7 سنين فى العاصمة .."بائع الترمس" حائر يبحث عن "لقمة حلال"
السبت 23/يونيو/2018 - 03:01 ص
أحمد حمدي
طباعة
يستيقظ فى الصباح الباكر يذهب لصلاة الفجر ثم يعود ليقرأ ما تيسر من آيات القرآن الكريم لعل الله ان يرزقه فى يومه برزق وفير، متوكلا على الله فى سعيه، يستعد لجر عربته الصغيرة التى قرر أن يحمل عليها ما يحتاج إليه زبائنه الذين اعتاد رؤيتهم كل يوم، بملامح بائسة ووجه شاحب يبدو عليه كفاح المعيشة، يقف الشاب العشريني المنزلق من إحدى محافظات الصعيد منتظرًا أن تمطر السماء رزقها وترسل إليه بزبون كي يبيع منتجه.
"أحمد عبد الرحمن" شاب في مقتبل العمر لم يتجاوز الـ22 عامًا، هبط من محافظة المنيا إحدى محافظات صعيد مصر، ليقف أمام مدرسة منشية جبريل بمنطقة عرب المعادى، يقول: "جيت القاهرة من 7 سنين بالضبط عشان اكل عيش".
يبدأ الشاب العشريني يومه مع اشراق شمس يوم جديد، يتجه لمكانه الذى اعتاد عليه زبائنه رؤيته باستمرار، يقول:"بطلع الصبح الساعة 8 استنى الزباين اللي متعود أشوفهم كل يوم الصبح، وبعدين المدرسة دى تفتح والعيال الصغيرة والطلاب بيحبوا يشتروا من عندي الترمس وبح افرحهم ومش بدقق معاهم فى فلوس اوى، وعلى الحال دا لحد ما بروح الساعة 1 بالليل لبيتي".
"أحمد عبد الرحمن" شاب في مقتبل العمر لم يتجاوز الـ22 عامًا، هبط من محافظة المنيا إحدى محافظات صعيد مصر، ليقف أمام مدرسة منشية جبريل بمنطقة عرب المعادى، يقول: "جيت القاهرة من 7 سنين بالضبط عشان اكل عيش".
يبدأ الشاب العشريني يومه مع اشراق شمس يوم جديد، يتجه لمكانه الذى اعتاد عليه زبائنه رؤيته باستمرار، يقول:"بطلع الصبح الساعة 8 استنى الزباين اللي متعود أشوفهم كل يوم الصبح، وبعدين المدرسة دى تفتح والعيال الصغيرة والطلاب بيحبوا يشتروا من عندي الترمس وبح افرحهم ومش بدقق معاهم فى فلوس اوى، وعلى الحال دا لحد ما بروح الساعة 1 بالليل لبيتي".
بائع الترمس
لم ييأس الشاب الصغير من قلة الحيلة، فقرر وسط ضربات الحياة المفاجئة أن يتنوع فى بيعته حسب الموسم وما يحتاج إليه الزبائن، يضيف:" مرة أبيع ترمس وفي موسم البطاطا أبيعها وموسم التين الشوكي برضه ببيعه وفي الشتا ممكن أبيع هدوم، وساعات أجيب حلويات، الحاجة اللي تكسب بجيبها وأبيعها عشان البضاعة لو اتركنت هتبوظ وأنا اللي هشيل سعرها".
موجة غلاء طالت المنتجات الإستهلاكية بكل أنواعها، مما جعلت الباعة يضطرون لرفع الأسعار بشكل ملحوظ لاسيما بعد قرار الحكومة المصرية بتعويم الجنيه المصري نهاية العام الماضي، يضيف:"الحاجة ولعت نار عن الأول وزادت الضعف دولقتي ونفسي ترخص عشان الناس تشتري ومبرداش أغلي تمن الحاجة على الطلبة الصغيرين عشان يشتروا يدوب بس على أد اللى محتاجه".
"عايز أعيش واكسب" بصوت يملؤه الحسرة والحزن تفوّه بهذه الجملة التى عبرت عن حال الشاب العشريني، لخصت الكلمات أحلامه التي أصبحت صعبة المنال في ظل ارتفاع الأسعار التى يعيشها كافة المواطنين، يضيف:"الترمس كان بـ3 جنيه ودلوقتي بقى 5 جنيه، اللمون اللي بستخدمه مع الترمس بقى 15 جنيه، والشطة والملح بـ 20ج وغير الوقفة طول اليوم بالطريقة دي".
بائع الترمس
بعد كفاح طوال اليوم، قرابة 18 ساعة فى الشارع، و استيقاظ مبكر، وعمل شاق بالنهار، ومواصلة مع التلاميذ ودوشة خروجهم من المدارس، يعود الشاب العشريني ومعه "50" حنيهًا فقط يقول:"بطلع في اليوم بالعافية 50 جنيه بس، هيعملوا لي ايه وأنا بصرف على اخواتي الصغيرين".
لم تعد مشكلة ارتفاع الأسعار تراوده من حين لآخر بل أصبح الوقوف لأكل العيش يحارب من جميع الأطراف، يضيف: " الناس مش مخلية الواحد ياكل عيش، أصحاب المحل اللي جنبي كل شوية يقولولي أقف بعيد، وواحد تاني يقولي أطلع ورا بالعربية وواحد يقولي أطلع قدام، طول النهار في الحيرة دي".
لم تعد مشكلة ارتفاع الأسعار تراوده من حين لآخر بل أصبح الوقوف لأكل العيش يحارب من جميع الأطراف، يضيف: " الناس مش مخلية الواحد ياكل عيش، أصحاب المحل اللي جنبي كل شوية يقولولي أقف بعيد، وواحد تاني يقولي أطلع ورا بالعربية وواحد يقولي أطلع قدام، طول النهار في الحيرة دي".