الرقص المختلط أحد مخلفات الحملة الفرنسية.. والثقافات ترفض تارة وتقبل أخرى
السبت 07/أبريل/2018 - 01:21 ص
أحمد عمادالدين
طباعة
الحفلات الراقصة من مستحدثات الاحتلال الفرنسي..
كان من الغريب على المصريين أن يشاهدوا الضباط الكبار مثل الضابط "كليبر أو مينو" وهم من ضباط الاحتلال الفرنسي يشاركون الشباب والنساء في الرقص، وذلك في احتفالات عيد الجمهورية.
حيث قاموا بإضاءة حي الأزبكية بالمصابيح ونصبوا أقواس النصر ومن ثم شرعوا في الرقص والغناء.
وكان التصرف بتلقائية هو سيد الموقف حينها حيث لو أن احد الشباب أعجبته فتاة أمسك يدها وضمها إليه ووضع رأسه على صدره وبدأ بالرقص معها. وهو الأمر الذي أثار دهشة المصريين حيث أنه لم يتوافق مع العادات والتقاليد المصرية.
الحفلات الراقصة تظهر وتختفي تبعا لثقافة الملوك..
توالت الأحداث واختفى هذا النوع من العادات والتقاليد برحيل الفرنسيين.ثم عادت مرة أخرى بتولي الخديوي إسماعيل حكم مصر عندما دعا عددا كبيرا من الأعيان المصريين لحضور حفلات في قصر الجزيرة. حيث وصل عدد الحاضرين من أصل المدعوين إلى خمسة آلاف حاضر.
وكانت أضواء هذه الحفلات الراقصة تنعكس على صدور ونحور الفرنسيات. أما القفازات البيضاء والتلحف بالخمر كان يزين أجسام زوجات الشيوخ والعلماء والموظفين وهو ما يعكس جانب الوقار الذي طالما ما لزمهم.
توالت حفلات إسماعيل الراقصة بالتتابع حيث كان هناك حفلا راقصا بالتزامن مع افتتاح قناة السويس للملاحة. حيث كان من بين الحضور مجموعة كبيرة من ملوك ورؤساء وأمراء الدول. ومن البارزين منهم كانت الإمبراطورة الفرنسية يوجيني.
حيث بدأ الرقص مع بداية سماع أول صوت للموسيقى في الحفلة وهو ما دفع الملوك والأمراء في إبداء الرغبة لكل من منهم في أن يظهر أعظم ما عنده من براعة في الرقص.بينما اكتفى البعض من الملوك والأمراء بالمشاهدة فقط مثل الأمير عبد القادر الجزائري.
إبراهيم صنوع " راعي الفسق والمجون "..
وكان هناك من يشجع الخديوي إسماعيل على إقامة هذا النوع من الاحتفالات مثل إبراهيم صنوع. ولم يكتفي بذلك فقط ولكن شجع على نشر الفواحش واستباحة ما حرمه الله من فسق وفجور. حيث هو صاحب فكرة إنشاء التياترات والملاهي الليالي مستعينا بفكرة التمدن والحرية وكشف ساتر التخلف والتأخر. فكانت هذه الملاهي بمثابة مصيدة للنساء والفتيات لأنهم هم المقصودات وهو السبب الذي جعله يصرف آلاف الجنيهات حتى يجتذبهن إلى هذه الملاهي الليلية برضاهم.
الصحف المصرية "عباس مثال سيء للشباب المصري"
توقفت هذه الحفلات مرة أخرى برحيل إسماعيل وتولى توفيق الحكم وتوقفت هذه الحفلات بشكل كبير في عهده. ولكنها عادت مرة أخرى بالتزامن مع تولي عباس الثاني حكم مصر حيث كان قصر عابدين مقصدا لعقد هذه الحفلات.
ومن أشهر الحفلات التي أقامها عباس هي التي دعا فيها أصحاب النفوذ والاسرياء وذكر انه شارع عابدين كان مزين بمجموعة كبيرة من المصابيح التي كانت بمثابة شموس مضيئة ليلا. حيث امتلأ شارع عابدين بمركبات كبار الأسرياء من المدعوين الذين سارعوا إلى الرقص.
واللافت للانتباه أنه قامت بعض الصحف المصرية بعدها بشن حملات عنيفة عليه ووصفوه بأنه مثال سئ للشباب.