" سميرة موسى " و " راقية إبراهيم " قصة عالمة قتيلة وفنانة قاتلة
الأحد 27/مايو/2018 - 07:32 م
وسيم عفيفي
طباعة
دائما حين تُرى راقية إبراهيم في أي من الـ 19 فيلم الذين مثلتهم يصاب المشاهد بحالة من الاستياء وعدم الارتياح بسبب أنها الخائنة والجاسوسة التي تسببت في موت العالمة الشهيرة سميرة موسى يوم 15 أغسطس سنة 1952 م ليفتح اغتيالها باباً من الاتهامات حول دور راقية إبراهيم في عملية قتل سميرة موسى.
راقية إبراهيم في بدايتها
ولدت راشيل ابراهام ليفي (والتي صار اسمها فيما بعد راقية إبراهيم) في 22 يونيو 1919 ومثلت أول مرة سنة 1938 في مسرحية لتوفيق الحكيم اسمها سر المنتحرة وظهرت بقوة في السينما في فيلم ليلى بنت الصحراء إلى أن صارت من مشاهير السينما حيث مثلت مع الموسيقار محمد عبد الوهاب فيلم رصاصة في القلب والوردة البيضا.
سميرة موسى
قبل الربط بين علاقة راقية إبراهيم بمقتل سميرة موسى يجب أن نعرف كيف قُتلت العالمة المصرية سميرة موسى، حيث تم اغتيالها في 15 أغسطس سنة 1952 وبداية النهاية كانت عندما قبلت الدكتورة سميرة دعوة للسفر إلي أمريكا في عام 1952 حيث أتيحت لها فرصة إجراء بحوث في معامل جامعة سان لويس بولاية ميسورى الأمريكية.
سميرة موسى
تلقت سميرة موسى عروضا لكى تبقى في أمريكا لكنها رفضت وقبل عودتها بأيام استجابت لدعوة لزيارة معامل نووية في ضواحي كاليفورنيا، و كانت النهاية في 15 أغسطس بطريق كاليفورنيا الوعر المرتفع حيث ظهرت سيارة نقل فجأة لتصطدم بسيارتها بقوة وتلقى بها في وادى عميق، وقفز سائق السيارة وكان زميلها في الجامعة ويقوم بتحضير الدكتوراة وهو من الهند والذي بعد الحادث اختفى إلى الأبد.
سميرة موسى
سبب الإجماع على أنها تم اغتيالها يكمن في السائق الذي كان يحمل اسما مستعارا وأن إدارة المفاعل لم تبعث بأحد لاصطحابها، كذلك كانت تنوى إنشاء معمل خاص لها في منطقة الهرم بمحافظة الجيزة من أجل العلوم الذرية في غضون أنها رفضت الجنسية الأمريكية.
فـ سميرة موسى هى كنز أصر أن يبقى مصريا، وكانت إسرائيل قلقة من طموح سميرة موسى التي كانت تسعى لامتلاك مصر القنبلة الذرية وتصنيعها بتكاليف بسيطة، فدفعت راقية إبراهيم لتقدم لها عرض بالحصول على الجنسية الأمريكية والإقامة في الولايات المتحدة والعمل في معامل أمريكا.
رفضت سميرة موسى هذا الأمر بشدة لدرجة انها كتبت آخر رسالة لها الى والدتها تقول فيها "لقد استطعت أن أزور المعامل الذرية في أمريكا وعندما أعود إلى مصر سأقدم لبلادي خدمات جليلة في هذا الميدان وسأستطيع أن أخدم قضية السلام".
راقية إبراهيم
كانت راقية إبراهيم علمت بموعد إحدى زيارات سميرة موسى إلى أحد المفاعلات النووية في الولايات المتحدة فقامت بإبلاغ الموساد الإسرائيلي ليتم اغتيالها في حادث يوم 15 أغسطس عام 1952 والمفاجأة أن سميرة موسى هى من قالت لراقية إبراهيم هذا الشيء لأنها كانت تثق فيها، وفي إحدى المرات استطاعت راقية سرقة مفتاح شقة سميرة وطبعته على صابونة وأعطتها لمسئول الموساد في مصر
وبعد أسبوع قامت إبراهيم بالذهاب للعشاء مع موسى في الاوبيرج مما أتاح للموساد دخول شقة سميرة موسى، وتصوير أبحاثها ومعملها الخاص وهنا علموا وأصروا على منحها الجنسية الأمريكية وبعد رفضها قتلت.
من أخبار الصحافة عن راقية إبراهيم
كانت حفيدة راقية إبراهيم نفسها هي التي حكت هذه القصة في حوار لها مع الوفد واستنادها إلى مذكرات راقية نفسها والتى اكتشفتها في مكتبتها بأمريكي منذ عامين والدليل على صدق هذا أيضا بشكل تاريخى أنه لو تأملنا سيرة راقية ابراهيم جيدا وبتمعن سنجد أنها في شهر سبتمبر تم تعيين راقية إبراهيم سفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة من أجل إسرائيل، وكان هذا مقابل اغتيال سميرة موسى والذي تم قبل هذا المنصب بشهر واحد.
في فترة الأيام التي كانت بين شهر أغسطس وشهر سبتمبر كانت راقية إبراهيم قد استقرت في الولايات المتحدة الأمريكية وهناك عملت بالتجارة ثم صارت في سبتمبر سفيرة للنوايا الحسنة لصالح إسرائيل، وكونت مع زوجها اليهودي الأمريكى شركة لإنتاج الأفلام إلى أن توفيت في 13 ديسمبر عام 1978 م.