الزواج والمشاركة.. خبير أثري لـ"بوابة المواطن": المصري القديم أول من عرف قيمة الأسرة
الأحد 13/مايو/2018 - 09:31 م
نور محمود
طباعة
كشف مجدي شاكر كبير أثريين بوزارة الآثار، عن شكل الأسرة في العصر المصري القديم، تزامنا مع اليوم العالمي للأسرة، الذي يوافق يوم الخامس عشر من مايو من كل عام، كعيد عالمي للأسرة منذ عام 1993 لتدعيم أواصر المحبة بينهما وتسليط الضوء على أهمية الأسرة فى المجتمع ودورها فى بنائه وتقاسم المسؤوليات المنزلية وفرص العمل.
وحددت أن مفهوم الأسرة لا يقتصر على الزوج والزوجة والأولاد بل يشمل الأقارب والأهل والجيران ولكن نعلم أن أجدادنا المصريين القدماء قد أدركوا قيمة وأهمية هذا البناء
وأشار "شاكر"، لـ "بوابة المواطن"، إلى أن المصرى القديم أدرك قيمة وأهمية الأسرة مبكرًا وأن نجاحها هو نجاح للمجتمع كله وأدرك أن الحفاظ عليها هو من واجبات كل أفراد الأسرة، وكانت حياته الاجتماعية أحد الأبعاد الأساسية الأربعة التى قام عليها المجتمع المصرى بجانب البعد السياسي والاقتصادي والديني، مضيفًا أن الحكيم "آنى" نصح ابنه قائلا: "إذا كنت رجلا عاقلا فاتخذ لنفسك بيتا وزوجة وانت شاب لترزق منها بولد"، ثم يقول "إذا ولدته لك فى شبابك فعلمه ليكون لك نافعا فما أسعد الرجل الذى يكثر أهله ويحترم من أجل أولاده"، بينما قال الحكيم عنخ ششنقى "اتخذ لنفسك زوجة وأنت فى سن العشرين لترزق بأولاد فى شبابك".
وأكد أن الأم لعبت دورها المعتاد والأساسي فى الأسرة، حيث نصح الحكيم بتاح حتب ابنه عن زوجته "أشبع جوفها وأستر ظهرها وأسعد فؤادها وعليك بالعطر فهو علاج لجسدها أسعد قلبها طوال حياتك فهي حقل نافع لولى أمرها".
واعتبر المصري القديم، الزنا من الفواحش وتبرأ منه أمام الآلهة "أنني لم ارتكب الفاحشة مع امرأة"، حيث قال بتاح حتب "إن الزنا لجرم عظيم وإن الزاني ليستحق الإعدام، وإن من يرتكب الزنا يسهل عليه أن يرتكب كل ذنب مهما كان عظيما" وقال "من زنا بإمرأة فى الطريق كمن نقب كيس ومن نكح زوجة جاره زنى بزوجته على عتبة داره".
وأوضح أن الزواج في عهد المصري القديم، كان يتم فى سن مبكرة 15 عام للذكر، و12 عام للأنثى، مشيرا إلى أن طقوس الزواج كانت تتم داخل المعبد بحضور الكاهن والشهود وتحرر وثيقة خاصة فى حضور ولي أمر الزوجة ويحرر عقد فيه كل التعهدات والالتزامات وكان لها مهر ومؤخر صداق.
وأكد وجود حرص من الزوجين على الإنجاب، بالإضافة إلى مظاهر المودة والألفة بين أفراد الأسرة، واضحا فى نقوشهم وتماثيلهم حيث نرى الزوجة واقفة أو جالسة تحتضن زوجها والأولاد بجوارهما ومناظر لها وهي تشاركه فى أعمال الحقل ورحلات الصيد والنزهة.
وتابع: "لم تكن الأمومة والأبوة مجرد وظيفة اجتماعية ولكنها كانت قيمة اجتماعية مثلها فى ذلك مثل قيمة التماسك العائلي وبر الوالدين وحسن تنشئة الأولاد وفقا لمجموعة من الحقوق والواجبات التي تتحكم العلاقة بين أفراد الأسرة وحرصه على الأسرة كنواة للمجمتع ولدعم فكرة الاستقرار التي ترسخت جذورها باكتشاف الزراعة".