حياة كارل لاندشتاينر

يوم 14 يونيو 1868م، في مدينة فيينا بالنمسا، وُلد العالم العبقري "كارل لاندشتاينر"، وكان يعيش بسلاسة مع أسرته السعيدة، كان والده يعمل أستاذ في القانون والكتابات الصحفية، حتى قام القدر بلعبته تجاه تلك الأسرة وتوفى الوالد وكان كارل لايزال طفلًا لم يُكمل السادسة من عمره بعد، وقامت والدته بتربيته وحدها بعد ذلك، حتى أكمل دراسته في كلية الطب وكان يبلغ 23 عام، وكان متفوق للغاية في دراسته، وقام بنشر أول بحث في الكيمياء الحيوية خلال دراسته، والتي تدرس تأثر النظام الغذائي على تواجد الكربون في الدم ، واستطاع انقاذ حياة الملايين ومازال علمه يفعل ذلك.

ظل كارل طوال حياته يهتم ويدرس فصائل الدم، وطبيعية تركيب الأجسام المضادة، والعوامل المناعية في الدم، ومن أعظم الأبحاث الإنسانية التي قدمها للبشرية هو صناعة الأمصال، وعُرف كارل بأنه كان مفعمًا بالطاقة، ولم يكن يستطيع التعرف على جميع الأشخاص، ولكنه كان يقوم بأنشطة متعددة، ويشترك في أبحاث مختلفة، على الرغم من حزنه الذي يُسيطر عليه وتصريحاته برغبته في الوحدة.

العبقري الحزين
كان العالم "كارل لاندشتاينر"، يُعرف بأنه منقذ أرواح الملايين، كما أطُلق عليه اسم "العبقري الحزين" لأنه كان يبدو عليه الحزن دائمًا، ولكنه كان منظمًا، ذكيًا، شاملًا، ومتخصصًا، وكان لديه حوالي 346 بحث قدمها خلال مسيرة حياته الطويلة في مجال البحث العلمي، واعتبر أب لعلم أمراض الدم، فاستطاع دراسة كل شيء عن بأمراض الدم والأمراض المناعية، بالإضافة إلى تخصصه في مرض شلل الأطفال وأمراض الحساسية.

اكتشاف فصائل الدم
انتشرت حالات الوفيات التي تحدث بسبب التعرض لحالات النزيف اليومية خلال الحوادث المختلفة، أو الإصابات بنزيف القُرح، فقام "كارل لاندشاتاينر"، باكتشاف أنواع فصائل الدم المختلفة للبشر، ولم يكتشف أحد من قبل أن هناك 4 فصائل مختلفة من الدم، وهي "A، B، O & AB"، ولم يكن هناك وعي كافي بأن نقل دم مختلف عن دم المريض يُمكن أن يسبب رد فعل مناعي قاتل، حيث تتعرض كرات الدم الحمراء لهجوم الجهاز المناعي للجسم، مما يسبب تجمعها وتدميرها، وتُفرز مادة الهيموجلوبين التي تحاول الكلى طردها وتكون في شكل مُركبات صفراء، مما يُصيبها بالفشل الكلوي ومن ثم إلى الموت.

إنجازاته وأهم أبحاثه
قدم "كارل لاندشاتاينر" العشرات من الأبحاث، أهمها تلك الأبحاث المتعلقة بالجهاز المناعي، واستجابة الجسم لبيكتريا الزهري، وقام بالبحث في كيفية انتقال مرض شلل الأطفال، وقام بنقل النُخاع الشوكي لطفل مات بهذا المرض إلى قرد، مما أصابه بشلل الأطفال أيضًا، كما عمل أيضًا بقسم التشريح، ولكنه لم يمنعه ذلك من مواصلة مشواره في تحقيق طموحه في البحوث العلمية، وأستغل هذه الوظيفة في اكتشاف البكتريا المُسببة للإلتهاب السُحائي، كما استطاع اكتشاف بكتريا الإلتهاب الرئوي.