"مصاصو الدماء" بين الحقيقة والأفلام.. الطب أثبت مرضهم والدراما شوهتهم
السبت 02/يونيو/2018 - 02:24 م
مريم مرتضى
طباعة
"بشرة شاحبة"، "خوف من الشمس"، "طاقة عالية"، "القدرة على عدم النوم مدة طويلة"، "الخوف من الثوم والبصل"، "قدرات غير اعتيادية"، كل هذه الصفات وغيرها ترتبط في أذهانها بمخلوق واحد فقط "مصاص الدماء"، وساهمت الدراما في ترسيخ هذه الصفات داخلنا حيث يوجد العديد من الأفلام والمسلسلات وحتى الروايات التي تناولت قصة "مصاصين الدماء"، ولكن هل تسائلنا يومًا ما هو أصل هذه القصص وهل مصاصي الدماء موجودين فعلًا أم هي مجرد أسطورة؟.. الإجابة نعم!، مصاصي الدماء حقيقين ويعيشون بيننا وكشفت الأبحاث الطبية عن العديد من الحالات التي تحمل مرض "مص الدماء"، كما أنهم موجودون منذ القدم وكشفت آثار العديد من الحضارات ذلك، فمثلًا يوجد في الحضارة الفرعونية المعبودة "سخمت" ربة البطش في مصر القديمة، التي ارتبطت عند قدماء المصريين بالدمار والهلاك، وقيل عنها أنها كانت تقوم بمص دماء ضحاياها.
برام ستوكر
أما عن أشهر مصاص دماء موجود فهو الأمير الروماني "فلاد تيبيس" أو " فلاد المخزوق" الذي كان البطل الرئيسي الذي استقى منه "برام ستوكر" شخصية مصاص الدماء في روايته الشهيرة دراكولا، وقد كان فلاد معروف بوحشيته، فكان يعشق إعدام أعداءه بالخازوق الذي يُعد أبشع أساليب الموت، وكان يدهن طرف الخازوق بالزيت ويُدخله ببطء شديد حتى يضمن ألا تموت الضحية فورًا، أما الأطفال فكان يضعهم على خازوق يخرج من صدور أمهاتهم، وكان يضع كأسًا تحت ضحاياه تقطر في الدماء ويشربها بعد ذلك.
فلاد تيبيس
أما عن اسم دراكولا، فقد جاء بعد انضمامه لجماعة سرية نشاطها ينحصر فى تكوين حملات ضد الأتراك العثمانيين، فأطلق عليه العثمانيون لقب دراكولا بمعنى الشيطان.
ميرسي براون
القصة الاولى "ميرسي براون"
كانت ميرسي بعمر الـ 19 عامًا عندما تُوفيت في 17 يناير عام 1892م، نتيجة إصابتها بمرض السل، والذي كان قد قتل والدتها وأختها من قبل، وكان أخاها قد أصيب به، والطب في هذا الوقت لم يقدم أي علاج لهذا المرض، ولكن والدها لم يرد أن يفقد إبنه الأخير الباقي من عائلته التي ماتت كلها، واقترح عليه أحد المشعوذين أن يقوم بتحويل إبنه لمصاص دماء لينقذوا من المرض، ورغم أنه لم يقتنع إلا أنه لم يجد خيار آخر سوى نبش قبر ابنته المتوفاة حديثُا لإنقاذ إبنه، وبالفعل ذهب إلى المقبرة لإخراج ما تبقى من جثة ابنته، ولكنه وجد الجثة محفوظة كما هي تمامًا وكأنها حية، كانت بشرتها سليمة، أظافرها قد نمت من جديد، وكذلك شعرها كان قد نمى، واكتشف أن قلبها والأجهزة الأخرى في جسمها مليئة بالدم السائل!
كانت ميرسي بعمر الـ 19 عامًا عندما تُوفيت في 17 يناير عام 1892م، نتيجة إصابتها بمرض السل، والذي كان قد قتل والدتها وأختها من قبل، وكان أخاها قد أصيب به، والطب في هذا الوقت لم يقدم أي علاج لهذا المرض، ولكن والدها لم يرد أن يفقد إبنه الأخير الباقي من عائلته التي ماتت كلها، واقترح عليه أحد المشعوذين أن يقوم بتحويل إبنه لمصاص دماء لينقذوا من المرض، ورغم أنه لم يقتنع إلا أنه لم يجد خيار آخر سوى نبش قبر ابنته المتوفاة حديثُا لإنقاذ إبنه، وبالفعل ذهب إلى المقبرة لإخراج ما تبقى من جثة ابنته، ولكنه وجد الجثة محفوظة كما هي تمامًا وكأنها حية، كانت بشرتها سليمة، أظافرها قد نمت من جديد، وكذلك شعرها كان قد نمى، واكتشف أن قلبها والأجهزة الأخرى في جسمها مليئة بالدم السائل!
قبر ميرسي براون
ولذلك قام بإستخراج قلبها وحرقه, وأخذ الرماد وحوله لسائل ليشربه أخاها المريض، ولكن هذا لم يُجدي نفعًا بالطبع فقد توفي الطفل بعد شهرين فقط!.
القصة الثانية "أرنولد باول"
ظهرت قصة "أرنولد باول" في قرية صربية خلال الفترة من 1727-1728 م، وكان أرنولد جندي يخدم في الجيش النمساوي، وقد عاد إلى قريته في عام 1727م، ولكن قبل وصوله إلى المنزل تعرض للهجوم والعض من مصاص دماء في اليونان، ولكنه تمكن من قتله، وبعد وصوله إلى منزله لاحظ أهل القرية أن أرنولد كان به شيئًا غريبًا وكان يستيقظ كل ساعات الليل، ولم يمر الكثير منذ عودته حتى وجدوه صريعًا بعد أن سقط تحت عربة القش، ووجدوا رأسه مفتوحًا ومات على الفور.
ودُفن أرنولد في مقابر القرية ولكن أفاد سُكان القرية بأنهم شاهدوا أرنولد بعد موته، وهو يتجول ليلا في القرية وما حولها، وتم العثور على شخصين قد ماتا في القرية مع علامات للثقب في حناجرهم، وقد أحرق أهل القرية الجثتين منعًا لتحولهما إلى مصاصي دماء، وبعد 40 يومًا من دفن أرنولد جاءت قوات من الجيش من بلغراد، وقامت بحفر قبر أرنولد بناءًا على طلب شيوخ القرية، ووجدوا أثار حفر ونبش للتابوت من الداخل، ووجدوا الجثة مازالت جديدة تمامًا, ولم يكن هناك أي أثر للتحلل إطلاقًا، ورأوا أن الأظافر القديمة قد سقطت ونمت مكانها أظافر جديدة, وكذلك الجلد القديم سفط ونمى مكانه جلد جديد بدلاً من القديم، وأيضًا كان هناك آثار للدم الذي يبدو طازجاً على لسانه!، فقاموا بقطع رأسه وأحرقوه حتى الرماد وألقوه في النهر!.
ظهرت قصة "أرنولد باول" في قرية صربية خلال الفترة من 1727-1728 م، وكان أرنولد جندي يخدم في الجيش النمساوي، وقد عاد إلى قريته في عام 1727م، ولكن قبل وصوله إلى المنزل تعرض للهجوم والعض من مصاص دماء في اليونان، ولكنه تمكن من قتله، وبعد وصوله إلى منزله لاحظ أهل القرية أن أرنولد كان به شيئًا غريبًا وكان يستيقظ كل ساعات الليل، ولم يمر الكثير منذ عودته حتى وجدوه صريعًا بعد أن سقط تحت عربة القش، ووجدوا رأسه مفتوحًا ومات على الفور.
ودُفن أرنولد في مقابر القرية ولكن أفاد سُكان القرية بأنهم شاهدوا أرنولد بعد موته، وهو يتجول ليلا في القرية وما حولها، وتم العثور على شخصين قد ماتا في القرية مع علامات للثقب في حناجرهم، وقد أحرق أهل القرية الجثتين منعًا لتحولهما إلى مصاصي دماء، وبعد 40 يومًا من دفن أرنولد جاءت قوات من الجيش من بلغراد، وقامت بحفر قبر أرنولد بناءًا على طلب شيوخ القرية، ووجدوا أثار حفر ونبش للتابوت من الداخل، ووجدوا الجثة مازالت جديدة تمامًا, ولم يكن هناك أي أثر للتحلل إطلاقًا، ورأوا أن الأظافر القديمة قد سقطت ونمت مكانها أظافر جديدة, وكذلك الجلد القديم سفط ونمى مكانه جلد جديد بدلاً من القديم، وأيضًا كان هناك آثار للدم الذي يبدو طازجاً على لسانه!، فقاموا بقطع رأسه وأحرقوه حتى الرماد وألقوه في النهر!.
رأي الطب في ظاهرة مصاصي الدماء
يُرجع الطب الحديث والأبحاث العلمية ظاهرة مص الدماء إلى مرض علمي معروف بإسم " البورفيريا"، وهو مرض ينشأ نتيجة عيب وراثي أو مكتسب في تركيب الهيموجلوبين الذي يدخل في كريات الدم الحمراء.
يُرجع الطب الحديث والأبحاث العلمية ظاهرة مص الدماء إلى مرض علمي معروف بإسم " البورفيريا"، وهو مرض ينشأ نتيجة عيب وراثي أو مكتسب في تركيب الهيموجلوبين الذي يدخل في كريات الدم الحمراء.
طفلان مصابان بالبورفيريا
الأعراض:
• الألم بالبطن هو أهم الأعراض، ويكون الألم على شكل مغص في الجزء السفلي الأيسر من البطن، ويستمر من ساعات إلى أيام، ونادرًا ما يكون مصحوب بارتفاع بالحرارة، كما يشيع حدوث الغثيان والقيء، وعند قليل من المرضى قد يكون الخزل هو العرض الوحيد دون حدوث ألم بالبطن، وعندما تتكرر زيارة مريض إلى قسم الطوارئ بسبب ألم شديد بالبطن دون وجود أسباب معقولة، ويحتاج مسكنات قوية جدًا للسيطرة على الألم, يجب وضع البورفيريا الحادة في الاعتبار.
• الضعف العضلي, والنقائص البؤرية العصبية، مثل: الخزل الرباعي قد يكون هو السمة البارزة، وخاصة عند السيدات في سن الإنجاب، كما يشيع حدوث ألم بالأطراف، أيضا تحدث نوبات تشنج عند نحو 2.2% من كل المصابين ببورفيريا حادة متقطعة، وتحدث عند بعض المرضى أعراض نفسية مثل الذهان، والذي يشبه الفصام.
• الألم بالبطن هو أهم الأعراض، ويكون الألم على شكل مغص في الجزء السفلي الأيسر من البطن، ويستمر من ساعات إلى أيام، ونادرًا ما يكون مصحوب بارتفاع بالحرارة، كما يشيع حدوث الغثيان والقيء، وعند قليل من المرضى قد يكون الخزل هو العرض الوحيد دون حدوث ألم بالبطن، وعندما تتكرر زيارة مريض إلى قسم الطوارئ بسبب ألم شديد بالبطن دون وجود أسباب معقولة، ويحتاج مسكنات قوية جدًا للسيطرة على الألم, يجب وضع البورفيريا الحادة في الاعتبار.
• الضعف العضلي, والنقائص البؤرية العصبية، مثل: الخزل الرباعي قد يكون هو السمة البارزة، وخاصة عند السيدات في سن الإنجاب، كما يشيع حدوث ألم بالأطراف، أيضا تحدث نوبات تشنج عند نحو 2.2% من كل المصابين ببورفيريا حادة متقطعة، وتحدث عند بعض المرضى أعراض نفسية مثل الذهان، والذي يشبه الفصام.
أسنان أحد المصابين بالبورفيريا
• أيضًا بروز الأسنان، وتحولها إلى اللون البني المحمر، وتشع الأسنان في الظلام بسبب تراكم بعض أنواع البروفينات عليها، ويجب على مرضى البروفيريا أن يحافظوا على أنواع معينة من الغذاء، حيث أن هناك أغذية خاصة تلك التي تحتوي على الكبريت مثل الثوم.
• ويميل مرضى البورفيريا إلى تناول اللحوم النيئة المصحوبة بالدماء، ويشتهون تناول الدماء، وذلك بسبب نقص الهيموجلوبين لديهم.
• ويميل مرضى البورفيريا إلى تناول اللحوم النيئة المصحوبة بالدماء، ويشتهون تناول الدماء، وذلك بسبب نقص الهيموجلوبين لديهم.