"عمر الجيزاوي".. طلبه "السادات" للغناء بفرحه وتسببت "شادية" في موته
الخميس 17/مايو/2018 - 03:19 م
وسيم عفيفي
طباعة
زادت نتائج البحث عن عمر الجيزاوي بعد قيام نجم فرقة "أيامنا الحلوة" محمد فهيم بأداء أغنية "اتفضل قهوة"، ليتذكر الناس واحداً من مطربي فن المونولوج، واشتهر بظهوره مع كبير الرحيمية في الأفلام التي تميزت بها مسيرته مع السيد بدير، كان ميلاد عمر الجيزاوي في حارة ”درب الروم” بمديرية الجيزة يوم 24 ديسمبر عام 1917 ، لأسرة فقيرة، وأب يعمل في مهنة المعمار.
نشأ عمر الجيزاوي وتربى وسط هذا المناخ، فشارك والده تحمل نفقات البيت منذ صغره، وعمل هو الآخر في مجال المعمار، وكان طوال فترة عمله يغني للعمال كي يشجعهم على العمل ويحفزهم ويزيد من نشاطهم وحيويتهم، وظل هكذا حتى تنبه أحد المقاولين لأن صوته مميز ويصلح للغناء في الأفراح.
تغيّر مسار الجيزاوي بعد الغناء في فرح أقارب المقاول، حيث بدأ يتردد على الأفراح ليغني فيها، وذاع صيته ليصبح مطرب الأغاني والأفراح الأول في منطقة الجيزة، خاصة بعدما تخصص في غناء اللون الصعيدي، الذي لم يكن منتشرًا في هذا الوقت، ومع ازدياد شهرته أصبح يغني في أفراح
العائلات المعروفة، ليصل صيته ويغنى في عرس الرئيس أنور السادات، وشكَّل الجيزاوي بعد ذلك فرقة استعراضية حملت اسمه.
بدأ الجيزاوي يطوف المدن بفرقته ليقدم عروضها، لينال من النجاح والشهرة ما فتح أمامه الطريق للحفلات الخارجية، فسافر بفرقته ليقدم المونولج في عدد كبير من الدول الأوربية، وليزداد نجاحًا ونجومية بعد نجاحه في فرنسا، وقيام الفرنسيين بطبع صورته على علب الكبريت.
لإيمانه بأن السخرية من الأوضاع التي يعيشها المصريين هو أفضل طريقة لإضحاكهم وتبكيتهم على حالهم، أخذ الجيزاوي هذه المدرسة طريقًا له، فدأب على انتقاد الأوضاع والسخرية من الملك فاروق وسهراته وغرامه بالنساء ومطارداته لهن، لينقلب عليه رجال الملك ويوضع اسمه في كشوف البوليس السياسي.
بدأت المضايقات الأمنية تلاحق الجيزاوي، وتتهمة بالشيوعية، فهددوه بأنه لن يعمل بعد ذلك ولن يجد مسرحًا واحدًا يعرض عليه أعماله.
ذكرت كتب التاريخ الفني تفاصيل عن تلك الأزمة على لسانه حيث قال: "هددوني بعدها بقولهم لن تجد عملاَ بعد الآن وسيفتش البوليس بيتك كل يوم، وربما تدخل السجن بحجة أو بأخري سنلفقها لك، وهناك حل إذا قبلته تركناك، لا بد أن تشيد في أغانيك بالملك وكل أفراد الأسرة، وهو ما رفضته بالثلاثة، الأمر الذي جعلني أغلق الباب علي نفسي مقررًا الاعتزال، حتى قامت ثورة 1952".
وكانت الثورة هي فاتحة الخير على الجيزاوي، إذ عاود نشاطه مرة أخرى، وفتحت السينما له ذراعيها، فقدم عشرات الأفلام منها خضرة والسندباد القبلي، مع درية أحمد والدة الفنانة سهير رمزي، وحلال عليك، والمقدر والمكتوب، ولسانك حصانك، وبنت الجيران، وفالح ومحتاس.
سيطر الاكتئاب على الجيزاوي بعد أن قدم أغنية وطنية، أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وحملت اسم ”يا للي من البحيرة ويا للي من آخر الصعيد”، وسجلها بصوته في الإذاعة المصرية، قبل أن يقوم الملحن جمال سلامة بأخذ اللحن وتقديمه للفنانة شادية لتغنيه بصوتها باسم مصر اليوم في عيد، ليشعر بالتجاهل وعدم التقدير وتزداد حالته سوءً، قبل أن يتوفى بالاكتئاب في الثاني والعشرين من شهر أبريل عام 1983م.