نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية، مقال للمؤرخ والبروفيسور، يحيَعام فايتس، حاول من خلاله أن يعود بنا للخلف عبر عجلة الزمن، فقد ذكرنا بالدعاية التي قام بها حزب العمل الإسرائيلي، لانتخابات الكنيست عشية حرب أكتوبر عام 73، والتي جاء فيها: "يسود الهدوء على ضفة السويس، وكذلك في صحراء سيناء، في الضفة الغربية للقناة، في يهودا والسامرة الضفة الغربية، والجولان، الخطوط آمنة، الجسور مفتوحة، القدس موحدة، تُقام المستوطنات ومكانة السياسية صلبة، وهذا نتيجة لسياسة حصيفة، جريئة وبعيدة النظر".

موشيه ديان يبكي
بعد أن حرص فايتس، على إلقاء الضوء على مسودة "حزب العمل الإسرائيلي"، منذ قرابة 45 عاما، نوه عن بكاء موشيه ديان، وهو يهرول إلى "جولدا مائيرمبشرا بـ"خراب الهيكل الثالث"، بعد أن اجتازت القوات المصرية قناة السويس إلى ضفتها الشرقية، المحتلة، في ما بات معروفا بـ"عبور القناة"، وهذه الدباجة، تأتي بهذا الشكل لأنها نقلا عن مؤرخ ذو فكر صهيوني في المقام الأول.

تحذيرات اسرائيلية

حذر فايتس، الباحث المختص بتاريخ إسرائيل والصهيونية والمحاضر في جامعة حيفا، من أن الأجواء الحالية في إسرائيل، وهي تحت قيادة رئيس الحكومة، الذيوصفه بـ"اليميني المتطرف" نيامين نتنياهو، فهو يعتبر أنها شبيهة إلى حد كبير بالأجواء التي سادت إسرائيل عشية حرب أكتوبر 1973، التي ما زالت إخفاقات إسرائيل تعيشها حتى الآن، خاصة ونحن نمر بذكرى العاشر من رمضان.

دليل قوة جولدا مائير 
أضاف فايتس، وبحسب ما جاء في مقاله على "هآرتس"، أن قوة ج ولدا م ا ئير وسطوتها كانتا بالغتين، ورأى أن الدليل على ذلك هو تعامل وزير المالية حينذاك، بنحاس سَبّير، مع مئير، فقد كان سبير، وبحسب ما روي عنه يخاف كخ وفه من الموت من إظهار نظرته المعتدلة حول مسألة مستقب ل المناطق المحتلة على ضوء موقف جولدا، المعروف بأنه الأكثر صرامة، وكان الشعور حينها أنه لا يوجد بديل لم ا ئير، لا داخل حزبها ولا داخل كتلة المعارضة، التي عرفت بـ "غاحال"، والمؤلفة من حزبي حيروت، وهو الليكود اليوم والليبراليين، بزعامة مناحيم بيجن، حتى قادة "غاحال" رأوا مائير يهودية قوية وقادرة على الصمود أمام القوى الخارجية.

إسرائيل اليوم 
وفقا لفايتس، إسرائيل اليوم فإنه لم يجر فيها أي نقاش حول مبادئ السياسة الأمنية، التي بلورتها مائير وديّان، لكن هذا لا يمنع ووفقا لتقديراته أن حرب الغفران ". حطمت أجواء النشوة، والعجرفة والتحجر السائدة في حينه إلى شظايا، وأدت أيضا إلى نهاية الحكم الطويل لحزب العمل.

نقطة نظام
توصل ومن رؤية المؤرخ فايتس أنه ومثلما حدث في 1973 يسير المجتمع الإسرائيلي اليوم، خلف زعيم متعجرف ومتغطرس، يقود إسرائيل إلى  حافة الهاوية، والأهم عل ستواجه إسرائيل الهاوية بفعل المصريين مثلما حدث عام 1973.