك جاءت القداسة الأولى للأثنى والعبادة الأولى كذلك للأنثى.
إذن من هي الإلهة الأم الكبرى الأولى ؟
قبل العصور التاريخية أو الكتابية، يخبرنا الأستاذ فراس السواح أنه في العصر النيوليتي، صور إنسان هذا العصر القوة الموجودة في الكون والتي رآها متمثلة في قوى الطبيعة من حوله بالأخص الزراعة، على شكل أنثوي، وقد ترك رسومات، وتماثيل طينية تمثل هذه المعبودة الأولى، قبل أن يسميها، باسمائها التي عرفناها فيما بعد مع ظهور اللغة و الكتابة.
وكانت هذه الربة الأم الأولى، تمثل على شكل امرأة حبلى أو امرأة تضم طفلها الصغير إلى صدرها، وفي بعض الأحيان تصور وهي تمسك صدرها في وضع العطاء، أو يتم تصويرها وهي ممسكة بيديها سنابل القمح، أو تفتح يداها في وضع احتواء للعالم أجمع.
ومن اللافت،أنه عند النظر للمرة الأولى لتماثيل الربة الأولى، أنها تتمتع بأثداء كبيرة، وبطن ضخمة، والأجزاء السفلى من التمثال متضخمة، وما كان ذلك إلا لأن هذه الأجزاء من جسد الأم رمز للخصوبة والحياة والخلق.
كيف رأى الإنسان الأول في عصور ما قبل التاريخ أوجه الشبه بين المرأة والطبيعة من حوله ؟
يذكر فراس السواح في كتابة "عشتار الأم الأولى"، أن الطبيعة والأرض تعطي الطعام للإنسان، عن طريق الزراعة، والأنهار تفيض على الأرض تروي الزرع الذى سينبت فيما بعد، وهذه الأرض التي تحمل البذور الصغيرة بداخلها ثم تتحول إلى نباتات مختلفة يأكلها الإنسان هي كالحمل والولادة عند المرأة، والمرأة لديها الدم الذي يدور مع دورة القمر في الطبيعة الكونية، وبالتالي وٌجهت القداسة والعبادة الأولى في التاريخ للأنثى، لما رأى الإنسان من قوة للطبيعة داخل المرأة، هي "السر الأصغر، المرتبط بالسر الأكبر".
العصور التاريخية، والتدوين
لما عرف الإنسان الكتابة، وتحول التدوين من الرسم إلى الحرف، وأطلقت على الأشياء مسمياتها، كان للآلهة نصيب من هذا الأمر، فعرفنا لهذه الإلهة الأم الكبرى، أسماء اختلفت باختلاف الحضارات ولكنها جميعا كانت ذات جوهر واحد.
فوجدنا في سومر، الإله الأولى نمو وتمثل المياه الأولى للكون، ووجدنا كذلك إنانا إلهة الطبيعة والزراعة.
وفي بابل نجد الإلهة ننخرساج الأم الأولى، وعشتار ربة الزراعة.
وفي كنعان، نجد الإلهة عناة والإلهة عستارت.
وفي مصر، كانت إيست وحتحور، ونوت وسيخمت.
وعند الإغريق، جيا، ودميتر وريا وأرتميس.
وفي آسيا الصغيرى، وجدنا سيبيل
وفي جزيرة العرب، وجدنا، اللات، العزى ، ومناة
هي أسماء عديدة لإلهة واحدة متعددة الظهورات، عبدها الإنسان الأول قبل أن ينقلب الحال على الأم ويتغير شكل العبادة مصحوبا بتغير شكل المجتمع في نفس الوقت.
تراتيل الإلة الأم عشتار** من كتاب "عشتار الأم الأولى" ..
“أنا الأول
وأنا الآخر أنا البغي
وأنا القديسة أنا الزوجة
وأنا العذراء
أنا الأم
وأنا الابنة أنا العاقر
وكثر هم أبنائي
أنا في عرس كبير ولم أتخذ زوجاً
أنا القابلة ولم أنجب أحداً
وأنا سلوة أتعاب حملي
أنا العروس
وأنا العريس
وزوجي من أنجبني أنا أم أبي، وأخت زوجي وهو من نسلي.
ولم تكن هذه الديانات مجرد تصورات متفرقة أو أفكار هائمة عن الكون والإنسان وبداية الحياة، بل بنوا المعابد، وعرفوا الصلاة والصوم، والتراتيل، والأضحية، واستمعوا إلى العظات من كهنة الدين.
لقد نظم القدماء أفكارهم عن كل شيء من حولهم في هذا الكون، وأول ما تفكروا فيه كانت البدايات، من أين جاء هذا الكون وكيف ظهر الإنسان على الأرض، ومن أين للأرض أن تخرج نباتها وللسماء أن تمطر علينا بماء يحينا ؟.
ومن خلال السؤال والتأمل في الكون المادي الملموس، ظهر الربط في الأذهان بين فكرة الولادة والحياة كما أشارت الدراسات التاريخية عن تلك الفترة، إن الأرض إحدى قوى الطبيعة تخرج من باطنها الزرع الذي يأكله الإنسان، والسماء تخرج من باطنها ماء يروي الأرض و الإنسان والكائنات الحية، والأنثى تلك الإنسان الذي ميزته الطبيعة بالقدرة على تكوين وخلق إنسان جديد في أحشائها، تلك القدرة العجيبة على الخلق، فكانت المجتمعات الأولى أنثوية، في الدين والأسرة، وبذلك جاءت القداسة الأولى للأثنى والعبادة الأولى كذلك للأنثى.
إذن من هي الإلهة الأم الكبرى الأولى ؟
قبل العصور التاريخية أو الكتابية، يخبرنا الأستاذ فراس السواح أنه في العصر النيوليتي، صور إنسان هذا العصر القوة الموجودة في الكون والتي رآها متمثلة في قوى الطبيعة من حوله بالأخص الزراعة، على شكل أنثوي، وقد ترك رسومات، وتماثيل طينية تمثل هذه المعبودة الأولى، قبل أن يسميها، باسمائها التي عرفناها فيما بعد مع ظهور اللغة و الكتابة.
وكانت هذه الربة الأم الأولى، تمثل على شكل امرأة حبلى أو امرأة تضم طفلها الصغير إلى صدرها، وفي بعض الأحيان تصور وهي تمسك صدرها في وضع العطاء، أو يتم تصويرها وهي ممسكة بيديها سنابل القمح، أو تفتح يداها في وضع احتواء للعالم أجمع.
ومن اللافت،أنه عند النظر للمرة الأولى لتماثيل الربة الأولى، أنها تتمتع بأثداء كبيرة، وبطن ضخمة، والأجزاء السفلى من التمثال متضخمة، وما كان ذلك إلا لأن هذه الأجزاء من جسد الأم رمز للخصوبة والحياة والخلق.
كيف رأى الإنسان الأول في عصور ما قبل التاريخ أوجه الشبه بين المرأة والطبيعة من حوله ؟
يذكر فراس السواح في كتابة "عشتار الأم الأولى"، أن الطبيعة والأرض تعطي الطعام للإنسان، عن طريق الزراعة، والأنهار تفيض على الأرض تروي الزرع الذى سينبت فيما بعد، وهذه الأرض التي تحمل البذور الصغيرة بداخلها ثم تتحول إلى نباتات مختلفة يأكلها الإنسان هي كالحمل والولادة عند المرأة، والمرأة لديها الدم الذي يدور مع دورة القمر في الطبيعة الكونية، وبالتالي وٌجهت القداسة والعبادة الأولى في التاريخ للأنثى، لما رأى الإنسان من قوة للطبيعة داخل المرأة، هي "السر الأصغر، المرتبط بالسر الأكبر".
العصور التاريخية، والتدوين
لما عرف الإنسان الكتابة، وتحول التدوين من الرسم إلى الحرف، وأطلقت على الأشياء مسمياتها، كان للآلهة نصيب من هذا الأمر، فعرفنا لهذه الإلهة الأم الكبرى، أسماء اختلفت باختلاف الحضارات ولكنها جميعا كانت ذات جوهر واحد.
فوجدنا في سومر، الإله الأولى نمو وتمثل المياه الأولى للكون، ووجدنا كذلك إنانا إلهة الطبيعة والزراعة.
وفي بابل نجد الإلهة ننخرساج الأم الأولى، وعشتار ربة الزراعة.
وفي كنعان، نجد الإلهة عناة والإلهة عستارت.
وفي مصر، كانت إيست وحتحور، ونوت وسيخمت.
وعند الإغريق، جيا، ودميتر وريا وأرتميس.
وفي آسيا الصغيرى، وجدنا سيبيل
وفي جزيرة العرب، وجدنا، اللات، العزى ، ومناة
هي أسماء عديدة لإلهة واحدة متعددة الظهورات، عبدها الإنسان الأول قبل أن ينقلب الحال على الأم ويتغير شكل العبادة مصحوبا بتغير شكل المجتمع في نفس الوقت.
تراتيل الإلة الأم عشتار** من كتاب "عشتار الأم الأولى" ..
“أنا الأول
وأنا الآخر أنا البغي
وأنا القديسة أنا الزوجة
وأنا العذراء
أنا الأم
وأنا الابنة أنا العاقر
وكثر هم أبنائي
أنا في عرس كبير ولم أتخذ زوجاً
أنا القابلة ولم أنجب أحداً
وأنا سلوة أتعاب حملي
أنا العروس
وأنا العريس
وزوجي من أنجبني أنا أم أبي، وأخت زوجي وهو من نسلي.