وُلد الفيلسوف "جون لوك" في مدينة سومير سيت خلال عام 1632م بمنطقة إيسيكس، وقد توفى عام 1704م، عن عُمر يُناهز الـ 72 عامًا، وقد أكد الكُتاب الذين تناولوا سيرة لوك خلال الكتب الخاصة بهم في التاريخ بأنه وُلد بمدينة صغيرة تقع علي مقربة من مدينة بريستول، وقد عمل والده بمهنة المحاماه ثم تطور للعمل كموظفًا كبيرًا في خدمة البرلمان الإنجليزي، ولكن الحرب الأهلية التي قد وقعت بين كل من الكاثوليك والبروتستانت قد تسببت في خسارة أمواله كلها، ومن المعروف أن العصر الذي عاشه لوك في إنجلترا قد شهد حروب الطوائف والمذاهب، وقد درس لوك خلال فترة الطفولة لغات الفلاسفة وهما اللاتينية واليونانية وبين عامي 1646م، 1652م واستطاع لوك أن يدرس فلسفة أرسطو بمدرسة ويستمنستر، وقد أصبح بعدها محاميًا في مدينة أكسفورد، والتي كانت تتصارع منذ زمن مع مدينة كمبريدج.

مراحل تطور فكر جون لوك في الفلسفة 
خلال فترة إنشغاله بالفلسفة والفكر ركز لوك على النظرية الليبرالية لدولة الحق والقانون، ودافع كثيرًا عن حقوق الملكية الفكرية والفردية، وكان هو صاحب قانون أن حرية الشخص تنتهي عند بداية حرية الآخرين، وقد أكد من خلال قانونه علي أنه بذلك من الممكن أن ينتظم المجتمع في كافة أموره، فالليبرالية وهي الحرية لا تعني مُطلقًا أن يعيش الإنسان في فوضي كما أنها لا تعني الإباحية، ولكن تدعوا الإنسان إلي المسئولية وتحملها، وأكد على ضرورة احترامنا للأخر لكي نعيش في مجتمع مسالم لا في مجتمع من السهل علينا تدميره نظرًا لتدميرنا كل المبادئ تحت شعار الحرية لذا دعا لوك من خلال كافة قوانينه إلي إحترام التعاليم الدينية التي تهدف إلي إقامة مجتمع متكامل لا يدعو إلي العنف أو حتي إلي التدمير.

حياة جون لوك مع الطب
عمله بالمحاماة لم يقف حائلًا بينه وبين الدراسة، فقد قام بدراسة الطب، وعمل به بالفعل، وقيل عنه أنه أنقذ حياة "شافتسبري"، بعد أن استئصل له ورم خبيث، ولم ينسى "جون لوك" عمله في اكسفورد كما أنه قد ساعد من خلال التدخلات التي قام بها لإتمام زواج ابن شافتسبري كما سهر علي عملية وضع زوجة ابنه، وعلم حفيده الذي قد أصبح خليفة للوك فيما بعد.
بعد ذلك رأى لوك أن الأفضل هو السفر لهولندا خاصة بعدما تم القبض علي شافتسبري، وخاف أن يتم سجنه هو الأخر، وظل بأمستردام لستة سنوات، ولكنه عاد عندما حل ويليام الثالث محل الملك جيمس الثاني مرة أخري إلي إنجلترا.

جون لوك والثورة الإنجليزية
من الممكن أن تكون أفكار لوك وراء اندلاع الثورة الإنجليزية، والتي قد أطلق عليها الحق والقانون، وذلك نظرًا لما ظل يدعو إليه لوك من خلال قوانينه باحثًا عن الحق والحرية، وكان يري دائمًا أن الاضطهاد مصدره شهوة الملوك، وهو مصنع للمنافقين أما التسامح فهو يشجع علي المعرفة والحق وقد ظل لوك يناضل من أجل مبادئه حتي وافته المنية عام 1704م وهو يستمع إلي ليدي ماشام وهي تتلو المزامير.