الانفجار السكاني شبح يهدد سعادة المجتمع المصري
الخميس 29/مارس/2018 - 04:54 م
محمد إبراهيم شعبان
طباعة
كابوس مرعب مازال يطاردنا ، واحتار العلماء والمفكرين بشأنه ، فمنهم من رآه نعمة و منهم من رآه نقمة ،ظل يهيمن بموجاته حتى تخطى بآثاره الحدود،و بات يهدد سعادة الجميع في بلدنا المصرية،فأصبحنا نرى أزمات سكنية و خريجين بلا عمل وازدحام مرورى في الطريق دائما، و غلو المعيشة الذي بدأ يعكر صفو الحالة النفسية لدى المواطنين .
القنبلة السكانية كما يصفها البعض تعتبر نعمة و نقمة في أغلب الأحوال فهي نعمة عندما يكون هناك إنتاج مستمر ومزدهر و متسع و اقتصاد منتعش في البلاد و عندما يكون الأفراد لديهم طموح وحب للإبداع والابتكار و تقديم خدمات مفيدة للمجتمع والناس وعندما يكون لديهم نزعة ايجابية و ضمير يقظ يراعي حقوق الإنسان و يتق الله في كل زمان ومكان،بينما تصبح زيادة السكان في محل نقمة عندما يكون هناك طغيان لأعداد السكان على حجم الموارد الطبيعية والمادية المتاحة في البلاد و عندما تطغى القيم المادية المتدنية على نفوس الناس و تصبح المصلحة والمادة هي الشعار الذي يوحد تعاملاتهم في الحياة اليومية، وذلك الأمور تجعلنا ندخل في جدل لن ينتهي.
فالكل يجب أن يقتنع من تلقاء نفسه بأن الزيادة السكانية هي مشكلة الحاضر و المستقبل،تلك المشكلة التي نجم عنها مشاكل عديدة ومفاهيم متدنية حيث بدأ البعض من الناس،يوهم نفسه بأنه سيستحوذ على الدنيا بكل ما فيها فظهرت مفاهيم العزوة و الرغبة في إنجاب طفل ذكر تلك العادة التي تفشت بشكل كبيرة في صعيد مصر في الآونة الأخيرة ،و نتيجة للفقر المدقع الذي زادت حدته على المواطنين البسطاء بخاصة في قرى صعيد مصر حيث ظهرت فيها مشكلة الزواج المبكر و تفشت بشكل كبير بدون وعي أو إدراك خطورة ذلك على الأحوال المستقبلية للأسرة في الأيام المقبلة.
هذا وتنجم الكثير من المشكلات عن الزيادة السكانية التي تعكر سعادة المجتمع ، فنجد ارتفاع معدلات الطلاق والتشرد يتفشى بشكل قوي و نشاهد بأعيننا أطفال الشوارع ،ليس هذا فقط بل تتسع حدة التسول و السرقة و ترتفع معدلات الجريمة من قبل هولاء الأطفال ،و الاسوا منذلك أنه قد يلجا هؤلاء الأطفال إلى الانضمام في ساحة الجماعات الإرهابية التي لا تعرف مفهوم الرحمة و لا حتى الإنسانية فيكون الانحلال و التطرف مصيرهم في النهاية، فضلا عن ذلك تزايد موجات الأزمة السكانية ،التي دفعت بعض الناس إلى التعدي على الأراضي الزراعية الأمر الذي ينذر بحدوث مجاعة كبيرة من الممكن أن تقع في المستقبل.
و من الملاحظ أن هذه المشكلات و الظواهر تأخذ وقت طويل لكي تنتشر على نطاق واسع في المجتمع لذا لا يهتم البعض بآثارها إلا بعد أن تقع بذاتها على كيان المجتمع ، وليس ذلك هو المهم ،لكن الأهم هو الشباب فهم عماد الأمة و شعلة الأمل لمستقبل المجتمع ،و نظرا لذلك كيف سيكون حال الشباب في ظل تزايد حدة الانفجار السكاني و الذي سوف يكون عاملا قويا في خلق مشكلة اقتصادية تعوق طموحات الشباب و تطلعاتهم نحو مستقبل أفضل حيث تظهر البطالة التي تعكر صفو الحالة النفسية للشباب وقد تقود بهم إلى طريق الانحراف والضياع.
مهما تحدثنا و ذكرنا من تفاصيل عن هذه المشكلة ،فلن ينتهي الحديث،لذا يجب أن تبادر الدولة بوضع قوانين صارمة تحد من خطر الزيادة السكانية بحيث لا يجب أن تزيد الأسرة الواحدة عن 3 أو 4افراد على الأكثر سواء كان ذلك في القرية أو المدينة ، كما يجب أن تكون هناك مبادرة طيبة من جانب المواطنين تقوم على محاربة هذا الشبح المرعب ،لذلك أوجه بصوتي من "بوابة المواطن" رسالة إلى كل إنسان أقول فيها أن "خمسة أفراد متحابين يعيشون في حياة كريمة خير من خمسين فرد بينهم حقد و غل و كراهية"وفي النهاية لن أجدل كثيرا في هذا الموضوع و سوف أترك الأمر لكل إنسان يتدبر و يفكر بواقعية في مدى خطورة الانفجار السكاني .