"قبل أرض النفاق" أعمال فنية تسببت في جدل سياسي داخل مصر والسعودية
الجمعة 11/مايو/2018 - 10:18 ص
وسيم عفيفي
طباعة
إلى الآن لا زالت الضبابية هي سيدة موقف شركة "العدل جروب" بسبب مسلسل "أرض النفاق"، فالمملكة العربية السعودية رفضت عرض المسلسل على قنواتها بسبب ظهور "إبراهيم عيسى"، والذي هو بالنسبة للمملكة أحد أكبر المعارضين لها في العالم العربي، مما جعل الشركة المنتجة تستبدل إبراهيم عيسى بالممثل "سامي مغاوري".
زاد الأمر تعقيداً بالنسبة للشركة، التغريدة التي نشرها بطل المسلسل، الفنان محمد هنيدي، لكن مسلسل "أرض النفاق" لم يكن هو العمل الوحيد الذي تسبب في إثارة الجدل السياسي والإعلامي داخل مصر والمملكة العربية السعودية، فهناك أعمال فنية سابقة تسببت في أزمات سياسية داخل البلدين وأحياناً بينهما.
"فيلم الرسالة" الأزهر ينصفه والقذافي ينقذه
أفيش فيلم الرسالة بنسخته الإنجليزية
كان عمر المخرج مصطفى العقاد 47 سنة وهو يبدأ أول خطوة في مشواره الإخراجي من خلال فيلم الرسالة الذي يحكي قصة الرسالة النبوية والإسلام، بنسختيه "الإنجليزية والعربية".
رفض شيوخ المملكة العربية السعودية التصريح بالفيلم لأنه حسب زعمهم يجسد شخصيات من المُحَرَّم تجسيمها، ورغم أن الأزهر صرح بعرض الفيلم ووافق على السيناريو، لكنه وقف على الحياد بعد انتهاء التصوير نظراً لظهور شخصية "حمزة بن عبدالمطلب"، ورغم وضوح القانون في تلك الجزئية التي تنص على عدم ظهور "الأنبياء وزوجاتهم وأبناءهم وأحفادهم والعشرة المبشرين بالجنة"، لكن تم منع عرض الفيلم.
يقول "مصطفى العقاد" في حواره حول الفيلم "بعد 6 أشهر من الشروع فيه في المملكة المغربية وبتمويل ليبي ضغط الشيوخ في السعودية على ملك المغرب فانسحبت المملكة المغربية من تبني الفيلم، فاضطر فريق عمل فيلم الرسالة إلي الذهاب إلي الصحراء الليبية لتكملة الفيلم، وبالفعل أُكمل الفيلم في ليبيا وجرت أحداثه في الصحراء الليبية وخاصة معركتي بدر وأُحد في مدينة سبها في قلب صحراء الجنوب الليبي، والبقية كانت بضواحي العاصمة الليبية طرابلس بتشجيع ليبي علي كل المستويات الرسمية والشعبية".
"فيلم Sadat" أي هبل في الجبل
أفيش فيلم سادات
كانت حياة الرئيس المصري أنور السادات دراماتيكية إلى حد كبير، وكان موته أيضاً في مشهد درامي لم يكن لأحد أن يتوقع حدوثه ظهر يوم 6 أكتوبر سنة 1981 م.
لم تمضي سنتين على حادثة المنصة حتى قرر المنتج دانييل بلات ورفيقه المنتج روبرت سينغر برصد ميزانية ضخمة لإنتاج فيلم أمريكي عن حياة السادات بعنوان Sadat يقوم ببطولته الممثل العالمي لويس جوست جونيور، ويخرجه ريتشارد مايكلز، ونال بطل المسلسل عن الفيلم جائزة غولدن غلوب لأفضل ممثل.
لم تمضي سنتين على حادثة المنصة حتى قرر المنتج دانييل بلات ورفيقه المنتج روبرت سينغر برصد ميزانية ضخمة لإنتاج فيلم أمريكي عن حياة السادات بعنوان Sadat يقوم ببطولته الممثل العالمي لويس جوست جونيور، ويخرجه ريتشارد مايكلز، ونال بطل المسلسل عن الفيلم جائزة غولدن غلوب لأفضل ممثل.
بمجرد صدور الفيلم سنة 1983 م قررت السلطات المصرية منع عرضه من جميع دور السينما، وحظر بيع أشرطة الفيديو المتعلقة بالفيلم داخل شوارع القاهرة وغيرها من محافظات مصر، ويرجع ذلك إلى كم المغالطات التاريخية في القصة، فضلاً عن أخطاء الممثلين الأمريكيين في تمثيل الشخصيات المصرية.
السادات .. كمان وكمان
مظاهرات إيرانية تأييداً لفيلم إعدام فرعون
مضت 27 سنة على أزمة فيلم Sadat الذي أنتجته الولايات المتحدة الأمريكية، حتى تكرر نفس السيناريو لكن على يد إيران، حيث أنتجت فيلماً وثائقياً عن الرئيس الراحل أنور السادات حمل عنوان "إعدام فرعون" سنة 2006 م، من إنتاج لجنة تكريم شهداء الحركة الإسلامية العالمية الإيرانية.
تعرض الفيلم لانتقادات شديدة من كافة الأوساط المصرية سواءاً كانت إعلامية أو صحفية أو فنية، لدرجة جعلت الأزهر يقرر عدم افتتاح فرع له في إيران إلا بعد حرق الفيلم.
كانت الفضيحة مدوية في إيران، حيث أنه لم يكن إنتاج إيراني، وإنما هو مسروق من سلسلة وثائقية أنتجتها قناة الجزيرة القطرية حملت عنوان "الجريمة السياسية"، ورغم نفي الحكومة الإيرانية ارتباطها بالشركة التي أنتجت الفيلم، لكن هذا لم يكن مقبولاً بالنسبة للسلطات المصرية حيث أن المصادر المصرية ربطت بين لجنة تكريم شهداء الحركة الإسلامية والحرس الثوري الإيراني.
أزمة بين السعودية ومصر بسبب "سوسن بدر"
من أخبار مقاطعة سوسن بدر بسبب فيلم موت أميرة
في سنة 1980 م كتب وأخرج أنطونى توماس فيلم موت أميرة، الذي قامت ببطولته الفنانة سوسن بدر، ويتناول قصة حياة الأميرة مشاعل بنت فهد بن محمد آل سعود حفيدة الأمير محمد بن عبد العزيز آل سعود، وأحدث الفيلم جدلاً وأزمةً سياسيةً بين مصر والسعودية، وحدثت أزمة دبلوماسية بين السعودية وبريطانيا باعتبارها الدولة التي سمحت بإنتاج الفيلم.
أفيش فيلم موت أميرة
قصة الفيلم عن مشاعل بنت فهد بن محمد آل سعود حفيدة الأمير محمد بن عبد العزيز آل سعود ، مؤسس العائلة المالكة السعودية السابق والابن الرابع من أبناء الملك عبد العزيز الذكور من زوجته الأميرة الجوهرة بنت مساعد بن جلوي آل سعود.
تم إعدام مشاعل وهي في سن التاسعة عشر سنة 1977 م ، بعد أن اتهمتها بعض أعضاء الأسرة “بالزنا”، وتم إعدامها، والديوان الملكي السعودي بالطبع لم يصدر بياناً رسمياً في ذلك الوقت عن هذا الأمر ، إلا أن روايات بدأت تنسج خيوط قصة الأميرة مشاعل.
تم إعدام مشاعل وهي في سن التاسعة عشر سنة 1977 م ، بعد أن اتهمتها بعض أعضاء الأسرة “بالزنا”، وتم إعدامها، والديوان الملكي السعودي بالطبع لم يصدر بياناً رسمياً في ذلك الوقت عن هذا الأمر ، إلا أن روايات بدأت تنسج خيوط قصة الأميرة مشاعل.
من أخبار فيلم موت أميرة
حد الزنا في الإسلام له شروط تعجيزية حتى لا يُقام برغم الجُرْم ، فإن الشخص الزاني أو الزاني لا يثبت عليه الاتهام إلا بحضور 4 شهود ، رأوا بأعينهم واتفقت أقوالهم في شرح ووصف عملية الزنا ، فضلا عن شروط متعلقة بعدالة الشهود أنفسهم ، كل هذا يصعب توافره في واقعة مشاعل حيث أنه لم يوجد شهود ، إلا أن مشاعل نفسها اعترفت 3 مرات وتم إعدامها في نفس اليوم بمنطقة ساحة السيارات بجوار بناية الملكة بمدينة جدة .
فيلم ملك الرمال الذي تسبب في أزمة دبلوماسية بين السعودية و إنجلترا
مخرج الفيلم أنطوني توماس قال "أن إجراءات المحاكمة باطلة من الأساس والإعدام لم يتم بشكل رسمي ولا وفق شريعة الإسلام وساق في ذلك أدلة من ضمنها أن مشاعل لم تُعْدَم في الأماكن الاعتيادية لتطبيق الحد وإنما في حالتها هي كان مكان الإعدام غير مخصص ، فضلا عن أنها غير متزوجة فلماذا تُقْتَل ، فحدها هو الجلد وليس الرجم ، ومن ثم فإن ما حدث فيها قانون قبلي وليس إسلامي"، غير أن عدداً من أسرة آل سعود أدلوا بتصريحات لصحفيين من الغرب قالوا فيها أنها كانت متزوجة ولذلك فإن الرجم هو الحد في تلك الحالة.
قام ببطولة الفيلم الممثل البريطاني بول فريمان بدور المخرج الصحفي كرستوف رايدر، وجودي بارفيت في دور المربية الألمانية ، وسوسن بدر في دور الأميرة مشاعل ، كما شارك فيه محمد توفيق في دور الأمير محمد بن عبد العزيز وعبد الله محمود، سمير صبري، صلاح جاهين، تهاني راشد نبيل الحلفاوي وفنانون من لبنان.
