ماذا لو كان هناك فيس بوك وقت نكسة 67 و يوم 6 أكتوبر 73 ؟ | "سيناريو تخيلي"
الثلاثاء 05/يونيو/2018 - 11:11 ص
وسيم عفيفي
طباعة
أثبت الواقع طيلة الـ 8 سنوات الماضية أنه لا استغناء عن الفيس بوك بالنسبة للدولة والشعب، فحتى لو كانت الدولة تنزعج منه لكنها متأكدة من كونه عنصر مؤثر لا استغناء عنه ولا يمكن تنحيته من خريطة رسم الرأي العام بالنسبة للشعب.
الشعب ينظر لـ "الفيس بوك" بنظرة مغايرة لوجهة نظر الدولة، فطبقة من المصريين تستخدمه للرفاهية الشخصية، وبعضهم من يعتبره مجرد نافذة لطرح كلامه، بينما الكثيرون يتولون رسم خريطة التراند وهم نشطاء فيس بوك وتويتر، وطالت ثقافة التراند كل شيء وأي شيء، حتى صارت عنصراً في الصحافة نفسها.
الفيس بوك من موقع تواصل إلى دولة نوعية
الفيس بوك
أسوأ ما فعله الفيس بوك هو حالة الاستقطاب السياسي الحاد الذي جرى في الوطن العربي عموماً ومصر خصوصاً، وبصرف النظر عن المتسبب في حالة الاستقطاب تلك، هل هي الدولة أم الشعب، لكن الشيء المتفق عليه هو أن حالة الاستقطاب هذه أدت إلى كارثية في التعامل مع "الوطن" ذاته، فتم تجريد مصر من قوتها الناعمة عبر الفيس بوك، وقوبل هذا بسوء استقبال إعلامي حتى وصلت المسألة إلى درجة الخيانة العلنية.
الميزة حالياً أن مصر لا تخوض حرباً نظامية بين جيش وجيش، لكن تلك الميزة فيها شيء أخطر وهو أن مصر في حالة مواجهة عسكرية مع عصابات غير نظامية أخذت من الدين ستاراً فتحولت إلى حرب وجود أما غدر الإرهاب، ومكمن الخطورة هو في تفاعل الناس، فمنهم من لا يتكلم عن الشهداء وبعضهم من يتهم قيادات الجيش المصري بقتل بعضهم، وآخرون يفرحون، وبقية يلتزمون الصمت لكنهم لا يسكتون على فساد.
لكل هذا كان السؤال المجنون الذي تجيب عنه بوابة المواطن: ماذا لو كان هناك فيس بوك وتويتر زمن النكسة وعهد النصر ؟، واعتمدنا في هذا التخيل على تشابه واقعي مع حالة الاستقطاب تلك.
فيس بوك مصر سنة 1967 .ـ سيناريو تخيلي
تخيل لـ فيس بوك سنة 1967 م
لا أحد يفهم شيئاً .. المثقفين الذين يتابعون الصفحات الإنجليزية يقومون بمشاركة الأخبار المتعلقة بالهزيمة دون تصديق من المصريين بسبب منشورات الصفحة الرسمية للإعلامي أحمد سعيد، بينما بعضهم يلتزم الصمت نتيجة لعدم وجود بيانات رسمية من المؤسسة العسكرية، أما الأكثرية الذين يضعون صور ناصر وعامر والجيش المصري على بروفايلاتهم يدعمون الجيش المصري وينشرون بوستات متناقضة ومبالغ فيها، وظل الوضع على ما هو عليه إلى أن ظهر جمال عبدالناصر عبر تلفزيون الجمهورية العربية المتحدة وأعلن الكارثة.
عبدالناصر وقيادات الإخوان
تفاوتت ردود الأفعال فالإخوان المسلمين أصحاب الخصومة التاريخية مع جمال عبدالناصر شمتوا وفيهم حالة حبور وسرور عبر تعليقاتهم الآتية :-
أخيراً ربنا كسر عبدالناصر زي ما كسر المسلمين، ما كان الله لينصر جيشاً قائده قاتل سيد قطب، دا جيش فتوة رايح اليمن وموزع نفسه في الكونغو .. خليه يلبس، الهزيمة أشرف لينا من النصر بإيد الكفرة والملاحدة والطواغيت.
أخيراً ربنا كسر عبدالناصر زي ما كسر المسلمين، ما كان الله لينصر جيشاً قائده قاتل سيد قطب، دا جيش فتوة رايح اليمن وموزع نفسه في الكونغو .. خليه يلبس، الهزيمة أشرف لينا من النصر بإيد الكفرة والملاحدة والطواغيت.
عبدالناصر وعبدالحكيم عامر
المثقفين والنشطاء وقفوا على الحياد والاكتفاء بمنشوراتٍ تنظيرية، البعض ألقى أسباب الهزيمة على ديكتاتورية جمال عبدالناصر، بينما آخرون فرحوا لانكساره وشمتوا في مؤيديه وأظهروا الحزن على الجيش المصري، بينما سيطرت حالة الذهول على مؤيدي عبدالناصر فمنهم من أغلق صفحاتهم الشخصية وآخرون رأوا ضرورة الوقوف مع مصر ونشر حالة وعي حول عدم مسؤلية الجيش المصري عن الهزيمة وإلقاء السبب على القيادة مع نشر للسير الذاتية المتعلقة بالقادة الجدد الذين تولوا مهام إعادة بناء القوات المسلحة من جديد.
تستمر هذه الوتيرة موجودة، فلا أحد يصدق الانتصارات التي حققها الجيش المصري خلال يونيو 1967 م، بينما تقف الدولة في حالة من الضبابية هل يتم حجب الفيس بوك أم لا، غير أن عبدالناصر يخشى غلق الفيس بوك حتى لا ينفجر غضب الناس ويتحول إلى الشارع مما يؤثر على نفسية الجيش المصري، ويظل الوضع على ما هو عليه حتى وفاة جمال عبدالناصر سنة 1970 م.
فيس بوك مصر سنة 1973 ـ سيناريو تخيلي
تخيل لـ فيس بوك سنة 1973 م
رمضان على الفيس بوك متغير يوم 6 أكتوبر، فلا توجد منشورات تاريخية أو دينية، غير أن نسبة الدخول على المواقع الإخبارية زادت للتأكد من بيان الجيش المصري ظهر يوم 6 أكتوبر، والتساؤل حول الاشتباك الذي جرى في قناة السويس، ويظل الوضع هكذا حتى يجيء المساء ويعلن الجيش المصري عن عبوره للقناة ورفع علم مصر.
ردود الأفعال متباينة وعلى نفس التقسيم القديم تفاوتت ردود الأفعال على السوشيال ميديا إزاء انتصارات يوم 6 أكتوبر 1973 م، ويسهر الناس على الفيس بوك للتحليل.
يفرح الإخوان المسلمين بالنصر ليس حباً فيه لكن غروراً بأنفسهم وينقسم تأثيرهم إلى نسب النصر لأنفسهم حيث رأوا أن النصر تحقق بسبب دعم السادات لهم في حربهم السياسية ضد الناصريين واليسار، وبعضهم يعيد كتابات سيد قطب حول ضرورة إلغاء معنى كلمة "الوطن" وضرورة جعل الكوكب دولة إسلامية ويأخذون من رؤساء الدول الذين ساهموا في حرب أكتوبر دليلاً على ذلك.
يفرح الإخوان المسلمين بالنصر ليس حباً فيه لكن غروراً بأنفسهم وينقسم تأثيرهم إلى نسب النصر لأنفسهم حيث رأوا أن النصر تحقق بسبب دعم السادات لهم في حربهم السياسية ضد الناصريين واليسار، وبعضهم يعيد كتابات سيد قطب حول ضرورة إلغاء معنى كلمة "الوطن" وضرورة جعل الكوكب دولة إسلامية ويأخذون من رؤساء الدول الذين ساهموا في حرب أكتوبر دليلاً على ذلك.
أخبث عنصر من جماعة الإخوان المسلمين هم قادتهم، حيث رأوا أن نصر أكتوبر معناه عودة الدولة المصرية وهذا فيه خطورة عليهم وبالتالي يجب تقديم ضربة استباقية من خلال المشاركة الغير مباشرة في عملية إرهابية نوعية ضد الجيش المصري (وهذا السيناريو التخيلي حدث بالفعل لأنهم بالفعل هاجموا كلية الفنية العسكرية بعد نصر أكتوبر بسنتين وقتلوا أفراداً من طلابها واستولوا على أسلحتهم).
مؤيدي الدولة المصرية يهاجمون الثوريين الذين شككوا في قدرة الجيش المصري، وبالتالي لم يجد أفراد القوى الثورية من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي إلا اللجو لنغمة "وهتعملوا إيه في الاقتصاد اللي اتخرب".
مؤيدي الدولة المصرية يهاجمون الثوريين الذين شككوا في قدرة الجيش المصري، وبالتالي لم يجد أفراد القوى الثورية من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي إلا اللجو لنغمة "وهتعملوا إيه في الاقتصاد اللي اتخرب".
أخبث عنصر من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ليس الثائر الحر، وإنما الثوري ذا العلاقات المتشعبة، وبالتالي سيلجأ هؤلاء لتأييد الجيش المصري والسادات رغم ضربه لهم سياسياً، وهذا التأييد ليس فرحاً بالنصر وإنما من أجل أن يهيؤ أنفسهم ليكونوا رجال الأمريكان خلال السنوات القادمة بعد تعامل السادات معهم.
لفت نظر إصلاحي من بوابة المواطن
بوابة المواطن
1 ـ الأفضل لمؤسسات الدولة بلا استثناء التعامل مع الفيس بوك بكل ما فيه.
2 ـ وضع خطة تعامل "توعوية/شبابية" لإصلاح حالة اللاهوية بالنسبة للشباب.
3 ـ على كبار المثقفين "الموظفين منهم" عدم الاحتكاك بعقليتهم مع الجيل الحالي.
4 ـ قيام الدولة بشن "حرب سوشيال توعوية" لإعادة الثقة في قوة مصر الناعمة.
5 ـ ضروري بالنسبة للشباب أن يقرأ قبل أن يُنَظِّر ويفهم أولاً ثم يتكلم.
6 ـ على الشباب الحذر من تحولهم إلى نواة خونة ووسيلة تفادي الخيانة الثقافة حتى لا يتحول الشباب إلى "مغرر بهم" على رأي السادات في خطاب 5 سبتمبر 1981 م.
7 ـ لا تصدق إخوانياً قط !.
2 ـ وضع خطة تعامل "توعوية/شبابية" لإصلاح حالة اللاهوية بالنسبة للشباب.
3 ـ على كبار المثقفين "الموظفين منهم" عدم الاحتكاك بعقليتهم مع الجيل الحالي.
4 ـ قيام الدولة بشن "حرب سوشيال توعوية" لإعادة الثقة في قوة مصر الناعمة.
5 ـ ضروري بالنسبة للشباب أن يقرأ قبل أن يُنَظِّر ويفهم أولاً ثم يتكلم.
6 ـ على الشباب الحذر من تحولهم إلى نواة خونة ووسيلة تفادي الخيانة الثقافة حتى لا يتحول الشباب إلى "مغرر بهم" على رأي السادات في خطاب 5 سبتمبر 1981 م.
7 ـ لا تصدق إخوانياً قط !.