سوريا واحدة من أجمل ورود بلاد الشام، تعرضت لسلسلة من الصدمات المتتالية والمتكررة، فمن جرائم مسلحي "داعش" ضد المدنيين، لهجمات مسلحة متتالية من قبل روسيا وإيران، وهجوم من إسرائيل، علاوة على التدخل الأمريكي والروسي.
وسط ما تتعرض له سوريا، من هجمات وضربات، تأتي من جهات خارجية، يفترض فيها أنها معادية لدول العرب والمسلمين، لابد أن نلق نظرة ودراسة عامة، على وضع الجيش السوري، الذي من المفترض أن يكون هو المسئول الأول حماية الأراضي السورية، قبل غيره، فترى كيف هو وضعه الآن.
الانطباع الأول
يبدو من الوهلة الأولى، أن الجيش العربي السوري، هو أكبر قوة عسكرية تشارك في الحرب الأهلية السورية، وأنه هو العون العسكري المهيمن تحت سيطرة حكومة الرئيس بشار الأسد، لكن لابد من الانتباه إلى نقطة هامة.
وجه أخر
إذا وضعنا تلك الصورة الوردية، التي يحاول الإعلام السوري الرسمي، ترويجها، عن
الجيش السوري، وتناولنا زوايا أخرى، سنجد صورة مختلفة تماما، وتأكيد من بعض الأراء
التي تنتمي للعديد من الحلفاء والنشطاء من شباب سوريا ومواقع التواصل الإجتماعي،
هي عبارة عن تأكيد على أن قوات
الدفاع الوطني والجيش السوري انقرضا تقريبا، وذلك بسبب تجنب الخدمة العسكرية
والانشقاقات، ولأن نظام الأسد كان متشككا في ولاء غالبية الوحدات العسكرية، مما جعل الجيش السوري، غير قادر على من التعبئة
الكاملة.
معاناة النظام السوري
إذا عدنا للوراء بعض الشيء، وتحديدا صيف 2012 سنعرف أن النظام السوري كان يعاني من
نقص في القوات، عندما خلص
المستشارون من فيلق القدس التابع لفيلق الحرس الثوري الإسلامي الإيراني إلى أن
الوحدات المنظمة على أسس دينية وسياسية، أثبتت فعالية أكثر في القتال من بقية
الجيش السوري.
إدعاءات إيرانية
ووفقا لادعاءات إيران، أدى تأسيس قوات الدفاع الوطني لإضافة
100,000 عنصر مساعد لإعادة هيكلة سوريا العسكرية، وإعادة تنظيم الجيش السوري، لكن
لابد من الإعتراف، بأن مثل هذه الخطوات أدت إلى خليط من الميليشيات الطائفية.
تحليلات شبابية
وفقا لما تناول العديد من شباب سوريا، والنشطاء، فقد تم إعادة تنظيم الجيش السوري،
وتم دمجه مع زمرة من
الميليشيات الطائفية تقريبا بحلول الوقت عندما أطلق الروس التدخل العسكري في صيف
عام، 2015.
وفي المقابل، كانت تخطط روسيا لشن هجوم مضاد ضد المتمردين في
شمال اللاذقية، وأنشأ الروس ما يسمونه بـ"فيلق الاقتحام الرابع" وهو تشكيل
نموذجي لما يمكن اعتباره القوات المسلحة السورية المعاصرة، اعتمادا على بنية الفرقة
الثالثة والرابعة من الجيش النظامي السوري.
تركيزات الجيش السوري
حاليا، نلاحظ أن كل من حمص وحماة، هما آخر محافظتين، يشهدان
تركيز كبير من قبل الجيش السوري، وهما المقرات الرئيسية لمختلف وحدات الجيش السوري
السابقة، وهذا لا ينسينا أن كل كتائب الجيش، تتكون وفقا لرؤى بعض المحللين من
ميليشيات طائفية مختلفة، بما في ذلك حزب البعث، وهو ما ساعد في .
إنشاء العديد من القوات الخاصة، وهي وحدات معروفة بعملياتها
الهجومية في شرقي حمص وجنوب حلب. وتشمل "قوة النمر" و "قوة الفهد"، وهما في الأساس، كلها شركات عسكرية خاصة،
يمولها رجال أعمال مقربون من الأسد، ويتم دعم عملياتها في مناطق حمص وتدمر الشرقية
من قبل عناصر بحجم كتيبة من لواء مشاة البحرية ال61 الروسي و اللواء 74 مشاة.
نقطة نظام
بعد كل ما سبق رصده لابد أن لا
يتجاهل الوجود العسكري الروسي، وما يقال
من أن قوات موسكو تتمركز في قاعدتي حميميم و صنوبر الجويتين، هما يقعان بالقرب من
اللاذقية وقاعدة الشعيرات الجوية في جنوبي شرقي حمص، والروس لديهم لا يقل عن 10.000 – وعلى الأرجح 15.000 مقاتل في سوريا.