"زكريا و خالد محيي الدين" ما سر الاختلافات بين أولاد العم ؟
الأحد 06/مايو/2018 - 06:22 م
وسيم عفيفي
طباعة
حين قال جمال عبد الناصر "خالد محيي الدين هو صاغ أحمر"، لم يكن يقصد الملامح الأوروبية التي في وجهه وتشبه طراز الضباط الشراكسة أيام أسرة محمد علي والتي أزاحوا حكمها سوياً، بل كان يقصد ميوله اليسارية رغم الخلافات بينهما.
الخلافات التي جمعت خالد محيي الدين وجمال عبد الناصر لم تؤثر على علاقة الأخير بالسلب تجاه تعامله من "زكريا محيي الدين"، فلقد كان زكريا محيي الدين هو الوحيد الذي شكره عبد الناصر في خطاب رسمي وذكر اسمه 7 مرات في أقل من 3 دقائق، بل وكاد أن يفقد زكريا محيي الدين حياته بسبب تعامل عبد الناصر معه حيث اختاره رئيساً بعد النكسة لكن الشعب رفض تنحيه وهدد زكريا محيي الدين.
زكريا محيي الدين - خالد محيي الدين
أربع سنوات هي الفارق بين زكريا عبد المجيد محيي الدين، وابن عمه خالد محمد أمين محيي الدين الذي ولد سنة 1922 م في محافظة الدقهلية، لم تكن هناك خلافات بين خالد محيي الدين وزكريا محيي الدين، إلا أن اختلافات كثيرة جمعت بين الشخصيتين، صنعت لأحدهما حياة سياسية كبيرة، بينما خلقت للآخر أجواءاً لم يستطع أحد أن يكسرها.
كان خالد محيي الدين من أبرز المخالفين لـ "جمال عبد الناصر" في أزمة الديمقراطية عام 1954 م، وقرر تقديم الاستقالة من مجلس قيادة الثورة، وكان أبرز ما يؤرق خالد محيي الدين هو استمرار الضباط الأحرار بحكم مصر وعدم عودة الجيش إلى ثكناته، طريقة إدارة الأمور أثارت حفيظة خالد محي، كون أن مصر شهدت في يوم 28 مارس شهدت مصر أضخم حركة اعتصام وإضراب منذ ثورة 1919 م، وذلك اعتراضاً على محمد نجيب.
مذكرات خالد محيي الدين
اعترف عبد الناصر لخالد محيي الدين كما ورد في الصفحة 350 من كتابه "الآن أتكلم" عن مسئوليته في تدبير أحداث أزمة مارس كما يلي: وقال عبد الناصر بصراحة لأنه رتب أحداث أزمة مارس وتحديدا إضراب عمال النقل وما لحق به من إضرابات ومظاهرات عمالية وكان ترتيب هذه الأحداث كلفه أربعة آلاف جنيه".
صدم هذا الاعتراف خالد محيي الدين فقرر الاستقالة وتم استبعاده فترة في سويسرا، ثم عاد عام 1957 وفاز في انتخابات مجلس الأمة الشعب عن دائرة كفر شكر في أربع دورات، وواصل مسيرته الصحفية في عصر عبد الناصر، ثم ساهم بدور هام في السياسة بمصر بعصر الرئيسين محمد أنور السادات ومحمد حسني مبارك.
زكريا محيي الدين - جمال عبدالناصر
بالنسبة زكريا محيي الدين فقد كان وضعه مع عبدالناصر مختلفاً منذ قيام الثورة وقيادته للسرية الثانية لطلبة الكلية الحربية، ومسئولاً عن الضباط الأحرار فيها، بحكم أنه أقدم الضباط بالكلية، وكان يتميز بهدوء الأعصاب وندرة الكلام والكتمان الشديد.
عقلية أمنية اتسم بها زكريا محيي الدين منذ أن كان عضواً بالضباط الأحرار، ويظهر ذلك في تعديلات خطة الثورة التي كتبها عبد الناصر، وجاءت تعديلات تلك باعتباره أستاذ التخطيط في كلية أركان الحرب.
تولى زكريا محيي الدين رئاسة أول جهاز أمني أسسته ثورة يوليو وهو جهاز المخابرات الحربية سنة 1952 م، ثم تم تعيينه رئيساً للمخابرات سنة 1954 م، فضلاً عن توليه منصب وزير الداخلية في 4 حكومات.
عقلية أمنية اتسم بها زكريا محيي الدين منذ أن كان عضواً بالضباط الأحرار، ويظهر ذلك في تعديلات خطة الثورة التي كتبها عبد الناصر، وجاءت تعديلات تلك باعتباره أستاذ التخطيط في كلية أركان الحرب.
تولى زكريا محيي الدين رئاسة أول جهاز أمني أسسته ثورة يوليو وهو جهاز المخابرات الحربية سنة 1952 م، ثم تم تعيينه رئيساً للمخابرات سنة 1954 م، فضلاً عن توليه منصب وزير الداخلية في 4 حكومات.
لم يحب زكريا محيي الدين السياسة أو الإعلام، ورغم وداعته التي يظهر بها لكنه كان شرساً جداً إزاء ما يكسر خصوصيته أو يطلب منه الكلام، فهو الذي انفعل على جمال عبد الناصر عشية اختياره رئيساً بعد النكسة وكتب بياناً للشعب ينادي بعبد الناصر رئيساً.
أبرز ميزة انفرد بها زكريا محيي الدين عن ابن عمه خالد، هو الصمت الطويل جداً، فمن النادر جداً إن لم يكن مستحيلاً أن تجد فيديو بصوت زكريا محيي الدين طيلة حكم عبدالناصر، كما أنه لم يظهر في أي عمل إعلامي وثائقي يناقش ثورة يوليو، فقد ظل زكريا محيي الدين صامتاً وكتوماً حتى اعتبره البعض أنه الصندوق الأسود لـ "ثورة يوليو".
أبرز ميزة انفرد بها زكريا محيي الدين عن ابن عمه خالد، هو الصمت الطويل جداً، فمن النادر جداً إن لم يكن مستحيلاً أن تجد فيديو بصوت زكريا محيي الدين طيلة حكم عبدالناصر، كما أنه لم يظهر في أي عمل إعلامي وثائقي يناقش ثورة يوليو، فقد ظل زكريا محيي الدين صامتاً وكتوماً حتى اعتبره البعض أنه الصندوق الأسود لـ "ثورة يوليو".
اختلف زكريا محيي الدين مع جمال عبد الناصر لعدم استجابة الأخير لمطالبه حيث أراد زكريا إبعاد أجهزة الدولة السيادية عن الإدارة السياسية وهو ما كان مستحيلاً على عبدالناصر، فقد زكريا محيي الدين استقالته سنة 1968 م واعتزل العمل السياسي العام إلى يوم وفاته سنة 2012 م دون أن ينطق بكلمة أو يسمح لأحد أن يتكلم معه.