خلال عرض الجزء الخاص بالنادي الأهلي في مؤتمر " صناعة مستقبل كرة القدم حول العالم " داخل القاعة الرئيسية باستاد سانتياجو برنابيو والتي تم فيها دعوة النادي الأهلي من ريال مدريد ممثلاً في المهندس محمد سراج الدين عضو مجلس إدارة النادي عن مصر وافريقيا واريانو اليزوندو رئيس دوري المحترفين الأرچنتيني لكرة القدم عن أمريكا الجنوبية وفرانشسكو ديلجادو مدير ، حقوق التسويق والرعاية بالدوري الإسباني عن أوروبا وسيمس ڤاركي المدير التنفيذي لنادي بنجالورا الهندي عن أسيا.

وبدوره ناقش سراج الدين عرض عن مدى تأثير النادي الأهلي ليس على الصعيد الرياضي فحسب بل على الصعيد الإجتماعي والإقتصادي من خلال استعراض لتاريخ وجماهيرية النادي الأهلي العريقة في مصر والمنطقة العربية وافريقيا وكيف تمت نشأة النادي عام ١٩٠٧ بأسباب وطنية ومن ثم نجاحاته الباهرة على المستوى المحلي ومن ثم القاري باختياره نادي القرن في افريقيا وعالمياً أيضاً كونه ثاني أكثر الأندية على مستوى العالم حصولاً على البطولات القارية برصيد ٢٠ بطولة.

ثم استعرض سراج بعض المشروعات الناجحة للنادي الأهلي اقتصادياً وريادياً في افريقيا كونه أول نادي في أفريقيا ينشأ قناة تليفزيونية وشركة للإنتاج الإعلامي وسلسة محلات الأهلي ستورز لتعظيم قيمة النادي تسويقياً واستعرض سراج مساحات ومنشآت فروع النادي الأهلي الثلاثة وانطلاقه لإنشاء الفرع الرابع حالياً وأشار أيضاً إلى ازدياد مردود وقيمة الأهلي التسويقية والإقتصادية كل عام مستشهداً بازدياد يقرب ل ١٠٠ ٪؜ لقيمة حقوق الرعاية للنادي كل ٣ أعوام وأن أساس قوة الأهلي تتمثل في مبادئه الراسخة عبر تاريخه وجماهيره التي تعد حوالي ٨٠ مليون مشجع داخل وخارج مصر وينعكس ذلك بشكل قوي أيضاً على صفحات التواصل الإجتماعي وأن عدد متابعي الأهلي والذي يصل إلى ما يقارب ١٢ مليون على فيس بوك يضعه في مصاف ال ٢٠ الكبار ويفوق عدد متابعي صفحة الدوري المصري والاتحاد الإفريقي لكرة القدم وهو ما يعكس قوة وهيمنة النادي الأهلي محلياً وإفريقياً.

ثم أشار سراج الدين لخطط الأهلي المستقبلية من خلال وضع خطة طويلة المدى لتسويق قيمة الأهلي على المستوى العالمي وليس القاري فقط وأن سبق ولعب الأهلي مباريات ودية مع كبرى الأندية العالمية وعكف على إرسال مدربيه وإدرييه لفترات معايشة مع أندية عالمية ولكنه لن يكتفي بذلك فقط مستقبلاً بل سيكون لديه مشروعات قوية تضعه في مصاف الأندية العالمية وهي المكانة التي يستحقها الأهلي لتاريخه وجماهيريته الكبيرة وكونه أكثر الأندية على مستوى العالم تتويجاً بعدد البطولات محلياً وقارياً.

ولعل أبرز هذه المشروعات هي استاد النادي الأهلي والمخطط إلى أن يكون من أفضل ١٠ استادات على مستوى العالم بجانب اهتمام الأهلي الكبير في الإستثمار في النشئ والشباب من خلال وضع تصورات لبرامج رياضية تعليمية بالتعاون مع جامعات ومؤسسات تعليمية عالمية تهدف إلى تأهيل الكوادر الرياضية من لاعبين ومدربين وإداريين بمصر وافريقيا كدور الأهلي الريادي في القارة تجاه أبناءه وشبابه ولتطوير اللعبة واشار سراج إلى اقتداء النادي الأهلي في ذلك الأمر بالتجربة الألمانية الناجحة من خلال إنشاء أكاديميات رياضية تعليمية محترفة من قبل الإندية واتحاد الكرة الألماني في عام ٢٠٠٣ بعد إخفاقهم في بطولة أوروبا عام ٢٠٠٠ وظهور نتاج هذه التجربة بنجاحتهم المتتالية في الأعوام الأخيرة على صعيد الأندية والمنتخبات.

وفي الختام أشار سراج الدين إلى المصاعب التي تواجه كرة القدم على المستوى القاري في افريقيا ولعل أهمها ضعف البنية التحتية في كثير من الدول الإفريقية من ملاعب وإقامة بجانب احتياج كبير لتأهيل الكوادر الإدارية ومشكلة تأمين مباريات كرة القدم أما على المستوى العالمي فأشار سراج الدين إلى أن عوائد البث التليفزيوني والتي تمثل النسبة الأكبر في الأرباح للدوريات الخمس الكبرى ستصبح مع مرور الوقت في خطر كبير بسبب اللجوء لمشاهدة مباريات كرة القدم عبر الإنترنت وهو ما سيضعف مستقبلاً نسب المشاهدة عبر التلفاز بالإضافة إلى اهتمام الأعمار الصغيرة من النشئ والشباب المبالغ بالألعاب الإلكترونية ومن ثم بدأ اهتمام بعض الرعاة بها وهو ما ظهر بتكوين اول دوري للألعاب الإلكترونية بأمريكا وهو ما يمثل تهديد على قيمة وتسويق لعبة كرة القدم مستقبلاً.

ثم أشار أيضاً إلى الغزو والهيمنة الرأسمالية على كرة القدم وهو ما أثر كثيراً بالسلب على أندية تاريخية وجماهيرية عريقة والتي بدأت تتراجع على حساب أندية ذات هوية وشعبية أقل بجانب أيضاً اتجاه وفكر جميع اللاعبين وخصوصاً النشئ من مختلف القارات للاتجاه إلى أوروبا فقط وهو ما أحدث تكدس بالدوريات الأوروبية واقترح سراج البدء في خلق عوامل جذب في دوريات أخرى من مختلف القارات بمساعدة ودعم الفيفا والإتحادات القارية فعلى سبيل المثال الاهتمام برفعة شأن الدوريات الإفريقية سيساهم كثيراً في تطوير الكرة العالمية بشكل كبير كون أفريقيا نبع ومصدر كبير للمواهب للعالم أجمع وفي النهاية اقترح سراج إقامة بطولة للأندية العظماء تاريخياً والأكثر حصولاً على البطولات بشكل سنوي في فترة إعداد الموسم وهو ما سيعيد الهيبة للأندية التاريخية التي حققت نجاحات على حساب هيمنة رأس المال وسيساعد أيضاً على تطوير اللعبة في الإتحادات القارية المختلفة اجتماعياً واقتصادياً.

وبعد عرض سراج الدين تلقى الكثير من الإشادة من الحاضرين سواء من مسؤولي نادي ريال مدريد الذين أبدوا سعادتهم الكبيرة بوجوده معاهم وتوجيه الشكر لعرضه ورؤية النادي الأهلي المستقبلية العلمية بجانب الحضور الإعلامي من جريدة ماركا الإسبانية وإشادتها بما تناوله عرض سراج من مناقشة رؤية مشروعات النادي المستقبلية بجانب أيضاإشادة طلاب ماچيستير الإدارة والتسويق الرياضي بجامعة ريال مدريد الحاضرين من مختلف الجنسيات والذين أبدوا استفادتهم الكبيرة من النقاط التي أثارها سراج بجانب ابداء انبهارهم بمدى قوة وتاريخ النادي الأهلي وتلقى سراج الكم الأكبر.