كيف تحصل الحكومة على الضرائب من جوجل وفيس بوك وأمازون ؟
"الدراسات الاقتصادية "الدولة عاجزة عن فرض الضرائب
تأثر الاقتصاد المصري بعدم فرض الضرائب
أضاف "المركز"أن الاقتصاد المصري تأثر بعدم فرض ضرائب
على تلك الشركات ما يؤدى إلى التأثير سلبا على حصيلة الدولة الضريبية.
والإخلال بقواعد المنافسة العادلة بين الشركات
العاملة في الأنشطة التقليدية والأنشطة الرقمية.
وأوضح أن التحدي الرئيسي فيما يتعلق بضريبة القيمة المضافة يتمثل في ظهور نوع جديد من السلع والأصول المعنوية غير الخاضعة للرقابة الجمركية، مثل شراء كتاب إلكتروني أو برنامج لمكافحة الفيروسات من خلال الإنترنت. وتقتضي القواعد الضريبية التقليدية قيام المشترى بحساب ضريبة القيمة المضافة على الخدمات والأصول المعنوية وتوريدها إلى مصلحة الضرائب إلا أن هذا النظام أثبت فشله في معظم دول العالم، فما الذي يدفع المشترى إلى تحميل نفسه الضريبة طواعية؟
وأشار الى ان منظمة التعاون والتنمية تقترح في الميدان الاقتصادي أن تطلب الدولة –مصر في هذه الحالة- من البائع التسجيل في مصلحة الضرائب واحتساب الضريبة وتوريدها، كأن تقوم شركة أمازون بفرض الضريبة على مشتريات المصريين من الكتب الإلكترونية وتوريدها إلى مصلحة الضرائب المصرية، إلا أن ذلك يتطلب تقديم الحوافز والتسهيلات اللازمة لمثل هذه الشركات حتى تقبل أداء هذه الخدمة
وأشار المركز أنة يجب تسريع إجراءات الإفراج الجمركي عن أي سلع ملموسة قد تتاجر فيها هذه الشركات. وتبسيط إجراءات التحصيل والتسجيل والإقرار الضريبي على أن تتم جميعها بشكل إلكتروني.
والمح إلى عدم إلزام هذه الشركات بكافة البيانات المطلوبة في الفاتورة الضريبية للموردين المحليين.،وتمكين البائع من تعيين وسيط ينوب عنه في تحصيل الضريبة وتوريدها إذا رغب في ذلك.
الضريبة على الدخل:
أما بالنسبة للضريبة على الدخل، فقد تم تصميم القواعد الضريبية الحالية خصيصا للأنشطة الاقتصادية التقليدية، فاشترطت أن تكون الشركة موجودة على أرض الدولة بالفعل حتى يمكن فرض الضريبة على أرباحها، أو بالتعبير القانوني أن تمارس الشركة نشاطها من خلال "منشأة دائمة" أو "مكان ثابت للعمل". وبناء عليه لا تستطيع مصلحة الضرائب المصرية فرض الضريبة على الأرباح الناتجة عن استخدام المصريين لفيس بوك او جوجل لأن هذه الشركات لا تمارس نشاطها من خلال منشأة دائمة في مصر.
هذا وقد استبعد القانون أنشطة العرض والتسليم
والتخزين وتجميع المعلومات من مفهوم المنشأة الدائمة باعتبارها أنشطة تحضيرية ومساعدة،
وهي إن كانت كذلك في ضوء الأنشطة الاقتصادية التقليدية إلا أنها لم تعد كذلك الآن،
على سبيل المثال: تعتمد تجارة التجزئة من خلال الإنترنت بشكل أساسي على التخزين كأن
تبني شركة أمازون مخزنا في مصر توزع من خلاله طلبات الشراء الإلكترونية.
أصبح تجميع المعلومات وتحليلها نشاط اقتصادي قائم بذاته وعلم يُدرس في الجامعات، وبناء عليه يجب تعديل القانون 91 لسنة 2005 ليتم اعتبار هذه الأنشطة من قبيل المنشأة الدائمة وفقا لما توصى به منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي.
كما تلجأ بعض الشركات العاملة في أنشطة الاقتصاد الرقمي إلى تجنب مفهوم المنشأة الدائمة من خلال ممارسة أنشطتها في دولة أخرى من خلال وكيل بالعمولة – حالة شركة أوبر في مصر – مستغلة نص قانوني مفاده أن الوكيل لا يعتبر منشأة دائمة إلا إذا كان يحق له إبرام العقود باسم الشركة، هنا تلجأ الشركة إلى تفويض الوكيل للقيام بجميع أعمالها ما عدا توقيع العقود، على أن يتم إرسالها للتوقيع في مقر الشركة الرئيسي بالخارج، وهو ما يسلب الدولة قدرتها على فرض الضريبة على أرباح الشركة، ولا يكون لها إلا أن تفرض الضريبة على عمولة الوكيل لا على أرباح الشركة نفسها، وبناء عليه يجب تعديل القانون ليتم اعتبار الوكيل منشأة دائمة حتى ولو لم يكن له سلطة إبرام العقود.