"أبو عمر المصري".. خلطة متميزة من روايتين وأداء تمثيلي عبقري
الثلاثاء 12/يونيو/2018 - 01:42 م
مريم مرتضى
طباعة
موسم رمضان 2018م، يشهد عدد لا بأس به من المسلسلات التي تتنافس ليل نهار من أجل تحقيق أعلى نسب مشاهدة، ولكن في وسط ذلك الزحام دائمًا ما تجد عملين أو أكثر فرضوا أنفسهم بقوة على الساحة، وتميزوا عن غيرهم في الاستحواذ على حب الجمهور، ولعل من أبرز تلك الأعمال المتميزة هذا الموسم، مسلسل "أبو عمر المصري" ذلك العمل العبقري المبني على روايتين للكاتب "عز الدين شكري فشير"، وهما روايتي "مقتل فخر الدين"، و"أبو عمر المصري"، ونجاحات شكري فشير بدأت من الوسط الأدبي مما مهد الطريق له ليتمكن من خوض السباق الرمضاني بمسلسل متميز.
لا يحتاج الأمر لخبير، الجميع يمكنه رؤية التطور التصاعدي الدرامي المتميز للمسلسل، بدون مط أو تطويل، فالمسلسل بدأ بمرحلة التقديم، ثم انتقل لمرحلة التشابك، ووصل إلى مرحلة العقدة بكل سهولة ويُسر، وعندما وصلنا إلى مرحلة الذروة كان المتفرج في منزله على أحر من الجمر للإنفراجة، التي وصل إليها في التوقيت المناسب، كل ذلك جعل كل حلقة حرفيًا متميزة بذاتها وتجعلك مشدودًا للحلقة التي تليها على أحر من الجمر، كما أنهم قاموا بغلق كل حلقة على حدث قوي للغاية يقلب الأحداث تمامًا، مما يجعل المشاهد في حالة تفكير لما سيحدث في الحلقة القادمة.
الشخصيات
بناء الشخصيات وتوزيعها في سياق الأحداث وعلاقتها بالبطل يستحق الإعجاب بحق، فعدد الشخصيات ليس متشعب وأغلبهم ليس سطحي الذي يأتي لخدمة غرض معين ثم لا يظهر مرة أخرى، وساهم ذلك العدد المتوسط للشخصيات على ترك مساحة كافية للمشاهدين من أجل فهم كل شخصية بالقدر الذي تستحقه، كذلك التصاعد الدرامي للشخصيات متميز جدًا، فهناك بعض الشخصيات بعينها كانت لها مبادئ ومناهج حياتية مُحددة ومثالية جدًا في بداية الأحداث، لكن مع مرور الوقت وتدهور الحال وتغيّر الظروف، باتت تلك الشخصيات تنتهج منعطفات فكرية مختلفة تمامًا عن التي كانت عليها في السابق.
بناء الشخصيات وتوزيعها في سياق الأحداث وعلاقتها بالبطل يستحق الإعجاب بحق، فعدد الشخصيات ليس متشعب وأغلبهم ليس سطحي الذي يأتي لخدمة غرض معين ثم لا يظهر مرة أخرى، وساهم ذلك العدد المتوسط للشخصيات على ترك مساحة كافية للمشاهدين من أجل فهم كل شخصية بالقدر الذي تستحقه، كذلك التصاعد الدرامي للشخصيات متميز جدًا، فهناك بعض الشخصيات بعينها كانت لها مبادئ ومناهج حياتية مُحددة ومثالية جدًا في بداية الأحداث، لكن مع مرور الوقت وتدهور الحال وتغيّر الظروف، باتت تلك الشخصيات تنتهج منعطفات فكرية مختلفة تمامًا عن التي كانت عليها في السابق.
الإخراج
الإخراج لم يكن مُتميزًا كثيرًا في معظم مشاهد المسلسل، حيث نراه متوسطًا إلى أقصى حد، ولكن في تلك المشاهد الواسعة والمفتوحة يظهر تميز هائل ونرى لفتات إخراجية مُتميزة.
الإخراج لم يكن مُتميزًا كثيرًا في معظم مشاهد المسلسل، حيث نراه متوسطًا إلى أقصى حد، ولكن في تلك المشاهد الواسعة والمفتوحة يظهر تميز هائل ونرى لفتات إخراجية مُتميزة.
أظهر المسلسل تميز وتطور كبير في أداء عدد من الأسماء، مثلًا "فتحي عبد الوهاب" الذي قام بدور "سمير العبد" ونرى أداؤه المتميز يظهر جليًا في تلك الشخصية التي تتطلب القيام بتركيبة نفسية مُعقدة تُبين الجانب المريض والمُختل من الشخصية التي يقوم بها.
فتحي عبد الوهاب
عارفة عبد الرسول
أحمد عز