لا تزال الأوضاع في فلسطين وتحديدا في قطاع غزة، تشغل الرأي العام العالمي، وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية، لأنها واجهت تصعيدا وتوترا ملحوظا، بعد إتمام إجراءات نقل السفارة الأمريكية، من تل أبيب إلى القدس، وكأن واشنطن كانت هي السبب الرئيسي، في بحور دماء الأبرياء، التي أسيلت ولا تزال تسيل.

جلسة طارئة
نوهت "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن إحتمالية إعلان مجلس الأمن الدولي، عقد جلسة طارئة اليوم الأربعاء، بناءًا على طلب من الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك لإتخاذ إجراءات تدين ما أسمته واشنطن بـ"الهجوم الصاروخي للفصائل الفلسطينية على إسرائيل"، على الرغم من أن صواريخ المقاومة، التي تم إطلاقها لم تتسبب في حدوث أي خسائر فادحة لدى الاحتلال، مقابل ما تسببه صواريخ الاحتلال في غزة.

وقالت مندوبة أمريكا في مجلس الأمن نيكي هالي، في بيان رسمي: "قذائف هاون أطلقها نشطاء فلسطينيون ضربت البنية التحتية المدنية بما في ذلك روضة الأطفال".

وأضافت هالي: "يجب أن يكون مجلس الأمن غاضبا ويستجيب لهذه النوبة الأخيرة من العنف التي تستهدف المدنيين الإسرائيليين، ويجب أن تخضع القيادة الفلسطينية للمساءلة عما تسمح لهم بحدوثه في غزة."

وفي نفس السياق، حرصت الولايات المتحدة، على نشر مشروع بيان يدعو مجلس الأمن إلى الإدانة وبأشد العبارات إطلاق الصواريخ من جانب المسلحين الفلسطينيين في غزة تجاه إسرائيل.

وسيستمع المجلس الى تقرير من مبعوث الأمم المتحدة للشرق الاوسط نيكولاي ملادينوف، خلال الاجتماع المقرر اليوم الأربعاء.

أخطاء من الماضي
وبحسب ما جاء فوزق سطور صحيفة "جارديان" البريطانية، فقد توجهت هولندا بطلب رسمي، من روسيا مفاده هو ضرورة الإعتراف بتحمل مسئولية إسقاط طائرة الركاب الماليزية فوق شرق أوكرانيا، التي وقعت في يوليو عام 2014.

وقال وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك أمام مجلس الأمن الدولي، إنه بات واضحا الآن أن الصاروخ الذي أسقط الطائرة في رحلة "أم أتش 17" قد أطلق من منصة صواريخ "تيلار" التابعة للجيش الروسي، مضيفا: "هذه النتيجة لم تأت اعتباطا، بل هي نتيجة تحليل مكثف ودراسة معمقة."

من جانبه، أعلن فريق التحقيق المشترك يوم الخميس الماضي، نتائج إضافية، جاءت على أساس قانوني ودليل ثابت، تفيد بأن المنظومة التي أطلق منها الصاروخ الذي أسقط الطائرة، تعود إلى اللواء 53 المضاد للطائرات، التابع للجيش الروسي، حسب قول الوزير الهولندي.

ووضح وزير الخارجية الهولندي أنه وعلى هذا الأساس، أعلنت استراليا وهولندا يوم الجمعة الماضي أنهما تحملان روسيا الاتحادية المسئولية، لاشتراكها بإسقاط الطائرة في الرحلة أم أتش 17، ونتيجة لذلك، وجهت كل من هولندا واستراليا، دعوة لروسيا الاتحادية إلى المشاركة الجادة والبناءة معهما في هذا الصدد، وقبول تحمل مسئوليتها.

ومضى وزي الخارجية الهولندي يقول: "إضافة لهذا، يتعين على روسيا الاتحادية أن تبدأ التعاون التام مع التحقيق الجنائي الذي يجريه فريق التحقيق المشترك".

يذكر أن الطائرة بالرحلة "أم أتش 17" قد أسقطت فوق شرق أوكرانيا في 17 يوليو عام 2014، وهي في طريقها من العاصمة الهولندية أمستردام إلى العاصمة الماليزية كوالالمبور، ولقي جميع ركابها الـ298 حتفهم، ومن بينهم 196 مواطنا هولنديا.

إتفاق ألماني إسرائيلي
أفادت عدة وسائل إعلام ألمانية أن وزارة الدفاع الألمانية، تنوي إبرام صفقة لاستئجار طائرات مسيرة، من إسرائيل، تصل قيمتها إلى 900 مليون يورو، مشيرة إلى أن إبرام مثل هذه الصفقات، يتم لأول مرة في تاريخ الجيش الألماني.

وقالت صحيفة "ذود دويتشه" الألمانية، أنها تواصلت مع مصادر وصفتها بـ"الرفيعة"، لكنها رفضت تحديد هويتهم أو تسميتهم، وقد نوهوا أن وزارة الدفاع الألمانية أرسلت طلبا للجنة المالية بالبرلمان، الأسبوع الجاري، للموافقة على استئجار طائرات قتالية بدون طيار، من شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، لمدة تسع سنوات، مع الإشارة إلى أن الصفقة تشمل 5 طائرات.

ووفقا لما ورد، فإن الطائرات التي تتعلق بهذه الصفقة، هي من طراز "هيرون تي بي"، وتصنعه شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، ويبلغ طولها 14 مترا، ويمكن تزويدها بصواريخ.

ونقلت الصحيفة عن اتفاق الائتلاف الحاكم الموقع في فبراير الماضي، بين الاتحاد المسيحي بزعامة المستشارة انجيلا ميركل، والحزب الاشتراكي الديمقراطي، أن البرلمان سيناقش استئجار هذه الطائرات القتالية بدون طيار أولا، وبموجب هذا الاتفاق، فإن البرلمان سيناقش في وقت لاحق، وعقب استئجار الطائرات، أمر تسليحها، بعد إجراء تقييمات قانونية ودستورية وأخلاقية.

تركيزات الإعلام العبري
ركزت وسائل الإعلام العبرية، صباح اليوم الأربعاء، على الأحداث التي وقعت الليلة الماضية، في مستوطنات غلاف غزة، ووصفتها بالساخنة جدا.

وذكرت القناة "العاشرة العبرية"، أنه تم تفعيل صفارات الانذار الليلة، عشرات المرات بمستوطنات غلاف غزة، مشيرةً الى إطلاق عدة رشقات صاروخية من غزة تجاه مستوطنات الغلاف.

وأضأفت العاشرة، رغم وجود القبة الحديدية، سقط الليلة صاروخ من غزة في مستوطنة نتيفوت، وآخر في باحة منزل بمستوطنة أشكول، دون وقوع اصابات.

من جانبها قالت القناة الثانية العبرية، إن عشرات الصواريخ والقذائف اطلقت الليلة من قطاع غزة، تجاه الأراضي، وقام الجيش الإسرائيلي بالرد على هذه الصواريخ، بقصف غزة.

ونقلت وسائل الإعلام العبرية، عن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي قوله: "هاجمنا 65 هدفا بقطاع غزة، بينها نفق هجومي. زاعما أن حوالى 80 قديفة وصاروخ اطلقت بالأمس، من غزة تجاه المستوطنات الإسرائيلية بالغلاف، مشيرا إلى أن القبة الحديدة اعترضت غالبية هذه الصواريخ والقذائف.