المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

كاليجولا .. الإمبراطور الروماني الذي كتب آية في الجنون وقال "انا ربكم الاعلي"

الخميس 19/أبريل/2018 - 03:05 م
نسمة ريان
طباعة
كاليجولا، الإمبراطور الروماني الثالث وعم نيرون الإمبراطور المشهور بإحراقه لروما، أشهر طاغية عرفه التاريخ الإنساني القديم، عرف بوحشيّته وغبائه وجنون العظمة المنتشر في نفسيّته بدون أي ضوابط أو شرائع أو محددات أخرى.

ولد جايوس يوليوس قيصر المعروف بـ كاليجولا عام 12 ميلادية في مدينة انتيوم، وتوفي عام 41 بعد أن تم اغتياله من قبل أحد حراسه.

نشأَ الإمبراطور ضمن أسرة عسكرية عريقة، وتدرب على أيديهم فحذا حذوهم في كثير من الأمور، فقد أمضى فترة طفولته في الحصون العسكريّة الرومانيّة يشاهد المحاربين كيف يقاتلون ويتعلم منهم فنون المحاربة، ومنذ ذلك الحين أظهر حبه وولعه بالحرب، فخاطت له أمه بذلة عسكرية صغيرة مع حذاء عسكري أيضاً وكان يذهب بهما إلى تلك الحصون، ومنذ ذلك الحين أطلقَ عليه الجنود لقب "كاليجولا" أي المجند صاحب الحذاء الصغير ورافقه هذا اللقب طيلة حياته.

كان كاليجولا نموذجاً في الشر والغباء وجنون العظمة المجسمة في هيئة رجل، وكنتيجة طبيعية لهذه الصفات استبدت به فكرة أنه إله على الأرض، فراحَ يشعر بأن هذا العالم مسخر له ولخدمته ويحلو له أن يفعل به ما يشاء، فقام ببناء تماثيل ضخمة لنفسه في الهيكل داخل مدينة أورشليم وأمر من كان يسكن بها بعبادتها، كما قام بنقل بعض الآثار الفرعونية من مصر إلى مناطق أخرى واستبدالها بمعابد له.


بعد أن أمر بقتل جميع الصلعان لأنه يكره الصلع بالرغم من أن كان أصلعاً، أراد أن يشعر بجبروته وسلطته أكثر، فنظر إلى السماء ليلاً ووجد القمر بدراً، فشعر بأن القمر ليس من ضمن ممتلكاته فأمر حراسه بإحضار القمر إليه.

عجزَ الحراس عن فعل ذلك فدخل في موجة من الحزن الشديد، وكثيراً ما كان يبكي بسبب هذه الحادثة، فبالرغم من كل عظمته وقوته فإنه لا يستطيع أن يمتلك القمر.

ذات مرة خرج على حاشيته بادعاء زائف، فتظاهر بأنه يحتضر وسيموت قريباً، فما كان ممن حوله من الأعوان المجانين إلا أن بادروا بالدعاء له بالشفاء واستعدادهم للتضحية من أجله، وبلغ التهور عند أحد هؤلاء أن أعلن بالتضحية بنفسه لكي يشفى الإمبراطور ودعا الإله بوسيدون– إله البحر عند اليونان – أن يأخذ روحه فداءً لروح الإمبراطور كاليجولا، كما أعلن رجل آخر بتبرعه بمئة عملة ذهبية لخزانة الدولة لكي يشفى كاليجولا.

أما الثالث فقد أقسم على الدخول في مصارعة مع المصارعين المحترفين إذا شُفي الإمبراطور أيضاً، بعد كل هذه التضحيات خرج كاليجولا من سكرة موته المزعومة معلناً أنه لم يمت، فأجبر الرجال أصحاب الأضحيات بتنفيذ وعودهم له، إذ قام بأخد مئة قطعة نقدية من الرجل الثاني بعد أن قام بقتل الرجل الأول برميه من على قمة جبل لأجل التضحية بروحه في سبيله، أما الرجل الثالث فقد كان أكثرهم حظاً فقد دخل في مصارعة مع محترفي القتال واستطاع أن ينتصر عليهم.

إضافة للوحشية المفرطة كان للغباء دور مهم أيضاً في شخصية هذا المتغطرس، ففي أحد الأيام دخل إلى مجلس الشيوخ ممتطياً صهوة جواده، فاستغرب أعضاء المجلس من هذا الفعل الغريب وقام أحدهم معترضاً على طريقة دخوله على ظهر الجواد فرد عليه كاليجولا قائلاً:

"لا أدري لماذا أبديت ردة الفعل هذه تجاه جوادي المحترم بالرغم من أن هذا الجواد أهم منك فيكفي أنه يحملني".

نهاية الجنون .. الاغتيال:
في يومٍ ما وأثناء حمله على أحد المواكب، قام بالسخرية من أحد الحراس المُرافقين له ووصفه بأنه يشبه المرأة، كما قام باغتصاب زوجة حارس آخر مما أدى لحقد هؤلاء الاثنين عليه..

مرت الأيام وازداد حقدهما وكبرَ يوماً بعد يوم، وفي إحدى اللحظات كان كاليجولا يسير وحيداً في أحد الممرات المظلمة في قصره، فلمح هؤلاء الحارسين في نهاية الممر، وما إن وصل إليهما حتى انهالت عليه الطعنات من كل حدب وصوب واضعين بذلك حداً لتلك الشخصية التي جمعت بين الجنون والغباء والوحشيّة، وتركوه ملطخاً بدمائه وغارقاً في عظمة جنونه التي اعتاد عليها طيلة حياته.
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads