" تاريخ نسيه النشطاء و الإخوان " ما بين مصر و السعودية أكبر من تركي آل الشيخ والأهلي

الإثنين 28/مايو/2018 - 12:42 م

وسيم عفيفي

في بلدة الدرعية كان الأمير محمد بن سعود مجرد شيخ قبيلة لـ آل مقرن ولم يخطر بباله أن يؤسس الدولة السعودية الأولى حتى جاء إليه محمد بن عبدالوهاب ووضع ميثاق الدرعية سنة 1745 م، ومعه بدأت الدولة السعودية تظهر وعلى يديه تأسست أكثر الجماعات الإسلامية تطرفاً في التاريخ وهم الوهابية.

ميثاق الدرعية - رسمة

طيلة 66 عاماً لم تشعر مصر والعالم الإسلامي بتلك الدولة التي نشأت في أقصى أقاصي شبه الجزيرة العربية، حتى وقع الصدام بينهما سنة 1811 م في الحرب المصرية الوهابية والتي أدت إلى سقوط الدولة السعودية الأولى ومعها بدأت العلاقات المصرية السعودية.

ما بين السطور في أزمة تركي آل الشيخ والأهلي

محمود الخطيب - تركي آل الشيخ

جاءت أزمة تركي آل الشيخ مع إدارة النادي الأهلي في سياق حربٍ كلامية لخلافاتٍ في السياسات بين الرئيس الشرفي للأهلي، ومحمود الخطيب باعتباره الرئيس المنتخب له، وتطرق الأمر إلى حملة من جانب مؤيدي الطرفين، دخل فيها الشامتين بشكلٍ سياسيٍ يتخذ من الرياضة قناعاً، فتناولوا العلاقات المصرية السعودية.

الخلافات ما بين تركي والأهلي، جعلت الكثيرين يتمنوا إحداث أزمة دبلوماسية بين مصر والسعودية نتيجة للثقل الكبير الذي يتسم به تركي آل الشيخ داخل المملكة العربية السعودية باعتباره مستشار في الديوان الملكي بمرتبة وزير، ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة في المملكة العربية السعودية، ورئيس إدارة الاتحاد الرياضي لألعاب التضامن الإسلامي، فضلاً عن رئاسته للاتحاد العربي لكرة القدم.

تبدو الخلافات بين تركي آل الشيخ و النادي الأهلي خلافات مالية رياضية، غير أن التناول لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أخذ بعداً آخر وهو الشكل السياسي، فالبعض أشار إلى أن هذه المشكلة هي جزء من خلافات مصرية سعودية غير معلنة، بينما الكثيرون رأوا ضرورة تدخل قيادة الدولتين لحل المشكلة، ليس حباً في الجمهورية والمملكة وإنما رغبة في إحداث أزمة بينهما نظراً لتأثر المنطقة الدولية بوفاق القاهرة والرياض والذي أثر بالسلب على قضايا مصيرية بالنسبة للإخوان، لكن هذا يمكن أن يحدث الصدام كما يتعشمون ؟.

لماذا الذي بين مصر والسعودية أكبر؟

علم مصر والمملكة العربية السعودية

حقائق التاريخ قبل إثباتات الواقع تؤكد على عمق العلاقة بين البلدين مهما جرى من تغيرات بفعل الزمان وأي مؤثرات اقتصادية وفكرية أو حتى سياسية حتى في الأزمات، وبالتالي فإن ما يجري بين الوزير السعودي والنادي الأهلي لن يحقق ما يرجوه الإخوان ويحكم التاريخ على ذلك.

محمد علي باشا و حربه ضد الوهابية

كانت ضربة 1818 م قاسية على الدولة السعودية الأولى حيث إعدام آخر أمراءها بسبب مصر، لكن مصر لم تنقطع عن الدولة السعودية الأولى حيث تزوج عباس الأول نجل محمد علي باشا من أميرة نجدية في إقليم نجد الذي شهد سقوط الدولة السعودية الأولى، كما استفادت مصر من تجربتها في إمارة نجد، حيث كانت الحرب المصرية الحجازية نواةً لتأسيس الجيش المصري الحديث.

الملك فاروق - الملك عبدالعزيز

ومع آخر حكام مصر من أسرة محمد علي، شهدت العلاقة بين مصر والسعودية علاقة متوترة التوتر نتيجةً لرفض الملك عبدالعزيز وساطة نظيره المصري فؤاد الأول بين مؤسس الدولة السعودية و الشريف حسين، الأمر الذي أدى إلى مقاطعة بين الدولتين ولم تنتهي إلا في العام 1945 م بزيارة من العاهل السعودي لمصر فتحت لاحقاً زيارات أخرى لعل أبرزها ما جرى في 1946 م حين أدى الملك عبد العزيز خلال زيارته لمصر صلاة يوم 11 يناير في الجامع الأزهر.

الرئيس جمال عبدالناصر - الملك فيصل

جاء العصر الجمهوري الذي حكم مصر عقب ثورة 23 يوليو سنة 1952 م، وحمل معه الخلافات بين المملكة ومصر هي الأشد ضراوةً نتيجة للخلافات السياسية الفكرية بين الرئيس جمال عبدالناصر والملك سعود ثم الملك فيصل تلك الخلافات التي وصلت إلى درجة قيام عبدالناصر بسب ملوك السعودية واتهامهم بالتآمر عليه، فكان رد المملكة إلغاء كسوة الكعبة الصادرة من مصر فضلاً عن إصدار حكم ديني بتكفير جمال عبدالناصر، على الرغم من مشاركة أمراء سعوديين في الانضمام للجيش المصري أثناء العدوان الثلاثي، حتى أظهرت نكسة 1967 م معدن الطرفين، حيث وقف الملك فيصل بجانب الجيش المصري ذلك الوقوف الذي أثمر عن قرار حظر البترول في حرب أكتوبر سنة 1973 م.

السادات في السعودية

في أواخر عهد السادات كانت مصر مُقَاطعة من كل الدول العربية نتيجة لمعاهدة السلام التي أبرمها السادات في 26 مارس سنة 1979 م، وكانت السعودية على رأس الدول التي وافقت على خروج مصر من الجامعة العربية، غير أنه بعد مضي أشهر قليلة كانت مصر من أوائل الدول العربية التي ساهمت في تحرير الحرم المكي من قبضة أتباع جهيمان العتيبي الذين أرادوا قلب نظام الحكم السعودي في نوفمبر من العام 1979 م.

سيناريو مصر/الجزائر مستحيل الحدوث .. ولكن

علم مصر والسعودية والجزائر

إلى الآن لا زالت الحساسية بين الشعب المصري والجزائري موجودة بسبب كرة القدم والمباراة المشهورة في السودان سنة 2009 م، ولعل الإعلام الموجود في البلدين ساهم في الاحتقان الدبلوماسي بين مصر والجزائر والسودان، غير أن تغير الظروف بالنسبة للإخوان يجعلهم يطمحون في إعادة السيناريو لكن على شكلٍ سياسيٍ.
من الصعب وفق التقارير الرسمية والغير رسمية أن تؤثر الأمور الترفيهية مثل كرة القدم على ما بين المملكة العربية السعودية ومصر، لكن ما يلزمه الواقع وفق تحكمات السوشيال ميديا هو التركيز المتبادل من إعلام الدولتين على عمق ما بينهما من علاقات، خاصةً بعد دخول الغول الإيراني ليكون طرفاً في إحداث أي صراع داخل منطقة الشرق الأوسط.