تمكن التوتر الإيراني الإسرائيلي، أن يجذب الإعلام العالمي، بصورة ملحوظة خاصة بعد عمليات القصف المتبادل بين الطرفين على الأراضي السورية، وتحديدا الجولان.

ومن المعروف أن فجر اليوم الخميس شهد، قصف على المواقع العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي، وأعتبر الجيش أن هذا الهجوم، قد وجه ضدهم من قبل إيران، فكان ردهم مباشر وعنيف وهو توجيه ضربة قوية على العديد من الأهداف الإيرانية في سوريا، والآن وخلال السطور المقبلة، سنقوم ببانوراما عالمية، لمعرفة كيف تناولت صحف العالم هذه الأحداث الخطيرة.

الكشف عن خسائر إسرائيل
أهتمت صحيفة "جارديان" البريطانية، بنشر ما نوهت عنه بعض المصادر، المقربة من الحكومة الإسرائيلية، وهو الكشف عن المراكز التي تم استهدافها في إسرائيل، حيث وضحت أن عشرات الصواريخ استطاعت استهداف عدة مراكز عسكرية إسرائيلية مهمة في الجولان.

وبحسب ما ورد، فإن الجزء الأول من الصواريخ التي اطلقت على إسرائيل، تمكنت من استهداف مركز عسكري للاستطلاع الفني والالكتروني، ومقر سرية حدودية من وحدة الجمع الصوري 9900، كما أن الصواريخ تمكنت من ضرب مركز عسكري رئيسي لعمليات التشويش الإلكتروني ومركز عسكري رئيسي، خاص بالتصنت على الشبكات السلكية واللاسلكية بالسلسلة الغربية.

وفي محاولة للتوضيح أكتر، نوهت المصادر أن الصواريخ استهدفت محطات اتصال لأنظمة التواصل والإرسال، بالإضافة إلى نجاح الصواريخ بالسقوط على مهبط مروحيات عسكرية ومقر القيادة العسكرية الإقليمية التابع للواء العسكري 810، كما سقطت بعض الصواريخ على مقر قيادة عسكري في منطقة حرمون ومركز عسكري شتوي تابع للوحدة الثلجية الخاصة المعروفة بـ"البنستيم".

يستلزم الإشارة هنا، إلى أن هذه المعلومات تم الكشف عنها على الرغم من التعليمات والأوامر التي وجهتها الحكومة الإسرائيلية، حيث طالبت بضرورة التكتم على أية تفاصيل للاستهداف الصاروخي لمواقعها وعدم الحديث عن أكثر من 20 صاروخاً أطلقت من الناحية السورية.

القلق الروسي
وإذا تناولنا ما نوهت "نيويورك تايمز" الأمريكية، وإهتمامها برد الفعل الروسي، فبحسب ما ورد على صفحاتها، فقد أعربت الخارجية الروسية، اليوم الخميس، عن قلقها من تبادل القصف الصاروخي بين إسرائيل وإيران.

ووفقا لما ورد، نوه نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف، إن روسيا تدعو الجانبين إلى ضبط النفس، موضحًا: "موسكو تحاول تهدئة الوضع الناجم عن تبادل القصف بين الجانبين".

موقف الدوما السوري
وفي محاولة لتدارك ما ورد على صفحات "إندبندنت" البريطانية، وهو ما يتعلق أيضا بنفس الشأن، أفاد رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما ليونيد سلوتسكي، في تصريحات رسمية اليوم الخميس، إن الضربات الإسرائيلية، التي وجهت على المواقع الإيرانية في سوريا هي عمل، تم التخطيط له بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي.

وقال سلوتسكي حول هذا الشأن: "الضربات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية في سوريا عمل مخطط له مباشرة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، ما أصبح الحلقة التالية في سلسلة الاستفزازات الأمريكية الإسرائيلية ضد إيران".

رسالة ماكرون
من جانبه وجه الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، رسالة إلى كل من إيران وإسرائيل، وهو ما ألقت عليه الضوء كل من "وول استريت جورنال" الأمريكية، و"تليجراف" البريطانية، فقد وجه دعوة إلى نزع فتيل التصعيد" بين اسرائيل وايران، وذلك بعد التوتر المفاجئ بين البلدين مع ضرب اسرائيل عشرات الاهداف "الايرانية" في سوريا، ليكون ذلك ردًا على اطلاق صواريخ ليلاً نسبته إلى ايران، بحسب ما أعلنت الرئاسة الفرنسية اليوم الخميس.

وتابعت الرئاسة، أن ماكرون يدعو الى نزع فتيل التصعيد وأنه سيبحث في هذا الصدد مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، التي سيلتقي بها في مدينة آخن الألمانية، بمناسبة تسليمه جائزة شارلمان.

تعقيب إسرائيلي
ومن الصعب عدم المرور على الصحافة العبرية، وبحسب ما نوهت عنه "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، فقد قال وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان اليوم الخميس إن إسرائيل ضربت "كل البنية التحتية الإيرانية في سورية" الليلة الماضية، معربا عن أمله في أن يكون هذا الفصل قد انتهى، على حد قوله.

ونقلت الصحيفة العبرية عنه القول إن إسرائيل لن تسمح لإيران بتحويل سورية إلى "قاعدة أمامية" ضد إسرائيل، وأن إسرائيل لا ترغب في تصعيد الموقف، مع الإشارة إلى ما أكده من أن القصف المتبادل لم يؤد إلى سقوط أي صواريخ داخل أرض إسرائيل.

روسيا وإسرائيل
أهتمت العديد، من الصحف العبرية اليوم، بإلقاء الضوء على أبرز التصريحات، الصادرة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حيث أكد أن لقاءه مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في موسكو، أمس الأربعاء، بأنه كان ناجعا، مثل اللقاءات السابقة بينهما، منذ بدء التدخل العسكري الروسي في سورية، مشددا على أن روسيا لا تعارض الهجمات العسكرية الإسرائيلية في الأراضي السورية.

وقال نتنياهو في أعقاب لقائه مع بوتين: "يتبين دائما، مع مرور الوقت، أن هذه اللقاءات ناجعة، وخلال لقاءات سابقة، على ضوء أقوال منسوبة للجانب الروسي أو أقوال صدرت، بدت كأنها تحدّ من حرية عملنا أو المس بمصالح أخرى وهذا لم يحدث"، وأردف مشددا: "ليس لدي أساس للاعتقاد بأن هذا سيكون مختلفا هذه المرة".

وأضاف نتنياهو أن الحوار بينه وبين بوتين، كان مباشر وصريح جدا، ولا توجد طريقة أفضل لضمان المصالح الأمنية من التفوق الإسرائيلي.

وبحسب نتنياهو فقد تمت مناقشة حق وواجب إسرائيل في الدفاع عن نفسها أمام العدوانية الإيرانية من الأراضي السورية ضد إسرائيل على حد قوله وتعبيره.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن نتنياهو ومرافقيه استعرضوا خلال لقال لقاءاتهم في الكرملين وثائق من الأرشيف النووي الإيراني، التي كشف نتنياهو الأسبوع الماضي عن أن الموساد سرقها من إيران.

وقالت "يديعوت أحرونوت" إن نتنياهو، عبر عن رضاه من التفاهمات التي تحققت، في اللقاء الذي جمعه مع بوتين على انفراد.