بعد ثورة أجهزة المحمول.. "نوكيا" رحلة عمرها 153 عام بدأت من الصناعات المطاطية
في عام 1865م، أسس مهندس التعدين " فريدريك إدستام " مطحنة للب الأشجار ببلده تامبري بفنلندا، وبدأ من خلالها في تصنيع الورق، وبعدها بثلاثة أعوام بنى "إدستام" مطحنة ثانية قرب بلدة "نوكيا"، وفي عام 1871م قام بمساعدة صديقه المقرب ليو ميشيلين بإعادة تسمية الشركة وتحويلها إلى شركة مساهمة، وأطلقوا على الشركة اسم "نوكيا"، ومع نهاية القرن التاسع عشر قرر ميشيلين تنويع نشاط الشركة إلى توليد الطاقة الكهربائية وبنوا محطة طاقة تعمل بالماء قريبة من مصانع الورق، وفي عام 1898م استقطبوا شركة "أعمال المطاط الفنلندية" بوصفها زبونًا جديدًا.
شركة غيرت مسار الصناعة
كتب المؤلف دان ستينبوك دراسة إستراتيجية شاملة عن هذه الشركة الرائعة، وطرحها في الأسواق بعنوان "قصة شركة رائعة غيرت مسار الصناعة"، وكتب فيه الكثير من تاريخ الشركة ، وأكد على فكرة أن كل شركة تتشكل وفقًا لهيكل الصناعة التي تنشط فيها، ويرى أن السياسات العامة في منطقة اسكندنافيا ساهمت في توفير بيئة صناعية مشجعة، غير أن شركات مبدعة ومبتكرة مثل نوكيا وأريكسون جعلت من تلك البيئة مصدرًا من مصادر القدرة على المنافسة بنجاح.
وأوضح أنه في الفترة من العشرينيات وحتى الستينيات من القرن العشرين، نمت نوكيا على حساب منتجات شركة "أعمال المطاط الفنلندية" التي شملت الأسلاك المكشوفة، وأسلاك الكهرباء، وأسلاك الهواتف، ومعدات التليفونات، ولكن بعد ذلك تحولت نوكيا في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات إلى التركيز على الأدوات الإلكترونية الشخصية وتلك المستخدمة في الأنشطة التجارية، وقامت بتحديث من قاعدة صناعاتها الأساسية لتشمل الإنسان الآلي والألياف البصرية والأنسجة عالية الجودة، كما استعان قسم الإلكترونيات بالشركة بعدة خبراء زودوا الشركة برؤية إستراتيجية للتكنولوجيا الرقمية في المستقبل ووضعوا الخطط الخاصة بالاستغلال التجاري للتكنولوجيا الجديدة.
وفي عام 1967م اندمجت شركتي "أعمال المطاط الفنلندية" و"الأعمال السلكية الفنلندية" ونوكيا في كيان تجاري واحد يعمل في أربعة قطاعات تجارية هي: قطع الأشجار، والمطاط، والأسلاك، والمعدات الإلكترونية.
وبحلول أواخر التسعينيات، بلغ نصيب نوكيا في السوق العالمية للهواتف النقالة نحو 30% مقابل 25% لشركة موتورولا، و14% لشركة إريسكون، ومع انتشار الإنترنت التي بدأت تسيطر بشدة على قطاع الأعمال النقالة، بدأت نوكيا تعتمد على جهود التطوير والابتكار لكي تستفيد من الفرص الناشئة للإنترنت النقالة، واعتنقت نوكيا رؤية تقول أن «الهاتف النقال من الوسائل الطبيعية لوضع الإنترنت في جيب كل شخص».
ومع حلول عام 2000م، صُنفت نوكيا بوصفها خامس أشهر ماركة تجارية في العالم، وكانت نوكيا دومًا سباقة في إدخال المنتجات والخدمات الجديدة والمبتكرة على الأسواق.
في سوق العمل إن لم تحافظ على الابتكار فإنك ستخسر كل شيء، وقد كانت المنافسة شديدة للغاية، لا سيما بعد ظهور شركات تنافس بشراسة مثل أبل وسامسونج، وحتى عام 2007م، شكلت شركة نوكيا حوالي 41% من سوق الهواتف النقالة في العالم، ولكن مع بداية 2014م لم تعد تستحوذ إلا على 4% من السوق، فماذا حدث؟.
نشرت صحيفة "النيويورك تايمز" تقرير توضح فيه أن مُديري شركة نوكيا التنفيذيين تخلصوا من قطاعات الشركة المتعددة في مجالات صناعة الورق والكهربائيات في نهاية التسعينيات مع صعود الشركة السريع في مجال الاتصالات الخلوية، ويضيف التقرير أن إدارة الشركة اعتقدت أن قطاع الاتصالات مستقر، ولا داع لوجود بديل مستقبلي يحمي مصالح الشركة من أي تطورات غير محسوبة.
وأوضح التقرير أن الشركة همّشت مهندسي قطاع البرامج والتطبيقات الخاصة بالأجهزة الذكية، ولم تقدر إدارة الشركة النمو المتسارع لهذا القطاع، الذي أصبح يسيطر على قطاع الاجهزة الخلوية، في حين خصصت شركة "آبل" ميزانية ضخمة لدعم مهندسي البرمجيات والتطبيقات.
وشرح التقرير أن هناك عدة أسباب أخرى للإنهيار، فمثلًا بعد أن كانت نوكيا سبّاقة في مجال الهواتف الذكية الموصولة بالإنترنت، تأخرت فجأة عن ركب نظام التشغيل الخاص بشركة آبل، الذي اعتمد تنقية اللمس، تلك القنية التي شكلت ثورة في عالم الهواتف الذكية، وانتظرت نوكيا عامًا كاملًا قبل أن تطلق هواتف بنفس التقنية.
ومع الصعود الناري للآيفون واشتداد المنافسة مع شركة سامسونج، بدأت شركة نوكيا تذبل في السوق، وحاولت إعادة هيكلة بنيتها الإدارية لكنها لم تحقق النتائج المرجوة، وفي النهاية تم بيعها لشركة مايكروسوفت.
واختصر التقرير مُجمل الأسباب في فكرة واحدة وهي أن الفشل جاء بسبب غياب الرؤية الاستراتيجية للأمور والاعتماد على نجاحات قصيرة المدى أدت في النهاية إلى فشل ذريع أطاح بقصة نجاح مبهرة في عالم الاتصالات الخلوية.
عودة العملاق
العملاق وإن خسر معركة فسيظل عملاقًا قد يحتاج وقت للعلاج وإعادة التأهيل
ولكنه لن يخبو أبدًا، هكذا هي نوكيا التي بدأت في الظهور على الساحة مؤخرًا وطرحت
هاتفها الجديد Nokia 6 2018، وهو إصدار جديد من هاتفها
الذكي نوكيا 6 الذي أطلقته العام الماضي 2017، والذي كان أول هاتف ذكي يعيد اسم
نوكيا لعالم الهواتف الذكية مرة أخرى بنظام التشغيل أندرويد.
ويحمل نوكيا 6 الجديد أو Nokia 6 2018 تصميما كاملا من المعدن، ويقع مستشعر بصمات الأصابع على الجهة
الخلفية للهاتف، ويحمل الهاتف منفذًا تقليديًا للسماعات بمقاس 3.5 ميلليمتر، وفيما
يبلغ سُمكه 8.2 ميلليمتر، يبلغ وزنه 172 جرام، ويأتي Nokia 6 2018 بشاشة IPS LCD قياسها 5.5 بوصة بدقة FHD، مغطاة بطبقة من زجاج Gorilla 3 لمقاومة الخدوش والصدمات، والموبايل
مزود بكاميرا خلفية بدقة 16 ميجابكسل بفتحة عدسة واسعة f/2.0 مع وجود فلاش، ودعم ميزة التركيز التلقائي، ودعم HDR مع إمكانية تسجيل مقاطع فيديو
بدقة 1080p، كما زودته بكاميرا أمامية
دقتها 8 ميجابكسل بفتحة عدسة f/2.0 تدعم ميزة التركيز التلقائي،
وتتيح للمستخدم أيضا تسجيل مقاطع فيديو بدقة 1080p.
ويعمل Nokia 6 2018 بمعالج 2.2 جيجاهرتز كوالكوم Snapdragon 630 ثماني النواة مع معالج رسوميات
Adreno 508، ويتوفر الهاتف بذاكرة وصول
عشوائي 3 أو 4 جيجابايت، مع مساحة تخزين داخلية 32 أو 64 جيجابايت يمكن زيادتها من
خلال بطاقات الذاكرة الخارجية حتى 256 جيجابايت، ويدعم نوكيا 6 الجديد كل من شبكات الجيل الرابع للمحمول
4G مع إمكانية تشغيل شريحتين،
بالإضافة إلى تقنية واي فاي وتقنية بلوتوث 5.0 وتقنية NFC، وإمكانية تشغيل راديو FM، مع دعم RDS التي توفر محتوى رقمي مع البث
الإذاعي، ويحمل الهاتف بطارية قدرتها 3000 ميللي أمبير/ساعة تدعم ميزة الشحن
السريع من خلال منفذ USB
Type-C.